من هو "علي مملوك" الرجل الذي قد يخلف الأسد؟
تداولت عدة تقارير إخبارية عالمية خلال الأيام الماضية، أنباء حول تعيين الضابط السوري، اللواء علي مملوك الملقب بــ"أبو أيهم"، نائباً للشؤون الأمنية للرئيس السوري، بشار الأسد، كما ذهبت بعض التقارير العالمية إلى أبعد من ذلك، إذ قالت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بات يرجح تسليم "مملوك" منصب رئيس النظام السوري.
وأكدت التقارير سعي "مملوك" إلى إقامة خطوط
اتصالات مع السعودية وتعزيز العلاقات بين البلدين وبين نظام الأسد خاصةً، كما قامت
وفود اماراتية وسورية بزيارات رسمية وغير رسمية متبادلة بين دمشق وأبوظبي، كان
آخرها في يناير الماضي بعد قيام الامارات بإعادة فتح سفارتها في دمشق في ديسمبر
2018، قبل أن تعلن المنامة أيضا عودة العلاقات الدبلوماسية مع سوريا، ورجحت تلك
التقارير أن هذه الزيارات تأتي في إطار ترتيب الوضع العربي، وإقامة ركيزة عربية
بين سوريا والسعودية والإمارات والبحرين وروسيا ومصر.
تولي "مملوك" منصب النائب للرئيس بشار الأسد،
يضع علامات الاستفاهم خاصة بعد نشر صحيفة "الدايلي تلغراف" البريطانية
في عام 2015، قيام الرئيس السوري بوضع "علي مملوك" تحت الإقامة الجبـرية
بعد كشفه مخطط لتنفيذ انقلاب بالاشتراك مع مخابرات دولية عالمية منها روسيا وتركيا.
فمن هو علي مملوك؟
ولد "مملوك" عام 1946 (73 عاماً) في دمشق،
ويعد أحد أبرز القادة الأمنيين السوريين، الذين يحظون بثقة كبيرة من الرئيس
السوري، الذي يعتمد عليه لتنفيذ المهام السرية، ويسند إليه المهام الخارجية في
إطار العمليات الدبلوماسية.
شغل "مملوك" منصب مدير المخابرات العامة خلفاً
لـ"هشام بختيار" الذي قتل في تفجير بدمشق عام 2005، ثم تم تعيينه رئيساً
لمكتب الأمن الوطني في ،2012 ومازال الجدل دائراً حول تركه للمنصب وتعيينه نائباً
للرئيس السوري أم مازال في منصبه.
وُضع "مملوك" في قوائم العقوبات الاقتصادية
التي طالت بعض الشخصيات من قبل الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة الأمريكية
وبريطانيا وكندا بعد اتهامات بقمع المتظاهرين إبان اندلاع الثورة في 2011.
وعمل "مملوك" على تطوير الإدارة وتزويدها
بأساليب جديدة للمراقبة، كما أوكلت إليه مهمة التنسيق مع أجهزة الاستخبارات
الأميركية والأوربية والإيرانية، مما هيأ له الإمساك بعدد كبير من ملفات النظام
منذ اندلاع الثورة في 2011.
كما يواجه الرجل تهماً من القضاء اللبناني، إلى جانب
عقيد في الجيش السوري يدعى "عدنان" بمحاولة زعزعزة استقرار الوضع في
لبنان، بالاتفاق مع الوزير اللبناني ميشيل سماحة الذي اعترف مؤخراً بنقله متفجرات
بسيارته لتنفيذ سلسلة من الاغتيالات لقائمة من الشخصيات الدينية والسياسية
بالاتفاق مع "مملوك" في 2012.
"مملوك"
والقاهرة
في أكتوبر 2016، توجه المملوك إلى القاهرة في زيارة
رسمية بدعوة من الجانب المصري استمرت يوماً واحداً، التقى خلالها اللواء خالد
فوزي، نائب رئيس جهاز الأمن القومي في ذلك الوقت، إلى جانب عدد من كبار المسؤولين
الأمنيين، وتم الاتفاق بين الجانبين على تنسيق المواقف سياسياً بين البلدين وتعزيز
التنسيق في مكافحة الإرهاب.
وقام "مملوك" بزيارة أخرى إلى القاهرة، في
ديسمبر من العام الماضي، بدعوة من اللواء عباس كامل، رئيس المخابرات العامة
الحالي، لبحث مختلف القضايا السياسية والأمنية وجهود مكافحة الإرهاب بين البلدين.
"مملوك
والسعودية
في زيارة غير معلنة، كشفت وسائل إعلام عالمية قيام
"مملوك" بزيارة سرية غير معلنة إلى العاصمة السعودية الرياض، قيل أنها
تأتي في إطار إعادة العلاقات السعوديةمع النظام السوري، وإعادة عضوية سوريا في
جامعة الدول العربية بعد تعليقها في نوفمبر 2011.
كما توجه "مملوك" إلى "جدة" في
يوليو 2015 برفقة مسؤولان رفيعان المستوى أحدهما استخباراتي والآخر في وزارة
الخارجية، وقدمت "السعودية" وفقاً للتسريبات مبادرة تدعو إلى طرد النظام
السوري عناصر "حزب الله" و"ايران" و"الميليشيات
الشيعية" مقابل وقف دعمها للمعارضة ليكون الحل "سورياً – سورياً".
وأشارت تقارير عالمية إلى تواصل رئيس الاستخبارات العامة
السعودي، خالد الحميدان، هاتفياً مع
"مملوك" وتجديد العرض السعودي مقابل تمويل عملية إعادة الإعمار في
سوريا، فرد "مملوك" أن نظام "الأسد" تحالفاته ثابتة لا تتغير.