سلطان القاسمي.. السياسي الذي فقد ولديه في مدينة الضباب
أثار نبأ رحيل
نجل حاكم الشارقة خالد بن سلطان القاسمي، الذي توفى أمس في ظروف غامضة، في العاصمة
البريطانية لندن، الكثير من التساؤلات بين الإماراتيين، كونه ثاني أبناء الرجل
الذي يقضي نحبه في مدينة الضباب "لندن"، وفي العمر نفسه تقريباً.
وفي حين أعلن
الجميع عن تعاطفه مع الرجل الذي فقد فلذة كبده مرتين، زاد السؤال عن فقدان سلطان
القاسمي لولديه، في سن صغيرة، على الرغم من أن الله يمد في عمر بناته الأربعة على
نحو ما سوف نرى، فمن هو سلطان القاسمي وكيف فقد أولاده الذكور على هذا النحو في
مدينة لندن؟
ولد الشيخ
سلطان بن محمد بن راشد القاسمي عام 1939 (80 عاماً)، ونشأ محباً للعلم والمعرفة،
شغوفاً بتاريخ وطنه، كما أنه لا يزال راعياً للأدب والثقافة والفن، وهو ما انعكس
على إمارة "الشارقة" التي تزدهر بالمراكز والمحافل الثقافية، ولم تتدخر
جهداً في خدمة هذه المجالات في بناء الحضارة.
اجتماعياً
تزوج "القاسمي" من الشيخة موزة بنت سالم بن مانع، والشيخة جواهر بنت
محمد بن سلطان القاسمي، وله منهن أربعة بنات، هن "عزة ونور وحور وبدور"
وولدان، الأول "محمد" وتوفي عام 1999 في بالمملكة المتحدة، والثاني
"خالد" وتوفي أيضا في المملكة المتحدة الاثنين الماضي.
عُرف عن
"القاسمي" تعلقه بالعلم والبحث العلمي والعلماء وتشجيعه للثقافة
والمثقفين، وإشرافه الشخصي على الأمور التعليمية في الشارقة، حيث لايزال راعياً
للأدب والثقافة والفن.
تدرج
"القاسمي" في مراحل تعليمه الابتدائية والإعدادية والثانوية بين الشارقة
والكويت ودبي، ثم حصل على درجة البكالوريوس في علوم الهندسة الزراعية من كلية
الزراعة، جامعة القاهرة، عام 1971، وحصل على درجة الدكتوراة في الفلسفة من جامعة
" اكستير" في المملكة المتحدة عام 1985، قبل أن يحصل على الدكتوراة في
الفلسفة في الجغرافيا السياسية للخليج من جامعة "درم" من المملكة
المتحدة، عام 1999.
يشغل
"القاسمي" منصب رئيس وعضو مجلس أمناء جامعة الشارقة منذ 1997، ورئيس
الجامعة الأمريكية في الشارقة، واختير ليكون رئيسًا فخريًا للمؤسسة العربية للعلوم
والتكنولوجيا عام 2000.
وحصل
"القاسمي" على العديد من الشهادات الفخرية والأوسمة والميداليات
والجوائز في الفنون والآداب والتربية والفلسفة والدراسات الإنسانية من العديد من
جامعات ودول العالم، منها الجامعة الأمريكية في القاهرة، وجائزة الملك فيصل
العالمية في خدمة الإسلام ووسام جوقة الشرف، كما أّلف العديد من الكتب في العلوم
والتاريخ والمسرح، منها جون مالكوم والقاعدة التجارية البريطانية في الخليج.
سياسياً، تدرج
القاسمي في عدة مناصب حيث كان وزيراً للتربية والتعليم عام 1971، قبل أن يتولى
مقاليد الحكم لإمارة الشارقة عام 1972، ويصبح عضواً للمجلس الأعلى لاتحاد دولة
الإمارات العربية المتحدة.
يشار إلى أن
"القاسمي" سبق أن تعرض لمحاولة انقلاب من قبل أخيه الأكبر "عبد
العزيز"، لم تدم سوى "ستة أيام"، فيما يعرف باسم "أزمة
الشارقة 1987".