حكاية أول "أمم أفريقيا": تأجلت بسبب العدوان الثلاثي.. ومصر رفعت الكأس في الخرطوم
البرتغال شهدت ولادة الفكرة.. ومصريان شاركا في التأسيس.. وجنوب إفريقيا اعتذرت بسب "الفصل العنصري"
أيام قليلة وتنطلق النسخة 32 من بطولة كأس الأمم الإفريقية على أرض مصر، حيث يتنافس 24 منتخبًا لأول مرة في تاريخ البطولة التي يعود تاريخها إلى بدايات النصف الثاني من القرن العشرين.
"الرئيس
نيوز" يستعرض حكاية أول بطولة "أمم إفريقيا"، وهي النسخة التي شهدت
مشاركة منتخبات قليلة، وارتبطت أجواؤها بعدة ظروف سياسية.
في 8 يونيو 1956، بمدينة لشبونة البرتغالية، وعلى هامش
اجتماعات اللجنة التنفيذية للاتحاد الدولي "كونجرس الفيفا"، اجتمع أربعة
أشخاص هم عبد العزيز سالم ومحمد لطيف من مصر، وعبد الحليم شداد وبدوي محمد وعبد
الحليم محمد من السودان، وفريد ويل من جنوب إفريقيا، في أحد الفنادق، ليخططوا
لتأسيس أول اتحاد قاري لإفريقيا لكرة القدم.
من هنا جاءت فكرة إقامة البطولة للمرة الأولى، لكن
المشروع تأجل عدة أشهر بسبب أحداث العدوان الثلاثي الذي شنته إسرائيل وإنجلترا
وفرنسا على مصر في أكتوبر 1956.
في العام التالي، 1957، أقيمت البطولة في شهر فبراير،
وتقرر أن يستضيفها السودان، الذي كان يعيش سنواته الأولى مستقلا عن مصر وإنجلترا.
وفنيًا، استعان القائمون على البطولة بنموذج بطولة "كوبا أمريكا" لتنظيم
أول نسخة من "الكان".
4 دول فقط هي مصر والسودان وإثيوبيا وجنوب إفريقيا تقرر
مشاركتها في البطولة، قبل أن تعتذر جنوب إفريقيا على خلفية أوضاع التفرقة العنصرية
التي لم تكن تخلصت منها آنذاك، إذ حدث جدل بسبب مشاركة فريق باللون الأبيض فقط.
اُستبعدت جنوب إفريقيا من البطولة التي شهدت إقامة
مباراتين فقط، إذ تأهلت إثيوبيا مباشرة إلى النهائي، بينما واجهت مصر السودان في
الدور قبل النهائي وتفوقت عليها بهدفين لهدف، بأقدام رفعت عطية، صاحب أول أهداف
البطولة، ومحمد العطار "الديبة".
في المباراة النهائية بالخرطوم، في 16 فبراير 1957، سحقت
مصر منتخب إثيوبيا بأربعة أهداف نظيفة، سجلها "الديبة" كلها
بـ"سوبر هاتريك"، قادة للقب شخصي هو هداف البطولة الأولى.
حمل الكأس التي رفعها المصريون اسم "عبد العزيز عبد
الله سالم"، المصري الذي كان أول رئيس للاتحاد الإفريقي، وصاحب فكرة تأسيس
البطولة التي وُلدت في اجتماع لشبونة.
