بعد معركة الرقة ..سيناريوهات ما بعد داعش.. هل يبقى الأسد؟
علا السعدى
تتصدر أحداث سوريا الإعلام الدولي منذ اندلاع الحرب في عام 2011، ومع اقتراب زوال تنظيم داعش نهائيا من سوريا، وسيطرة الرئيس السوري، بشار الأسد على 60% من الأراضي السورية بفضل دعم إيران وروسيا، تطرح التساؤلات حول بقاء الرئيس السوري، وكيف يمكن للدول الأوروبية، وقادة الدول العربية التي حاربته التعامل معه مرة أخرى.
وأكد وزير الدفاع الفرنسي الأسبق هيرفيه موران والجنرال فانسان دي بورت خبير الشؤون الاستراتيجية كافتتاحية اللقاء التلفزيوني في قناة “كنال بلوس” الفرنسية ، أن الأسد انتصر في الرقة، وعرض خلال الحلقة تقريرا عن سوريا، ووصف الأسد بأنه القائد الأمثل لسوريا اليوم أكثر من أي وقت قد مضى .
ومن جانب آخر، تكثفت اللقاءات الروسية الأمريكية منذ وصول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلي البيت الأبيض، بهدف تنسيق الوضع في الشرق الأوسط بعد زوال تنظيم داعش، وعقد العديد من الاجتماعات في الأردن بين خبراء وعسكريين أمريكيين وروسيين لمناقشة مستقبل سوريا بعد القضاء علي داعش.
ويثير بدء تراجع الحرب في سوريا النقاش حول كيف يمكن التوفيق بين سوريا وبلدان الشرق الأوسط الأخرى مثل المملكة العربية السعودية والأردن وتركيا التي أعلنت عدائها للنظام السوري منذ بداية الصراع. فهل سيكون هناك أي محادثات تتعلق بمستقبل سوريا عبر موسكو وطهران؟ أم ستسود السياسات الاستراتيجية الباردة التي تسمح مع مرور الوقت باستعادة سوريا لعلاقاتها مع جيرانها.
واقترح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اتصاله بالرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، ضرورة إنشاء منطقة عازلة جنوب سوريا وأن يتم إبقاء حزب الله والقوات الإيرانية فوق شريط عمقه 48 كم ما يعني أن يشمل مدينة درعا ومع عدم معارضة إسرائيل لوجود قوات من الجيش النظامي السوري، وتطرق أيضا للخط البري بين طهران وجنوب لبنان، وتولت روسيا ترتيب الواقع السوري الجديد مع إيران، وستتولى الشرطة العسكرية الروسية مراقبة جنوب سوريا لمراقبة الالتزام بوقف النار وفقا لموقع “انتيلجينس أون لاين”.
واستعرضت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور الأمريكية موقف كل من تركيا والسعودية والأردن وهي الدول التي كانت بمثابة خصم شرس للأسد منذ اندلاع الحرب السورية، حيث تعهدت السعودية بالأموال للمتمردين للإطاحة بالأسد، والأردن استضافت القوات التي تم تدريبها لمحاربة الأسد، وتركيا كانت المنبر الرئيسي لمهاجمة الأسد وتصفه دائما بإنه مجرم حرب.
وأشارت الصحيفة إلى أن تركيا أعادت تشكيل حساباتها الاستراتيجية حيال سوريا، بعد ما كانت مؤيدا قويا لفصائل المعارضة السورية، أعادت بناء علاقاتها مع روسيا التي تصاعد نفوذها في المنطقة، وركزت أكثر على التطلعات القومية الكردية التي تلوح في الأفق في العراق وسوريا المجاورة لتركيا بدلا من مواصلة السعي للإطاحة ببشار الأسد، وستكتفي أنقرة بالتحدث مع روسيا التي ستنسق بشكل غير مباشر مع دمشق.
بينما الأردن أعلنت أن العلاقات مع سوريا من المحتمل أن تأخذ منعطفاً إيجابياً، وتجري المفاوضات لإعادة فتح المعبر الحدودي الرئيسي بين سوريا والأردن، من أجل تحقيق الاستقرار في جنوب سوريا ما يسمح بنقل السلع اللبنانية والسورية جنوبا، كما أن الاستقرار في جنوب سوريا سيخلق بيئة أكثر أمنا لمعظم اللاجئين السوريين.
وفيما يتعلق بالسعودية تراجع هدفها عن إطاحة الأسد بمواجهتها للحرب في اليمن، وتوسع النفوذ الإيراني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، والتراجع في أسعار النفط الذي كان لها تأثير على اقتصاد المملكة.
علاوة على أن السعودية اقامت علاقات جديدة مع روسيا وهي الحليف الرئيسي للأسد، واعترفت المملكة السعودية بأن موسكو القوة الجديدة التي لا غني عنها في المنطقة،.
وتفيد بعض التقارير لصحيفة المونيتور الأمريكية إلى سعي وزير الخارجية الأمريكية ريكس تيلرسون جعل المملكة العربية السعودية المحور الأساسي في الشرق الأوسط لمحاربة النفوذ الإيراني في المنطقة، والعمل على تقليص دورها في العراق وسوريا.