انسحاب القوات الإيرانية من شرقي دير الزور
انسحبت القوات الإيرانية
الداعمة للجيش السوري من بعض المناطق الخاضعة لسيطرتها شرقي ديرالزور، بشكل مفاجئ،
من دون معرفة طبيعة الاتفاق الجديد.
كشف مصدر عسكري لموقع
"الرئيس نيوز" أن القوات الإيرانية قامت بسحب نحو 200 عنصر من محور مدينة
البوكمال شرقي دير الزور مؤكدًا أن "هؤلاء العناصر قاموا بجمع عتادهم وأغراضهم
الشخصية وتوجهوا باتجاه دمشق".
وذكر المصدر أن عملية
سحب العناصر بدأت قبل أسبوعين تقريبًا، وهناك معلومات تفيد بأنه سيتم سحب دفعات أخرى
خلال الأيام المقبلة من المنطقة، موضحاً: "غالبية هؤلاء العناصر هم من الجنسية
اللبنانية يتبعون بشكل مباشر لحزب الله اللبناني المدعوم من إيران".
وبحسب المعلومات
التي تمكنا الحصول عليها فإن الانسحاب بدأ عقب العقوبات الاقتصادية الأمريكية المفروضة
على إيران، الأمر الذي بدأ ينعكس بشكل سلبي على تمويل تلك العناصر.
وعلى الرغم من أن
الخارجية الأمريكية أشارت في حديثها إلى أنه بسبب الأزمات المادية لإيران فإنها بدأت
بسحب قوات حزب الله من سوريا، وأن هذه هي نتيجة العقوبات، إلا أن مصادر في ريفي حمص
الشمالي والقنيطرة أفادت بعكس ذلك.
فالمحامي رجب المصطفى
من سكان دير الزور أشار لموقع الرئيس نيوز، إلى إن "هذا الكلام قديم لكن لم يكن
انسحاباً بل إعادة انتشار، وبالتالي إذا تم تبديل العناصر بعناصر أخرى فهذا لا يعني
أنهم انسحبوا".
وتابع قائلًا: "أعطيك
مثالاً، في ريف مدينة الحولة لدى عناصر حزب الله مركز عسكري فيها وأيضا أنشطة دينية
ماتزال مستمرة من خلال زيارات يقوم بها بعض مشايخ تلك القرية إلى قرى السنة لزيادة
الرابط الديني على حد زعمهم، لذلك فإن الانسحاب الحزب مجرد كذبة، لكن من الطبيعي أن
يتم تبديل العناصر الموجودة كل ستة أشهر أو كل سنة، وبالتأكيد فإن عناصر الحزب متواجدون
في حمص وريفها".
في المقابل، تؤكد
الولايات المتحدة الأمريكية أن ضغوطها مستمرة على إيران، من أجل إجبارها على الرضوخ
والتفاوض بشأن صفقة شاملة وضعتها واشنطن، مؤكدة أنها مستمرة في ممارسة أقصى قدر من
الضغط على النظام الإيراني حتى لا تعطيه الوسائل اللازمة لمواصلة سياسته الخارجية المدمرة،
وإجباره على التفاوض على الصفقة الشاملة.
وفي هذا الجانب،
يرى الدكتور محمد البكير باحث في العلاقات الدولية والشؤون الايرانية في تصريحه لموقع
الرئيس نيوز أنه مما لا شك فيه أن العقوبات الاقتصادية القاسية التي فرضت على شكل إعلان
حرب أمريكية والتي وصلت إلى حد تصفير صادرات النفط والبتروكيماويات والشركات والبنوك
وتجارة التجزئة، قد زلزلت الاقتصاد الإيراني وحرمت خزينة الدولة من 40% من عوائدها،
وهذا بالتأكيد أثر بشكل أو بآخر على سياسات الإنفاق العسكري.
مبيناً أن أحد أهم
أهداف الإجراءات التي تعمل الولايات المتحدة على تحقيقها في تغيير سلوك النظام الإيراني
في التدخل المباشر وغير المباشر فيها، وقطع الإمدادات والحد من أنشطتها.