السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"لارين".. قصة طفلة الشهيد التي حملها الرئيس

الرئيس نيوز

قبل أكثر من 4 سنوات، أنهى الملازم أول عبد القادر مجدي رمضان إجازته التي قضاها وسط أسرته بقرية "هورين"، مركز بركة السبع، المنوفية، وعاد إلى وحدته العسكرية بمدينة رفح شمال سيناء، تاركا زوجته وفي بطنها طلفهما الأول الذي كان ينتظره بإحساس الأب لأول مرة.

قبل مغادرته، ترك "عبد القادر" وصيته الاعتيادية لأسرته برعاية زوجته الحامل، بدا الكلام عاديا وقتها، لكنه بعد 4 أيام بالضبط ترك مرارة في الحلق و"قهرا" في النفس.

في يوم الأربعاء 13 مايو، استشهد الضابط الشاب، ابن الـ24 سنة، بعبوة ناسفة بمنطقة "طويل الأمير" برفح، ليعود إلى أسرته وزوجته هذه المرة "ملفوفا بعلم"، بالضبط كما ألمح إلى ابن عمه قبل سفره، بناء على إحساس خفي راوده آنذاك.

"عبد القادر" الذي خدم قبل ذلك في أقصى الغرب بمنطقة السلوم على الحدود مع ليبيا، ثم انتقل إلى أقصى الشرق في "رفح"، كان الأكبر بين أشقائه، لديه أخ وأخت، ووالده يعملان بالتربية والتعليم.

هذه هي أسرته التي انضمت لها زوجته، الدكتورة نجاة عبد الحميد، قبل سنة، ثم ازدادت فردًا عندما جاءت "لارين" إلى الدنيا بعد أشهر من استشهاد الأب.

"كان خايف يموت قبل ما يشوف بنته".. يقول أهالي الشهيد عقب استشهاده، متذكرين كلماته التي كانت تقلقهم عليه، لكنهم الآن يتذكرونها بإحساس الأثر الرجعي عندما كان ينطقها آنذاك.

"لارين" التي لم تذق حضن أبيها مرّة ولم تره في حياته، واحدة من مئات الأطفال أبناء الشهداء، الذين حرموا من آبائهم؛ خطفت الأنظار اليوم عندما تعلقت بالرئيس عبد الفتاح السيسي اليوم أثناء الاحتفال مع أسر شهداء القوات المسلحة والشرطة، بعيد الفطر.

بتصرف الأطفال العفوي، ظلت ابنة "النقيب" الشهيد متشبثة بكتف "السيسي" الذي كان حملها من أمها لحظة تكريمهما، ليكمل الرئيس تسليم شهادات التكريم وهي على يده اليسرى، ثم يذهب بها إلى مائدة الإفطار بعد أن رفضت أن تتركه مرة أخرى.

ابنة الـ4 سنوات ربما تكون جسدت بتصرفها الطفولي اليوم حاجتها لتلك اللحظة التي لم تعشها؛ أن يحملها أبوها بين ذراعيه، أن تتعلق برقبته، أو تجلس على "حِجره" وسط أسرة ملمومة على مائدة طعام في منزل آمن، أمنية استشهد أبوها من أجل أن يحققه لكل المصريين.