"منجم معلومات".. تقرير للوكالة الرسمية الصينية عن هشام عشماوي
في الساعات الأولى من صباح الأربعاء، كانت القنوات التلفزيونية المصرية مسلطة الأضواء على هبوط أحد أكثر الإرهابيين المطلوبين في مصر خطورة، مكبل اليدين ومعصوب العينين، في مطار القاهرة بعد ترحيله من ليبيا.
واعتبر مقال تحليلي نشرته وكالة الأنباء الصينية شينخوا تسليم الإرهابي "هشام العشماوي"، وهو امير تنظيم المرابطين وعلى صلة بتنظيم القاعدة، أحد المكاسب التي حققتها مصر خلال حربها ضد الإرهاب التي بدأت منذ في وقت مبكر من يوليو 2013.
وقال طارق فهمي استاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة "إن تسليم العشماوي حدث مهم للغاية لمصر حيث من المتوقع أن يكشف عن معلومات لقوات الأمن المصرية بشأن العمليات التي خطط لها أو شارك في تنفيذها في البلاد"، ولفت فهمي إلى أن العشماوي، 41 سنة، صيد ثمين، فقد حكم عليه بالإعدام غيابياً بسبب تورطه في عمليات إرهابية وكمائن أسفرت عن مقتل العشرات من رجال الشرطة المصريين، والجنود والأقباط على مدى السنوات القليلة الماضية كما يعتقد أنه يقف وراء محاولة اغتيال في عام 2013 استهدفت وزير الداخلية المصري السابق.
وأكد فهمي لشينخوا أن "تسليم عشماوي سيؤدي إلى المزيد من التنسيق وعلاقة أقوى بين مصر والجيش الوطني الليبي وقائده المشير خليفة حفتر".
تم القبض على عشماوي من قبل قوات حفتر في أكتوبر من العام الماضي. وتعد القيادة السياسية في مصر من أبرز داعمي الجيش الوطني، الذي يشن منذ شهرين عمليات عسكرية لطرد التنظيمات الإرهابية من ليبيا وكسر معاقلها وسيطرتها على العاصمة الليبية طرابلس.
وزار المشير خليفة حفتر مصر مرتين هذا العام في أقل من شهر، في 14 أبريل و9 مايو الجاري. خلال زيارته الأخيرة للقاهرة، عبر الرئيس السيسي عن "دعم مصر لجهود مكافحة الإرهاب والجماعات المتطرفة والميليشيات لتحقيق الأمن والاستقرار في ليبيا".
كما أكد دعمه "لدور المؤسسة العسكرية الليبية في استعادة عناصر الشرعية وتمهيد الطريق للوصول إلى حلول سياسية". وقال فهمي إن تسليم العشماوي من ليبيا يؤكد وجود مصر القوي في المشهد الليبي ودعمها كافة الجهود الرامية لتحقيق استقرار ليبيا، ما يعكس عمق العلاقات المصرية مع الجيش الوطني الليبي حفتر وتنسيقهما المستمر في جهود مكافحة الإرهاب".
وسط العلاقات المتنامية بين الجيشين المصري والليبي، يضمن حفتر دعم مصر على الصعيدين الإقليمي والدولي وتتمتع مصر بظروف أمنية أفضل على حدودها الغربية مع ليبيا، حيث حاول المتسللون اختراق الصحراء الغربية المصرية لتنفيذ هجمات إرهابية.
وقال الخبير الأمني المصري والجنرال العسكري السابق جمال مظلوم "جاء تسليم عشماوي في ضوء العلاقات القوية والمتميزة بين مصر والجيش الليبي الذي تدعم مصر سياسته لتحرير ليبيا من الإرهابيين". .
وصرح لوكالة الانباء الصينية شينخوا بأن "الخطوة الليبية سوف تردع الإرهابيين في الخارج وتجعلهم يعتقدون أنهم سيلقون نفس مصير العشماوي". وتقاتل مصر موجة من الأنشطة الإرهابية التي أودت بحياة المئات من رجال الشرطة والجنود والمدنيين منذ أن أطاح الجيش بحكم الرئيس الإخواني مرسي في عام 2013 رداً على الاحتجاجات الجماهيرية ضد حكمه المثير للجدل لمدة عام وضد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة.
من ناحية أخرى، تخوض ليبيا حربًا أهلية منذ الإطاحة عام 2011 بالرئيس السابق معمر القذافي، والتي قسمت البلاد في نهاية المطاف إلى حكومتين، واحدة مدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس وأخرى في طبرق.
وصف كمال عامر، رئيس لجنة الدفاع والأمن القومي في البرلمان المصري، العشماوي بأنه "منجم معلومات" للأجهزة الأمنية المصرية بسبب المعلومات السرية التي لديه عن المنظمات الإرهابية.
وقال النائب المصري في بيان صدر مؤخرا "العشماوي هو أحد أخطر الإرهابيين البارزين وتسليمه إلى مصر ضربة مؤلمة للمنظمات الإرهابية حيث سيتعين عليه الكشف عن معلومات سرية حول الخلايا الإرهابية في مصر".