"الحشرة الفتاكة".. "الزارعة" تستعد لدودة الحشد.. و"الفلاحين" تحذر من كارثة
رفعت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، حالة الطوارئ لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال دودة الحشد الخريفية، التي تم اكتشاف دخولها الأراضي المصرية، بأحد حقول الذرة الشامية، واتخاذ التدابير اللازمة والإجراءات الفورية لإدارة هذه الحشرة في البلاد، بما في ذلك مخاطرها تحت الظروف المحلية، مع التحقق من اتباع الطرق العلمية للرصد والحصر والتعريف، واستخدام التقنيات الحديثة، وإجراء تحليل مخاطر الحشرة طبقاً للقواعد والمعايير الوطنية والدولية ذات الصلة بتسجيل آفة جديدة.
وأصدر الدكتور عزالدين أبوستيت وزير الزراعة
واستصلاح الأراضي، تعليمات للتعامل مع دودة
الحشد الخريفية في جنوب مصر، حيث أعلنت لجنة مبيدات الآفات الزراعية ومعهد وقاية
النباتات والادارة المركزية لمكافحة الآفات بوزارة الزراعة، الخطوات الأساسية في
إدارة دودة الحشد الخريفية والتحكم والسيطرة علي نشاطها للحد من تأثيرها علي
الإنتاج الزراعي.
وقال الدكتور محمد عبدالمجيد رئيس لجنة
المبيدات بالوزارة ،ان الخطوات الخاصة بالمكافحة تتضمن المنع والحماية وإزالة
العوائل المصابة والمنزرعة في غير الميعاد المناسب، والمتابعة والملاحظة وتتمثل في
متابعة المحصول ورصد ما يحدث به من تغييرات، وتشخيص المشكلة وتحديد الأهمية
الاقتصادية للآفة والحد الاقتصادي للضرر ثم اتخاذ قرار المكافحة.
وأوضح
عبدالمجيد، أن برنامج المكافحة باستخدام المبيدات يجب ان يراعي في اختيار
المبيد العمر النباتي والعمر اليرقي في حالة البادرات والنموات الحديثة ووجود لطع
البيض أو فقس حديث أو العمر اليرقي الثاني يتم استخدام احد المبيدات الحيوية مثل" BT "وفي الإعمار الوسطيه يستخدم مبيد "الأماميكتين بنزوات" وفي
حالة وجود إعمار متقدمه الرابع حتي السادس
،كما يستخدم مبيد "الكلوروبيريفوس" وفي جميع الأحوال لايسمح بجمع
كيزان الذره أو دخول حيوانات المزرعة الي الحقل قبل مرور أسبوعين من الرش، وسوف
تتم عمليات إطلاق طفيل"التريكوجراما" في حقول قصب السكر والذره فورا مع
إمكانية استخدام بعض الوسائل الميكانيكية في حالة الإصابات المحدودة.
من جانبه، قال الدكتور سيد خليفة نقيب
الزراعيين، إن دخول دودة الحشد الخريفية إلى مصر يعد من أخطر الآفات التي تهدد
الإنتاج الزراعي المصرية، خاصة خلال فترة الزراعات الصيفية وخاصة الذرة بأنواعها
والقطن، مشددا على ضرورة التصدي لهذه الآفة من خلال تشكيل لجنة عليا لمتابعة
مكافحة دودة الحشد تشارك فيها كل الوزارات المعنية ونقابة الزراعيين، مع إعداد خارطة طريق تشمل
كيفية إدارة أعمال المكافحة ووضع خطط تنفيذية عاجلة لتحقيق هذه الاهداف.
وأوضح ، ان مصر تخوض أخطر المعارك التي تهدد
الإنتاج الزراعي والإدارة الجيدة هي طوق النجاه من الازمة، وأن إدارة عمليات المكافحة للحشرة الفتاكة هو عنوان
نجاح مصر في تجاوز أحد أهم الازمات التي تهدد أحد أهم قطاعات التنمية المستدامة
وهو القطاع الزراعي، مشددا على ضرورة توفير الاعتمادات العاجلة اللازمة لأعمال
المكافحة للسيطرة على دودة الحشد والحد من وصولها إلى مناطق التكثيف الزراعي في
الدلتا حتى لا يستفحل الخطر على البلاد.
وطالب
نقيب الزراعيين، بتشكيل لجان فنية تضم أهم علماء مكافحة الآفات في مصر
بمركز البحوث الزراعية والجامعات المصرية، مع الاستعانة بخبرات فنية من الدول التي
تصدت لهذه الآفة الخطيرة، حتى نكون علي أول الطريق لتنفيذ خطة متكاملة لمكافحة
دودة الحشد الخريفية إعتمادا علي تراكم خبرات الدول الأخرى، ضمن خطة تبادل الخبرات
المصرية والأجنبية.
وقال حسين عبدالرحمن أبوصدام، نقيب عام
الفلاحين، إن دخول دودة الحشد الخريفية (الحشرة الفتاكة) مصر يهدد مستقبل الزراعة،
لافتا إلى أن الحشرة تقضي على أكثر من 80 صنفا من المحاصيل الزراعية أبرزها الذرة
الشامية والرفيعة والقصب والأرز والقطن والخضروات والفواكه.
وأوضح أن هناك
صعوبة في القضاء عليها في طور اليرقة لأن اليرقة تحفر بعمق داخل الأعواد المصابة مما يقلل فائدة الرش
الهوائي وسرعة طيرانها في طور الحشرة حيث
تطير أكثر من 100كيلو في الليلة الواحدة ومع صغر الحيازات الزراعية وعدم توفر
الاعداء الطبيعية لهذه الحشرة لحداثتها في القارة الإفريقية .
وأكد صدام، أن كل هذه العوامل يجعل من الصعوبة
السيطرة عليها. وشدد عبدالرحمن
على ضرورة عدم تهوين المشكلة.
والجدير بالذكر ان وزارة الزراعة كانت قد أصدرت بيانا أمس حول توصيات لجنة تسجيل الآفات لاتخاذ الإجراءات اللازمة حيال دودة الحشد الخريفية بعد أخذ عينة حشرية من أحد حقول الذرة الشامية في قرية العقبة بمركز كوم امبو بأسوان وقام معهد بحوث وقاية النبات بتعريف العينة ظاهريا على أنها دودة الحشد الخريفية كما تمت المطابقة بتقنية البصمة الوراثية.