محللون: قمة مكة لاتخاذ موقف عربي موحد من صفقة القرن

ـ شرابي: أميركا تقول للعرب إن موافقتكم على السلام مع إسرائيل هو طوق النجاة من إيران

بعد ساعات من دعوة العاهل السعودي، الملك سلمان بن عبدالعزيز، إلى عقد قمتين طارئتين خليجية وعربية، على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في "مكة المكرمة"، في الثلاثين من مايو الجاري، اعتبر محللون أن القمة تهدف إلى وضع تصور عربي موحد من "صفقة القرن".

الدكتور طه علي، الباحث والمحلل السياسي قال إن مشاركة مصر في قمة مكة تأتي في إطار التزام مصر بدورها تجاه قضايا الأمن الإقليمي، ومواجهة التحديات التي يتعرض لها أمن المنطقة العربية، والرئيس عبد الفتاح السيسي أعرب مراراً وتكراراً عن تضامن مصر الكامل مع الدول الخليجية لمواجهة التحديات الأخيرة، أما عن أبرز القضايا التي يُمكن أن تكون مطروحة خلال هذه القمة، فقال: "سوف يناقش المشاركون كيفية الخروج بموقف عربي موحد في مواجهة التهديدات الإيرانية في المنطقة العربية، وكذلك الموقف الإيراني في العراق وسوريا واليمن، بالإضافة إلى أمن البحر الأحمر نظراً إلى أهميته الجيوستراتيجية في إطار التطورات الأخيرة، فضلا عن إمكانية توقيع عقوبات عربية عربية وإسلامية على إيران، بسبب ممارساتها المزعزعة للأمن الإقليمي.

وعن مشاركة قطر في هذه القمة قال: "هذه المشاركة لا تدعو إلى الأمل حيث تعد الدوحة نفسها إحدى مسببات هذه التطورات الأخيرة، بما تقوم به من دعم التنظيمات المتطرفة مالياً وسياسياً، فضلاً عن العلاقات الإيرانية القطرية التي عززها اتفاقٌ للتعاون المشترك بين الدوحة وطهران منذ عام 2015 بين الحرس الثوري الإيراني والجيش القطري، بجانب الدفاع القطري عن إيران واختلافها مع الرؤية العربية تجاه الخطر الإيراني، حيث لا تعتبرها الدوحة كذلك".

والنسبة للموقف المصري من الأزمة الأمريكية، قال: "الحسابات المصرية تنبع من إدراكٍ لخطورة الموقف وتداعيات اندلاع حرب إقليمية تكون الولايات المتحدة أحد أطرافها على أراضي الشرق الأوسط، وكذلك الطرف الإيراني بما لديها من أذرع يمكن توظيفها لتهديد الأمن الإقليمي بشكل عام، بما يبعث برسائل للمجتمع الدولي وليس واشنطن وحدها بقدرة طهران على استهداف مصالح المجتمع الدولي في المنطقة، ولاسيما بعد أن أجرت إيران تحريكاً عسكرياً في المياه الدولية، كرد فعل على التعزيزات العسكرية التي تقوم بها واشنطن أخيرا، فضلا عن تكرار الحوثيين إعلانهم بنيتهم استهداف الرياض ومكة خلال الفترة الأخيرة بشكل صريح ومباشر.

في سياق متصل، قال هيثم الشرابي المحلل السياسي إن هذه ليست القمة الأولى التي تشارك فيها مصر فقد شاركت في قمة الرياض لمواجهة الاٍرهاب من قبل، مشيراً إلى أن مصر علي دراية كاملة بكل ملفات السعودية.

وتوقع هيثم الشرابي أن القمة ستتطرق للقضية الفلسطينية مؤكدا أن مصر لها دور في هذه القضية ودورها واضح فيما أعلنته امريكا بشأن ما يسمي "صفقة القرن" قائلا خلال تصريح خاص لموقع "الرئيس نيوز" أن مصر موقفها محدد ومعلن بشأن الحق الفلسطيني.

أشار هيثم الشرابي إلي أن مصر أصبحت لها محور في دول الخليج سواء السعودية أو الامارات وأصبحت شريك أساسي في كل احداث المنطقة.

وقال الشرابي إن التحركات والحشود الأمريكية في المنطقة وخاصة في دولة الخليج ما هي الا مناوشات وإعلان لإثبات الوجود، حيث تسعى أمريكا الى البحث عن موضع قدم لها في مشروعات إعادة إعمار سوريا والعراق التي بدأ العد التنازلي لها مؤخرا خاصة ان الأمريكان أعلنوا خروجهم من المنطقة وانتهاء داعش.

على صعيد آخر قال الشرابي :"أرى أن وضع المنطقة في حالة تهديد بحرب عالمية يستهدف ممارسة أقصى ضغط ممكن على الدول العربية في حال الإعلان عن التصور الأمريكي للحل السياسي لقضية الصراع العربي الصهيوني المسمى بصفقة القرن، وكأن أميركا تقول للعرب ان موافقتكم على صفقة القرن والسلام مع إسرائيل هو طوق النجاة من تهديدات إيران".

بينما قال طارق فهمي استاذ العلوم السياسية في جامعة القاهرة إن مشاركة مصر في القمة ستعطي أهمية كبيرة للسعودية خاصة أن الدعوة رسمية، وعن الموقف المصري من القمة قال في تصريح خاص لموقع "الرئيس نيوز": "مصر ستتبني مواقف مباشرة ومواجهة للتحديات الإقليمية خاصة فيما يخص الأمن القومي في الخليج".

وأكد فهمي أن القضية الاساسية التي سوف تكون مطروحة هي التهديدات الإيرانية في أمن الخليج وملف القضية الفلسطينية وما يسمي بصفقة القرن مشيرا الي أن موقف مصر واضح في هذه الملفات.