الجمعة 22 نوفمبر 2024 الموافق 20 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

صورة أكتوبر.. "رشاش بورسعيد" وساعة يد وتفاصيل أخرى

الرئيس نيوز


ذراعان مرفوعتان لأعلى تشكلان معًا ما يشبه "علامة نصر"، اليد اليمنى تحمل سلاح "رشاش بورسعيد" معلق فيه "قايش"، واليد اليسرى مقبوضة وفي معصمها ساعة يد تلمع تحت شمس أكتوبر.
كل هذه التفاصيل ستكون دليلا لصاحبها على أنه كان هناك، فوق تراب سيناء، ناحية الضفة الشرقية لقناة السويس.. وستكون دليلًا لأي مصري على أننا عّبّرنا.
إنها صورة الجندي المصري في حرب أكتوبر، وإذا أردت تخصيصا فهو عبد الرحمن أحمد القاضي، مقاتل حرب أكتوبر الذي توفي بالأمس، لكنها تبدو رمزا لما هو أكبر من بان المراغة سوهاج، مثلما قال هو بنفسه عندما سئل عنها.
هي صورة حرب أكتوبر بامتياز، صورة العبور وفرض السيطرة ودفع العدو دفعًا إلى الخلف. ورغم أننا لا نعرف تفاصيل التقاطها، لكن قراءة سريعة في تفاصيلها يمكنها أن تقول بعض الأشياء.
يمكننا أن نلاحظ بسهولة ذلك الجسر الذي يرقد بأمان على سطح قناة السويس التي استعادها الجيش للتو، إنه يبدو من نوع "الكباري الخفيفة" التي نفذها جنود سلاح المهندسين العسكريين بجانب "كباري ثقيلة" ضمن مهامهم في عملية العبور.
إذا قارنّا الصورة بصور أخرى اُلتقطت من على خط بارليف بعد العبور يمكننا أن نميز اختلاف وتعدد الكباري التي عبرت عليها الدبابات وعربات الجنود التي اندفعت وراء بعضها لتتخذ أماكنها وتؤدي أدوراها في المعركة.
يمكننا أن نلاحظ أيضًا أن الجندي هنا منفرد بالمشهد تماما، لنتخيل مثلا أنه كان متمركزا على نقطة قريبة من ضفة القناة فتسنى أن ليخلد وجهه في أرشيف صور المعركة، أو أنه توقف لثوان قبل أن يستكمل توغله في سيناء ليعبر عن فرحة النصر بالصورة ستصبح أسطورية.
من منظور أوسع، فإن المشهد عموما يوحي بالهدوء واستتباب الأمر وفرض السيطرة، خلو الكبري يقول إن العبور تمّ على أكمل وجه والصورة هي تعبير عن الفرحة بذلك.
وقفة الجندي على الضفة الشرقية تقول إن الأمر حُسم للجيش المصري، هذه الفرحة لا يمكن إلا أن تكون على الناحية الأخرى من القناة، الناحية التي عربد فيها الإسرائيليون دون حساب ليوم مثل هذا يقلب فيه المصريون الطاولة عليهم في حر يوم رمضاني تاريخي.
صرخة الجندي أيضا يمكننا أن نسمعها حتى لو من الصورة، يمكننا تخيل أنه كان يهتف الهتاف المميز في تلك اللحظة: "الله أكبر.. الله أكبر"، وأن عدسة الكاميرا ثبّتت اللحظة عند اندفاع حرف "الباء" إلى السماء.
اللون الكاكي للأفرول الميري أيضا يبدو متماهيا مع أرض سيناء بشدة، كما لو أن هذه إشارة إلى أنه ابن هذه الأرض وصاحبها. أما سمار وجهه فهو لون الأرض التي جاء منها في المراغة بسوهاج، نفس اللون الذي يميز ملامح الملايين التي كانت تنتظر تلك الصورة منذ سنوات.