الإثنين 21 أكتوبر 2024 الموافق 18 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

الجديد في حروب العالم الافتراضي.. مقالات تختفي بمجرد قراءتها

الرئيس نيوز

"ذبابة مايو" هو الاسم الذي أطلقه مركز "سيتزن لاب" لدراسات الإنترنت التابع لجامعة تورنتو الكندية، على شبكة منحازة لإيران تضم عددًا كبيرًا من المواقع الإلكترونية غير الشخصية والحسابات الشخصيات عبر مواقع التواصل الاجتماعي تنشر الأكاذيب وتضخّم الروايات التي تنتقد المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة، بشكل أساسي، وتستخدم هذه الشبكة في نشر معلومات خاطئة ومضللة، ومقالات تمسح بمجرد قراءتها.

المواقع التي تتضمنها شبكة ذبابة مايو تتبع استراتيجية تتكون من عدة خطوات، فهي أولاً تقوم بنشر محتوى مثير للانقسام والجدل على مواقع الويب التي في الغالب تنتحل شخصية وسائل إعلام شرعية باستخدام لوجو مشابه أو ألوان مقاربة لتصميمات المواقع الحقيقية. ثم ثانيًا يتم الاستعانة بأشخاص غير موثوقين لتضخيم المحتوى عن طريق التعليقات في محادثات الوسائط الاجتماعية. وفي بعض الحالات ، تعمل هذه الأشخاص ثالثًا على إيقاع الصحفيين والمعارضين والمنشقين السياسيين والناشطين بشكل خاص وعلني في شرك الأخبار المضللة، فيتوهمون أنها صحيحة ومن ثم يقومون بمشاركتها كما لو كانت حقيقية.

بمجرد تحقيق محتوى ذبابة مايو لمعدل معقول من المشاركة والتفاعل والترافيك عبر مواقع التواصل الاجتماعي، يتم رابعًا حذف المحتوى وإعادة توجيه الروابط إلى الوسيلة الإعلامية التي تم انتحال شخصيتها. للإيهام بصحة الأخبار، وقد أطلق مركز سيتزن لاب على هذه الظاهرة اسم "معلومات مضللة سريعة الزوال".

وحدد تحقيق مركز سيتزن لاب الحالات التي أدى فيها محتوى ذبابة مايو إلى تداول تقارير إعلامية غير صحيحة وتسبب في حدوث تشويش بين الصحفيين واتهامات بارتكاب مخالفات متعمدة. حتى في الحالات التي تم فيها فضح القصص في وقت لاحق، تبقى البلبلة حول النوايا والأصل وراء القصص.

وعلى الرغم من اكتشاف المؤسسات الإخبارية والمؤسسات البحثية المعروفة لهذه الحيلة، إلا أن الشبكة لا تزال نشطة، إلا أنها أدخلت بعض التغييرات على تكتيكاتها.

بناءً على الأدلة التي تم جمعها من التحقيق الذي أجراه مركز سيتزن لاب، فإنه من السهل استنتاج أن إيران أو أحد الأطراف المتحالفة مع إيران التي تدير شبكة ذبابة مايو حاولت بشكل ممنهج التأثير على التصورات العالمية للشأن الإيراني، على نحو من المفترض أن يحقق نتائج جيوسياسية ، باستخدام دفق من المعلومات المضللة والمحتوى الخاطئ. ولم تكن الحملة ذكية بشكل مذهل ولا حساسة بشكل خاص لثقافة الجمهور المستهدف. ومع ذلك ، فقد ظلت الحملة مستمرة لسنوات بدون أن تكتشف، وأوجدت بعض المشاركة عبر الوسائط الاجتماعية، وساهمت بعدد قليل من المقاطع الناجحة في الأخبار السائدة.

وتوصلت الدراسة إلى أنه من الصعب قياس التهديدات الجيوسياسية والثقافية التي قد تنجم عن حملات مثل حملة "ذبابة مايو"، أو ما إذا كان لها تأثير حقيقي على الرأي العام.  وعلى الرغم من أن هذه الحملة الإيرانية قد استخدمت تكتيكات مماثلة لعمليات التأثير المعروفة الأخرى، مثل المحتوى الخاطئ والشخصيات غير الموثوقة، إلا أنها تتميز باستخدامها الاستراتيجي لعمليات إعادة التوجيه وحذف المحتوى - وهي تقنية وصفها مركز الدراسات بأنها "معلومات مضللة سريعة الزوال".

يمكن القول إن الإنترنت أصبحت "مرتعًا للمعلومات المضللة"، حيث يمكن اختبار كل شيء بدءًا من الأدوات وحتى المراسلة من أجل زيادة التأثير وتجنب الكشف. نظرًا لأن بعض المساحات الأكثر استخدامًا على الإنترنت أصبحت منصات تعتمد على البيانات للتسويق الرقمي، نشك في أن العديد من عمليات المعلومات المضللة تحاكي الآن حملات التسويق عبر الإنترنت وتقوم بتعديل محتواها لتعظيم المشاهدات أو النقرات أو المشاركات. وبالتالي، يمكن لعمليات المعلومات المضللة اعتماد الأدوات والتكتيكات وتجاهلها بسرعة، وتعديل عملياتها بانتظام لتعظيم التأثير والوصول إليها.