هل تنذر النزاعات الدولية الراهنة باندلاع "حرب عالمية ثالثة"؟
تشهد منطقة الشرق الأوسط صراعات تاريخية وأخرى مستجدة، في الوقت الحالي، من إيران شرقا إلى ليبيا غربا، مرورا بالصراع السوري، والحرب الأهلية في اليمن، وكل تلك النزاعات المسلحة تنذر باندلاع حرب عالمية ثالثة.
ويشهد العالم صراعاً أمريكياً روسياً في عدة مناطق مختلفة في العالم
من أجل فرض النفوذ السياسي والاقتصادي، ففي سوريا، يدعم النظام الروسي الرئيس بشار
الأسد عسكرياً ودبلوماسيا منذ اندلاع الاحتجاجات عام 2011، بينما دعمت الولايات
المتحدة الأمريكية تغيير النظام.
وفي فنزويلا، هناك أزمة اجتماعية واقتصادية وسياسية، أعلن على إثرها
رئيس البرلمان وزعيم المعارضة، خوان غوايدو، تنصيب نفسه رئيساً للبلاد، قابله
اعترافاً وتأييداً أمريكيا من قبل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وأكثر من خمسين
دولة في 23 يناير الماضي، إلا أن روسيا اتهمت واشنطن بالتدخل في الشأن الداخلي الفنزويلي
للإطاحة بنظام " نيكولاس مادورو ".
وأيضاً أزمة شبه جزيرة القرم التي ضمتها موسكو في 2014 عقب الاطاحة بحليفها الرئيس الأوكراني
فيكتور يانوكوفيتش بعد انتفاضة شعبية هناك، ما دعا الولايات المتحدة إلى فرض
عقوبات نالت بعض الأشخاص والكيانات وعدم الاعتراف بالخطوة الروسية.
وليست العلاقات بين تركيا والولايات المتحدة على ما يرام بعد خلافات
عديدة كان آخرها في مارس الماضي بعد تحذير البيت الأبيض للنظام التركي من شراء
نظام الدفاع الجوي الروسي إس-400 كما خيرتها بين الطائرات المقاتلة ذات التقنية
العالية إف-35 أو إس-400.
وفي ٢٠١٧، قررت واشنطن تسليح وحدات حماية الشعب الكردية لقيادة الحرب
على "داعش" شمال سوريا وهو ما أغضب تركيا التي من المحتمل أن تدخل في حرب مع الجيش
السوري بسبب ذلك.
من جهة أخرى، أرسلت الولايات المتحدة تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط
تضمنت حاملة طائرات وقاذفات من طراز بي-52 وصواريخ باتريوت، في استعراض للقوة في
مواجهة ما يقول مسؤولون من الولايات المتحدة إنه "تهديدات إيرانية"
للقوات والمصالح الأمريكية في المنطقة.
وإلى ذلك، قال الجنرال حسين سلامي، قائد "الحرس الثوري"
الإيراني إن بلاده على شفا "مواجهة شاملة" مع العدو، وذلك حسب وكالة
أنباء "فارس" الرسمية.
وأضاف سلامي الذي تولى قيادة قوات "الحرس" الشهر الماضي، في
تصريحات أن "هذه المرحلة من التاريخ، التي دخل فيها العدو ميدان المواجهة
معنا بكل القدرات الممكنة، هي أكثر الأوقات حسما في تاريخ الثورة الإسلامية".
وفي تصريحات نارية، قال وزير الدفاع الإيراني أمير حاتمي، إن
"إيران ستهزم التحالف الأمريكي الإسرائيلي".
وأضاف حاتمي: "سنهزم الجبهة الأمريكية الصهيونية"، مؤكدا أن "إيران لديها أعلى مستويات الاستعداد العسكري الدفاعي لمواجهة أي نوع من التهديد والمطالب المبالغ فيها".
جاء ذلك بعد أن حركت أمريكا حاملة الطائرات "إبراهام
لينكولن" ومجموعتها القتالية، وقاذفات قنابل إلى الخليج، كما أرسلت سفينة
متخصصة في دعم الهجمات، وصواريخ باتريوت إلى المنطقة ردا على "التهديدات
الإيرانية".
وتشهد ليبيا معارك شرسة بين الجيش الوطني الليبي بقيادة المشير خليفة
حفتر والقوات الموالية لحكومة الوفاق الوطني منذ ٤ أبريل الماضي، فبينما تقف روسيا
والولايات المتحدة وفرنسا مع حفتر، تدعم الجهة المقابلة التي تضم كل من إيطاليا
وبريطانيا وتركيا وقطر وإيران القوات الموالية للوفاق.
وتضم ليبيا منذ اندلاع الثورة على العقيد معمر القذافي في ٢٠١١،
مجموعات ارهابية ومسلحة ومقاتلين مرتزقة في عدة مناطق ليبية، تحظى بدعم لوجيستي
بالمال والسلاح للدفاع عن مصالحها، أو تحت ما يسمى "الحرب الوكالة".