الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

لماذا يراهن أردوغان على ثروات "المتوسط" ويتعدى على سيادة قبرص؟

الرئيس نيوز

أكد تحليل نشره موقع "آراب ويكلي" أن تركيا بدأت نشاطًا آخر مثيرًا للجدل الأسبوع الماضي بإعلانها عن استكشاف الغاز الطبيعي على بعد 60 كيلومتراً غرب شبه جزيرة "أكاماس" في قبرص أي على بعد 150 كيلومتراً من الساحل التركي - داخل المنطقة الاقتصادية في قبرص والجرف القاري.

وانتقدت أطراف دولية عدة من بينها الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي واليونان وقبرص وروسيا ومصر الإعلان التركي بشدة، لأنه يمثل انتهاكًا للمياه الإقليمية لدولة ذات سيادة.

وقال أحمد قنديل، مدير برنامج الطاقة بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية في مصر لموقع "آراب ويكلي"، إن ردود الفعل الحاسمة ضاعفت من تحديات أنقرة في الداخل والخارج.

وجاءت التحركات التركية الأخيرة في الوقت الذي تواجه فيه البلاد صعوبات اقتصادية خطيرة. فمنذ نهاية العام الماضي، ولأول مرة منذ عشر سنوات، عانت تركيا من الركود الاقتصادي، حيث وصل معدل التضخم إلى حوالي 20٪ كما عانت البلاد ارتفاعًا حادًا في أسعار المواد الغذائية والأدوية. تتعرض الليرة التركية لضغوط هائلة، لكن الضربة الأكبر هي السداد المجدول خلال الأشهر الـ 12 المقبلة لقيمة 18 مليار دولار كقروض بالعملات الأجنبية.

ويبدو أن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يراهن على ثروات الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط للتغلب على الأزمة الاقتصادية ولضمان بقائه في السلطة. ويبدو أنه يأمل أيضًا أن تصبح تركيا مركزًا لتصدير الغاز الطبيعي إلى الأسواق الأوروبية.

ما يجعل الأمور المتعلقة باحتياطي الغاز في شرق البحر المتوسط أكثر تعقيدًا، هو أن تركيا تبدو شريكًا غير مرغوب فيه في معظم أطر التعاون الإقليمي في هذا القطاع. ففي يناير2019 ، أنشأت مصر واليونان وقبرص والأردن وإيطاليا والسلطة الفلسطينية "منتدى شرق البحر الأبيض للغاز" بهدف إنشاء منظمة دولية تحترم حقوق أعضائها في مواردهم الطبيعية وفقًا لمبادئ القانون الدولي وتعزيز جهودهم لبناء البنية التحتية الصحيحة.

ولم تتم دعوة أنقرة للمشاركة في المنتدى لأن أنشطتها في المنطقة كانت تزعزع الاستقرار. وترفض أنقرة أيضًا مطالبات قبرص بشأن منطقتها الاقتصادية البحرية، بحجة أن أجزاءً منها تقع ضمن ملكية تركيا أو القبارصة الأتراك. علاوة على ذلك، رفضت أنقرة الاتفاقيات التي تطرقت إليها قبرص لتحديد حدودها البحرية، بما في ذلك اتفاقياتها مع مصر وإسرائيل، والتي تم تحديد المناطق الاقتصادية فيها في شرق البحر المتوسط.

وقامت القوات البحرية التركية بتعديل قواعد الاشتباك في شرق البحر المتوسط، حيث أرسلت تركيا سفن استكشاف إلى المياه الإقليمية القبرصية، مصحوبة بسفن حربية لحمايتها.

وكانت تركيا تضايق سفن التنقيب في قبرص، وفي العام الماضي اعترضت سفن الحفر الإيطالية قبالة قبرص بينما كانت سفنها تنقب عن الغاز داخل المياه الإقليمية القبرصية دون أسباب قانونية واضحة أو معترف بها دوليًا.

تشير التقديرات إلى أن محاولة تركيا الحصول على موارد الغاز الطبيعي في شرق البحر المتوسط لن تؤتي ثمارها على المدى القصير.

وهذه التحركات تزيد من احتمال المواجهة العسكرية بين دول شرق البحر المتوسط ، خاصة بالنظر إلى ميل الأتراك إلى استخدام جميع الوسائل الممكنة، بما في ذلك الخيارات العسكرية، للدفاع عما يقولون إنه "حقوقهم" المشروعة في اكتشافات الموارد.

وإذا واصلت تركيا سياساتها في شرق البحر الأبيض المتوسط ، وهو أمر من المرجح أن يحدث، فسوف يجد أردوغان نفسه أكثر عزلة وستشتد الأزمة الاقتصادية في تركيا. على الجانب الآخر، سيكون هناك ميل نحو تعاون أوثق بين اللاعبين الآخرين في المنطقة لتحقيق عوائد إيجابية بسرعة وكأداة عملية لردع أنقرة.