السبت 23 نوفمبر 2024 الموافق 21 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

موقع أمريكي: سياسة "التوازن الإقليمي" التي تتبناها سلطنة عمان قد لا تستمر

الرئيس نيوز

تناول موقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي تأثير الحرب الدائرة في اليمن على قرارات السياسة الخارجية التي تتبناها سلطنة عمان، مستشهدًا بحضور الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، مؤخرًا جلسة برلمانية استثنائية في مدينة "سيون" التي تسيطر عليها الحكومة، حيث كان من بين البنود التي نوقشت بالجلسة تقرير حصري أعده قادة القبائل حول الوضع الأمني الهش في محافظة المهرة الشرقية، اطلع الموقع الأمريكي على نسخة منه، كما اطلع الموقع على نسخة من اتفاق من صفحتين تم التوصل إليه بين زعماء قبيلة المهرة وقائد التحالف الذي يدعم الرئيس هادي ضد المتمردين الحوثيين في اليمن، كما استشهد الموقع الأمريكي بنشر قوات سعودية مباشرة على طول الحدود العمانية- اليمنية، حيث أقامت تلك القوات 20 نقطة تفتيش عسكرية ومخيمًا كبيرًا.

انعقدت تلك الجلسة البرلمانية وسط شواغل عادية بين التحالف وسلطنة عمان بشأن قضايا وملفات أثارتها الحرب في اليمن، إلا أن وسائل الإعلام القطرية والموالية للدوحة تعمدت تضخيمها، لتوحي بأن ثمة خلافا قد يدب قريبًا بين عمان، من جهة والسعودية والإمارات من جهة أخرى.

وتوحي تغطيات موقع "ميدل إيست آي" اللندني الموالي لقطر بأن قرار اتخذه التحالف بنشر خمسة آلاف جندي على الحدود اليمنية- العمانية، قد أزعج مسقط.

ووفقًا لموقع "ناشيونال إنترست" الأمريكي حكمت السلطات العمانية على أربعة من جنسية عربية جندوا مواطنًا عمانيًا بالإضافة إليهم بالسجن لمدة 10 سنوات بتهمة التجسس، وبعد اعتقال هذه الخلية التجسسية، وصل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى مسقط في زيارة مفاجئة لإجراء محادثات مع السلطان قابوس بن سعيد.

وعلى الرغم من أن عُمان وإسرائيل لا تتمتعان بعلاقات دبلوماسية رسمية، إلا أن مسقط دعمت عملية السلام الإسرائيلية- الفلسطينية على مدى العقود الماضية وحافظت على قنوات اتصال منفصلة مع الدولة اليهودية تماشيًا مع مبادئ التوازن والحياد والوساطة التي رسخها السلطان قابوس في سياسة بلاده الخارجية على مدار عقود.

وبعد شهر من اكتشاف السلطات العمانية خلية التجسس، رد السلطان قابوس رسميًا على رغبة بعض الخليجيين في شراء الأراضي والممتلكات في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء السلطنة وفي المنطقة الحدودية الشمالية، والمناطق المتاخمة لحدود السلطنة مع اليمن ومع الحدود الإماراتية؛ فأصدر السلطان مرسومًا ملكيًا يحظر على غير المواطنين امتلاك الأراضي الزراعية والعقارات في "البريمي، ومسندم، وظفار، والظاهرة، والوسطى، وشناص، وليوا، والجبل الأخضر وجبل شمس، ومواقع التراث"، وبالقرب من المناطق الاستراتيجية وكذلك الأراضي الزراعية.

ومما زاد من هذه التوترات، وفقًا للموقع الأمريكي قرار متحف اللوفر أبو ظبي بنشر خريطة جديدة اعتبرت منطقة "مسندم" العمانية جزءًا من دولة الإمارات العربية المتحدة.

وكان قرار عُمان بعدم المشاركة في الحرب الدائرة في اليمن مستمدًا من سياستها الخارجية القائمة على الحياد، وكذلك جغرافيتها، والتي تشمل الحدود العمانية الطويلة بطول 288 كم مع (اليمن) والصلات الوثيقة بين الشعبين والقبائل. ففي الواقع، بسبب الروابط الجغرافية والقبلية، إلى جانب الروابط التاريخية العميقة، كانت محافظة المهرة عمليًا بمثابة منطقة عازلة لعمان عن تطورات الحرب في اليمن.

في ضوء هذه العلاقات طويلة الأمد، اعترضت القبائل المحلية بسرعة على قرار التحالف بالاستيلاء على مطار الغيدة. وبسبب المعارضة المحلية، توصل قائد التحالف في المهرة، العميد عبد العزيز الشريف، مع القبائل إلى اتفاق في مارس 2017 يقضي بعدم استخدام المطار إلا للجهود الإنسانية وعدم تحويله إلى قاعدة عسكرية.

ومع ذلك، فرضت الرغبة في تطويق جماعة "الحوثي" على التحالف تحويل المطار إلى قاعدة عسكرية تصل إليها طائرات التحالف العسكرية يوميًا، ويُمنع جميع المدنيين، بمن فيهم السكان المحليون، من دخول الأماكن التي تتمركز بها طائرات الأباتشي والأسلحة.