بعد عام من الخوف.. تعطل بناء "سد النهضة" يمنح الأرز "قبلة الحياة"
المتحدث باسم "الزراعة" لـ"الرئيس نيوز": مساحات الأرز الجديدة ستزرع بالمقنن المائي للذرة.. اعتمادا على "الصرف"
تصل الفجوة بين معدل الاستهلاك والإنتاج لمحصول الأرز في مصر، إلى مليون طن سنويًا، حسب تقديرات شعبة الأرز باتحاد الصناعات، حيث إن وزارة التموين والتجارة الداخلية - وحدها - تحتاج إلى 70 طنًا شهريًا للبطاقات التموينية والمجمعات الاستهلاكية، لتغطية احتياجات 76 مليون مواطن من الأرز التمويني.
لذلك قررت وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي
زيادة المساحة المنزرعة من المحصول إلى مليون و75 ألف فدان هذا الموسم، بدلاً من
724 ألف فدان العام الماضي.
وتبدأ وزارة الزراعة، خلال الفترة الحالية،
في زراعة مليون و٧٥ ألف فدان بالأرز، في ٩ محافظات بالوجه البحري هى "كفر
الشيخ، البحيرة، الدقهلية، الإسكندرية، الشرقية، بورسعيد، الإسماعيلية،
دمياط"، منها ٧٢٤ ألف فدان على مياه النيل، و٢٠٠ ألف فدان أرز جاف يستهلك
مياها قليلة مثل القمح، و١٥٠ ألف فدان على الأراضي المخصصة لمساحات الذرة، على
مياه الصرف الزراعي، مع زراعة الأصناف الجديدة التى تتحمل درجة الملوحة، وهى
"جيزة 178، جيزة 179، هجين مصري 1، والصنف متحمل الجفاف سخا 107".
وقال الدكتور محمد القرش، المتحدث الرسمى
باسم وزارة الزراعة واستصلاح الأراضي، لـ"الرئيس نيوز" إن المساحات
الجديدة التي سيتم زراعتها بالأرز، بذات المقنن المائي لمحصول الذرة، وتعتمد على مياه
الصرف"، لافتا إلى أن أصناف الأرز الجديدة، تتحمل الجفاف والملوحة، ولن تحتاج
إلى مياه إضافية، وأن زيادة إنتاج الأرز العام المقبل يستهدف الحد من الاستيراد.
من جانبه، قال الدكتور عباس شراقى، أستاذ
الموارد المائية بمعهد الدراسات الإفريقية بجامعة القاهرة، إنه تم تخفيض مساحة زراعة
الأرز الموسم الماضي، نتيجة التخوف من انخفاض المياه ببحيرة ناصر ونهر النيل،
واحتمالية بدء التخزين وتشغيل "سد النهضة" الإثيوبي، كما كان مقررًا له
حسب الجدول الزمني، مع اعتبارات أخرى منها السعة التصميمية لشبكة الرى بالمحافظات،
وكذلك التصرفات القصوى المسموح بها خلال فترة أقصى الاحتياجات من أجل وصول المياه
إلى نهايات الترع وتلبية احتياجات مختلف المحافظات.
وأضاف "شوقي" لـ"الرئيس
نيوز" أن جميع الشواهد أكدت عدم تشغيل "سد النهضة" هذا العام،
وبناء على ذلك تم زيادة مساحة الأرز هذا العام إلى مليون و75 ألف فدان، وهى مساحة
تحتاج إلى حوالى 2 مليار متر مكعب من المياه، مشيرًا إلى أن الإنتاج فى الموسم
الجديد يغطى احتياجات السوق المحلى دون الحاجة إلى استيراد أرز من الخارج.
وأوضح أستاذ الموارد المائية، أن المساحة
التى تم تحديدها وتخفيضها العام الماضى، كانت لسببين رئيسيين هما الخوف من انخفاض
الايراد السنوى لنهر النيل، والثانى احتمال بدء تشغيل سد النهضة، بالإضافة إلى
العوامل التقليدية فى وزارة الرى مثل الحصة المائية المتاحة والمقررة للزراعات
الصيفية، مع الأخذ فى الاعتبار السعة التصميمية لشبكة الرى بالمحافظات، وكذلك
التصرفات القصوى المسموح بها خلال فترة أقصى الاحتياجات .
ولفت
إلى أنه ضمن أسباب تخفيض المساحة، هو خشية البعض من معرفة إثيوبيا بالمخزون
المائي في مصر، مؤكدًا أنه "تخوف في غير محله"، لأن بحيرة ناصر طولها
500 كم ومساحتها 5 آلاف كم مربع، لذلك يراها الجميع ولا يمكن حجبها، بالإضافة إلى
أن الأقمار الصناعية العالمية تسجل منسوبها يوميًا، ويتم الحصول على المعلومات من
خلالها وليس عن طريق وزارة الموارد المائية والري.