الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مشاهد من افتتاح الكاتدرائية سنة 68| استقبال رفات مارمرقس.. ومسيرة مقدسة من "شجرة مريم"

الرئيس نيوز

في 25 يونيو 1968، افتتحت الكاتدرائية المرقسية بالعباسية.

هذا التاريخ العريق للكنيسة المصرية عمومًا، كان لابد أن يُكلل بمبنى يليق بمكانتها وبمسيحيي مصر، بعد ثلاث سنوات من وضع حجر الأساس للكاتدرائية في 24 يوليو 1965.

وإذا عدنا لأجواء أيام افتتاح الكاتدرائية، من واقع ما بثه التليفزيون المصري وقتها، سنتذكر في البداية ليلة الافتتاح، وذلك المشهد الشهير لاستقبال رفات القديس مارمرقس، مؤسس الكرسي الإسكندرية البابوي، وذلك بمطار القاهرة، بعد 11 قرنا من وجودها خارج مصر.

في ذلك اليوم، 24 يونيو 1968، أذاع التليفزيون: "وصلت إلى مطار القاهرة ليلا طائرة عربية خاصة قادمة من روما وعليها رفات القديس مارمرقس. وتقدم إلى الطائرة غبطة البابا كيرلس السادس حيث كان في استقباله كبار رجال الدين ورؤساء الكنائس الذين وصولا من جميع أنحاء العالم".

جُمع رفات القديس في صندوق صغير، وصعد البابا كيرلس إلى الطائرة وتسلمه من الوفد القبطي الذي رافق الرفات، ثم حمله على كتفه ونزل به من الطائرة، وسط الآلاف من الجماهير التي وصلت لتشهد هذه اللحظة.

في صباح اليوم التالي، كانت مصر على موعد مع الحدث الكبير، إذ ذهب الرئيس جمال عبد الناصر برفقة الإمبراطور الإثيوبي هيلاسيلاسي إلى المبنى الجديد، واستقبلهما هناك البابا كيرلس.

بعد عدة كلمات لبابا الإسكندرية، ولبطريرك أنطاكيا والمشرق، وباقي رؤساء الكنائس والوفود الدينية، أزاح الرجال الثلاثة "ناصر، وهيلاسيلاسي، وكيرلس" الستار عن مبنى الكاتدرائية في منطقة العباسية.

 وبعد الظهر، في ذات اليوم، وكما جاء في تقرير التليفزيون وقتها، "خرجت الوفود القادمة من جميع أنحاء العالم لحضور الاحتفالات الدينية في مسيرة مقدسة على الطريق الذي سلكته العائلة المقدسة والسيد المسيح ما زال طفلا".

وبدأت المسيرة من "شجرة مريم" بالمطرية، حيث أدى رجال الدين الأقباط الصلاة تحية للعذراء التي جلست في ظلها إلى كنيسة الزيتون، بعد أن ظهر طيف السيدة العذراء في الأشهر الثلاثة الأخيرة، وأقاموا قداسا هناك بمناسبة هذه الزيارة.

في مساء ذات اليوم استقبل عبد الناصر الإمبراطور الإثيوبي في مقر الرئاسة، وجرت مباحثات رسمية عن أزمة الشرق الأوسط ودعم منظمة الوحدة الإفريقية وتسوية الخلافات بين دول القارة السمراء.

وفي اليوم التالي مباشرة، جرت احتفالات وضع رفات القديس مارمرقس في المقبرة الجديدة التي أعدت له في مبنى الكاتدرائية المرقسية.