الإثنين 25 نوفمبر 2024 الموافق 23 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

"نجيب" يهنئ المصريين بـ"عيد القيامة وشم النسيم" معا: نحن "جبهة واحدة"

الرئيس نيوز

رئيس مجلس "قيادة الثورة" سنة 1953: اجتماع الأعياد مظهر لوحدة الأمة.. فلننس متاعبنا ولنغسل نفوسنا

 "يسعدني ويملأ قلبي غبطة أن أشهد في عيد هذا العام، ظاهرة تدعو إلى تأكيد الأمل، تبعث على التفاؤل والرجاء".. هكذا قال الرئيس الراحل محمد نجيب، في مقدمة كلمته احتفالا بعيد القيامة المجيد عام 1953.

كان "نجيب" هو رئيس مجلس قيادة الثورة ورئيس الحكومة في ذلك التوقيت، لذلك بثت الإذاعة خطابَا رسميا له في 4 أبريل من ذلك العام، لتهنئة الإخوة المسحيين بأعيادهم.

ولفت "نجيب" إلى التقاء أعياد الأرثوذكس مع أعياد الكاثوليك، مع عيد شم النسيم، ومعتبرا ذلك "مظهرًا لاجتماع الأمة، على اختلاف طوائفها ومذاهبها، وعلى التقاء الكلمة، وقيام الوحدة، واتجاه الجميع ماديا وروحيا إلى الهدف الذي يرفع من قدرهم، ويزيد من شرفهم، ويوسع عليهم في رزقهم وأمور دنياهم وآخرتهم".

وتحت شعار "نحن جبهة واحدة"، خطب أول رئيس للجمهورية قائلا: "أنا إذا أبعث إلى إخواني الأرثوذكس الكاثوليك بالتهنئة، أهنئ نفسي معهما بهذه الظاهرة الفلكية وأهنئ الأمة كلها أن توافرت الظواهر، وتوافقت على أننا صائرون إلى جبهة واحدة، وأن عزائمنا ستجتمع في قبضة واحدة، فإذا ضربت قصمت، وإذا انبسطت وصافحت جرى منا خير عميم".

وذكّر رئيس مجلس قيادة الثورة الإخوة المسيحيين بأن "الإسلام جاء برسالة إنسانية كاملة شاملة، من دعائمها الأولى التضامن الإنساني، تضامن الأقوياء، لا تضامن الأذلة المستضعفين".

ثم أعاد "نجيب" قراءة آية من القرآن كان قد ذكرها في احتفالات عيد الميلاد السابق على تلك المناسبة، وهي: "آمن الرسول بما أنزل إليه من ربه، والمؤمنون كلٌ آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله لا نفرق بين أحد من رسله"، مشددًا على أن الإسلام يكرم الرسل جميعا.

وتفاخر بأن مصر لا تعرف التعصب المذهبي قائلا: "الحق أننا معاشر الشرقيين عموما، ومعاشر المصريين خصوصا جديرون بأن نضرب للعالم الذي مزقته مصائب التعصب المذهبي والسياسي مثلا في تسامح أصحاب العقائد، وتمسكهم بجوهرها الرائع دون مظهرها الزائف،

حيث خلا تاريخ الشرق، وخلا تاريخنا المصري من ثورات التعصب الممقوت ومذابحه ومساخره ما ملأ تاريخ غيرنا".

ثم أتى إلى تزامن عيد شم النسيم في تلك الأيام، والذي اعتبره "عيد الربيع، عيد الزهور والرياحين، عيد الحقوق والبساتين".

ووجه دعوة عامة إلى المصريين بأن "ننسى في هذه الأعياد متاعبنا، ولتستحم فيه نفوسنا لتستأنف العمل أكثر جلدا وأعظم صبرا"، مضيفا في بلاغة: "إن أجمل الثمار ما تشققت في زرعه أيدينا وتصبب في ريه عرق جباهنا".