الإثنين 28 أبريل 2025 الموافق 30 شوال 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

تصاعد الأزمة.. نيودلهي تطلب من الباكستانيين مغادرة أراضيها وإسلام أباد تغلق حدودها ومجالها الجوي

الرئيس نيوز

أعلنت باكستان إغلاق الحدود والمجال الجوي مع الهند ووقف التجارة مع جارتها، إلى جانب طرد كل الدبلوماسيين الهنديين وتعليق منح التأشيرات، في تصاعد مستمر للأزمة بين البلدين منذ صباح الخميس، على خلفية مقتل 26 شخصًا في هجوم مسلح استهدف موقعًا سياحيًا في منطقة بيهالغام الجبلية في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية الأربعاء.

بينما طلبت نيودلهي، صباح الخميس، من كل الباكستانيين المقيمين في الهند مغادرة أراضيها بحلول 29 أبريل، وفق ما أعلنت وزارة الخارجية الهندية، بعد هجوم عنيف حملت مسؤوليته إلى إسلام أباد.

وجاء في بيان الخارجية "بعد هجوم فاهالغام الإرهابي قررت الحكومة الهندية تعليق إصدار تأشيرات الدخول الممنوحة للمواطنين الباكستانيين فورًا"، مضيفة أنه ينبغى على كل المواطنين الباكستانيين الموجودين في الهند مغادرة البلاد قبل تاريخ انتهاء صلاحية التأشيرات المحدد في 27 أبريل للتأشيرات العادية و29 أبريل للتأشيرات الصحية.

وعلى إثر ذلك، قالت اسلام آباد  إن أي "تهديد" من الهند لسيادتها سيقابل ب"إجراءات حازمة"، وهددت الباكستان جارتها بأن أي محاولات لإغلاق نهر السند ستعتبره البلاد بمثابة "عمل حربي".

وشملت الإجراءات التي اتخدتها الهند خلال الساعات الماضية، إغلاق المعبر الحدودي الرئيسي الذي يربط البلدين، وتعليق اتفاقية تقاسم المياه التاريخية بينهما، وطرد عدد من الدبلوماسيين الباكستانيين، إضافة إلى إمهال بعض حاملي التأشيرات الباكستانية 48 ساعة لمغادرة البلاد.

وتوعّد رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي بـ"بالعدالة"، مؤكدًا أن بلاده "ستُلاحق كل إرهابي وداعميه حتى أقاصي الأرض"، وفق تعبيره، وقال: "من نفّذ هذه المجزرة ومن دعمهم سينالون عقابًا يفوق تصوّرهم".

وأصدرت الشرطة الهندية إشعارًا بأسماء ثلاثة من المشتبه بتنفيذهم الهجوم، مشيرة إلى أن اثنين منهم يحملان الجنسية الباكستانية، فيما الثالث كشميري محلي.

وكشفت مصادر أمنية رفيعة أن نحو 1،500 شخص تم توقيفهم في أنحاء كشمير للتحقيق معهم على خلفية الهجوم، وفق موقع "بي بي سي".

وحثّ رئيس وزراء الشطر الهندي من كشمير، عمر عبد الله، المواطنين الهنود على عدم تحميل الكشميريين مسؤولية هجوم بيهالغام، مشددًا على أن السكان المحليين "ليسوا متورطين" وقد عانوا كثيرًا خلال العقود الماضية.

من جانبها، نفت باكستان أي علاقة لها بالهجوم، وأعلنت وزارة خارجيتها أن المسؤولين الباكستانيين سيعقدون اجتماعًا، الخميس، لبحث الرد المناسب على الإجراءات الهندية.

ويُعد الهجوم في بيهالغام من أعنف الهجمات التي شهدتها كشمير في السنوات الأخيرة، ويهدد بتصعيد جديد في العلاقات المتوترة أصلًا بين البلدين الجارين.

وفي أعقاب الهجوم الدموي الذي شهدته بلدة "بيهالغام" في كشمير الخاضعة للإدارة الهندية، والذي أسفر عن مقتل 26 شخصًا، وجّهت الحكومة الهندية اتهامات مبطنة لباكستان، وشرعت بسلسلة من الإجراءات التصعيدية التي تنذر بتدهور أكبر في العلاقات المتوترة أصلًا بين الجارتين النوويتين.

ورغم أن الهند وباكستان تطالبان بكشمير كاملة، إلا أن كلًا منهما يسيطر فقط على جزء منها، وقد خاضتا عدة حروب بسبب الإقليم منذ الاستقلال عام 1947.

واتهمت الحكومة الهندية بشكل غير مباشر إسلام آباد بالمسؤولية، مشيرة إلى أن دعم الجماعات المسلحة في كشمير "نهج تتبعه الحكومات الباكستانية المتعاقبة"، وهو ما تنفيه إسلام آباد بشدة.

وأفادت مصادر هندية بأن منظمة تُدعى "مقاومة كشمير" قد تكون خلف الهجوم، دون تأكيد مستقل حتى الآن.

من بين الإجراءات التي اتخذتها نيودلهي:

- تعليق معاهدة نهر السند التي أُبرمت عام 1960، والتي تُعد من أقدم الاتفاقيات المائية بين البلدين، وتنظم تقاسم المياه بينهما.

- طرد مستشارين عسكريين باكستانيين من السفارة الباكستانية في دلهي، مع طرد دبلوماسيين إضافيين الأسبوع المقبل.

- مطالبة بعض حاملي التأشيرات الباكستانيين بمغادرة البلاد خلال 48 ساعة.

وفي تعليق لافت، قال وزير الدفاع الهندي راجناث سينغ: "لن نكتفي بملاحقة من نفّذ هذا الهجوم، بل سنصل إلى من خطّط له من وراء الكواليس".

وفي المقابل، قالت وزارة الخارجية الباكستانية إنها "تشعر بالأسف لفقدان أرواح سائحين" وقدّمت تعازيها، وأعلنت أن مجلس الأمن القومي – أعلى هيئة أمنية في البلاد – سيعقد اجتماعًا طارئًا يوم الخميس لمناقشة المستجدات.

الهجوم، الذي يُعد من أكثر الاعتداءات دموية في كشمير في السنوات الأخيرة، أثار موجة إدانات دولية، وغضبًا عارمًا في الهند، حيث تحدث شهود عيان عن مشاهد فوضوية وهروب عائلات بأكملها.

وأشار بعضهم إلى أن المهاجمين استهدفوا غير المسلمين، فيما وصف آخرون إطلاق النار بأنه عشوائي، وتضم قائمة الضحايا غالبية من الرجال الهندوس، إضافة إلى رجل مسلم محلي.

وقال عقيب تشايا، صاحب فندق وعضو غرفة تجارة كشمير، لبي بي سي: "لا يمكننا أن نستوعب أن شيئًا كهذا حصل، وفي المكان الذي نُطلق عليه لقب الجنة على الأرض... منذ عقود يأتي السيّاح إلى كشمير، ولم يمسّهم أحد من قبل".