الأربعاء 30 أبريل 2025 الموافق 02 ذو القعدة 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

كتابة ممتلكات الأب لـ بناته خلال حياته.. حماية مشروعة أم تحايل؟

أثار تداول فيديو يظهر مشاجرة كبيرة بين فتيات وأسرتهن على منصات التواصل الاجتماعي حالة من الجدل الواسع، حيث أظهرت المشاجرة صراعًا أسريًا حول قرار الأب بنقل ممتلكاته إلى بناته حفاظًا على حقوقهن. 

القرار، الذي تضمن كتابة ممتلكات الأب لبناته خلال حياته، لاقى ردود فعل متباينة بين مؤيد ومعارض، مما أثار نقاشًا حادًا حول الميراث ودور الأسر في حماية حقوق الأبناء.

حماية الحقوق أصبح ضروريًا

من جانبه، أشار الكاتب ماجد شعير إلى أن قضايا الميراث من أكثر الموضوعات التي تكشف "الوجه الحقيقي للبشر"، لافتًا إلى أن العديد من الأشخاص يضطرون لاتخاذ قرارات صعبة لحماية حقوق أبنائهم، حتى وإن كان ذلك على حساب الروابط العائلية. 

وأكد شعير أنه يعرف رجالًا قاموا بعمل توكيلات قانونية لزوجاتهم لحماية حقوق أولادهم من أطماع إخوتهم. 

وأوضح أن بعض هذه القرارات كانت نتيجة لتجارب واقعية أثبتت أن هناك نوايا للاستيلاء على حقوق الأبناء، سواء كانوا ذكورًا أو إناثًا، مما دفع البعض لاتخاذ إجراءات استباقية لضمان العدالة.

حماية مشروعة

أما الكاتبة رباب كمال، فاعتبرت أن نقل الملكية للبنات ليس تحايلًا على قوانين الميراث بل هو "حماية مشروعة" ضد نظام التعصيب الذي يتيح لأبناء العمومة والخال الحصول على نصيب من التركة في حال عدم وجود وريث ذكر مباشر. 

وذكرت كمال أن بعض الآباء يقومون بتسجيل ممتلكاتهم باسم بناتهم ليس فقط لحمايتهن من الغرباء، بل من بعض الأقارب الذين قد يسعون للمساومة على الحقوق. 

وأضافت أنه في بعض الحالات يتم نقل الملكية كنوع من التوازن العادل، خاصة إذا كان للوالدين أبناء ذكور، مشيرة إلى أن هذه الممارسات ليست تحايلًا بل إجراء وقائي.

لا مانع شرعًا  

فيما يتعلق بالجدل الديني، ردت دار الإفتاء المصرية على هذا الموضوع عبر موقعها الرسمي، مؤكدة أنه لا مانع شرعًا من قيام الأب بنقل ممتلكاته إلى بناته أثناء حياته، شريطة أن يكون ذلك لحمايتهن وتأمين مستقبلهن، دون أن يضر ذلك بحق الورثة الآخرين أو يتضمن ظلمًا. 

وأكدت الدار أن الأصل في الإسلام هو أن الإنسان حر في التصرف في ممتلكاته طالما أنه لا يهدف إلى الظلم أو الإقصاء المتعمد لأي من الورثة.