تفاصيل واقعة محكمة جنح مدينة نصر أثناء نظر قضية المحامي سامح نظير.. و"المحامين" تحقق

أصدرت النقابة العامة للمحامين، برئاسة عبدالحليم علام، نقيب المحامين ورئيس اتحاد المحامين العرب، بيانًا رسميًا بشأن الأحداث التي شهدتها جلسة محكمة جنح مدينة نصر، والتي أثارت جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي.
وأكدت النقابة، في بيانها، أنها تتابع عن كثب ما تم تداوله بشأن الجلسة التي حضرها عدد من كبار المحامين والنقابيين السابقين، وما ورد في منشور المحامي منتصر الزيات، الذي تضمن وقائع أثارت تساؤلات حول كرامة مهنة المحاماة وقدسيتها، باعتبارها شريكًا أساسيًا في تحقيق العدالة وسيادة القانون.
وأوضحت النقابة أنها حريصة على الوقوف على حقيقة ما جرى من خلال الاستماع إلى الحاضرين بالجلسة، تمهيدًا لاتخاذ الإجراءات اللازمة التي تكفل صون وحماية حق الدفاع والمحاماة.
تفاصيل الواقعة كما رواها منتصر الزيات
في سياق متصل، كشف المحامي منتصر الزيات، في منشور عبر حسابه على "فيسبوك"، عن كواليس الجلسة التي شهدتها محكمة جنح مدينة نصر أثناء نظر قضية المحامي سامح نظير، مشيرًا إلى أن الأجواء كانت مشحونة بالتوتر والانفعال منذ اللحظات الأولى لانعقاد الجلسة.
وقال الزيات: "تدفق الزملاء إلى قاعة المحكمة للدفاع عن الأستاذ سامح نظير، في انتظار بدء الجلسة التي كان من المفترض أن تنعقد في العاشرة صباحًا، بينما كنا ننتظر نداء الحاجب كالمعتاد إيذانًا ببدء الجلسة".
وأضاف: "فوجئ الجميع بخروج القاضي من غرفة المداولة وهو في حالة من الغضب والانفعال، دون أن يرتدي الوشاح الرسمي، ووقف مخاطبًا الحاضرين بصوت عالٍ، قائلًا: (قبل ما أفتح الجلسة، أولًا البنش الأول يفضى للدولة، مش عاوز حد من المحامين يضايق أو يدوس على حقيبة حد من ممثلي الدولة، ومش عاوز أصوات، واللي واقفين يقعدوا، ولو سمعت صوت أي حد، أيًا كان اسمه أو صفته، هدخله القفص)".
وأشار الزيات إلى أن "حديث القاضي اتسم بالحدة والانفعال غير المبرر، ما أدى إلى استياء المحامين واعتراضهم بصوت مرتفع، في محاولة للحفاظ على كرامتهم، فيما بذل بعض الحاضرين جهدًا كبيرًا لاحتواء الموقف ومنع تفاقمه".
وتابع: "عندما حاول الأستاذ سامح عاشور، نقيب المحامين الأسبق، التدخل والتحدث مع القاضي للاعتراض على طريقته، لم يسمح له القاضي بالاسترسال، واكتفى بتكرار عبارة: (أنا رئيس هذه المحكمة منذ أربع سنوات، ولم يعلُ صوت على صوتي أبدًا)".
وأوضح أن "اعتراضات المحامين كانت قوية، بل إن أصواتهم علت على صوت الأستاذ عاشور، وهو أمر غير معتاد، بينما حاول القاضي تهدئة الأجواء لاحقًا، مؤكدًا أنه لم يقصد الإساءة للمحامين".
وختم الزيات منشوره بالقول: "شهدت الجلسة حوارًا بين القاضي والأستاذ عاشور، حيث حاول الأخير تلطيف الأجواء قائلًا: (لن تخرجوا منا ولن نخرج منكم)، مذكرًا القاضي بموقف المحامين في دعم النيابة العامة أثناء أزمة النائب العام الأسبق عبد المجيد محمود، إلا أن القاضي رد متسائلًا: (أنا بتاع اليومين دول؟)، قبل أن تنتهي الجلسة بفرحة الجميع بقرار إخلاء سبيل المحامي سامح نظير".
موقف حاسم
وأمام هذه التطورات، أكدت نقابة المحامين أنها لن تتهاون في اتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة للحفاظ على هيبة وكرامة المحامين، مشددة على أهمية احترام العلاقة المتبادلة بين المحاماة والسلطة القضائية، بما يخدم تحقيق العدالة وسيادة القانون.