الجمعة 14 مارس 2025 الموافق 14 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

مسلسل "قلبي ومفتاحه".. دراما رومانسية متقنة الأداء والإخراج

الرئيس نيوز

حقق مسلسل "قلبي ومفتاحه" نجاحًا ملحوظًا منذ بدء عرضه، حيث استطاع أن يجذب المشاهدين بأداء قوي وحبكة درامية متماسكة، ليعيد إلى الدراما المصرية رونقها الرومانسي بعيدًا عن موجة العنف والتشابه السردي التي طغت على العديد من الأعمال مؤخرًا.

إشادة واسعة بأداء مي عز الدين وآسر ياسين

قدمت مي عز الدين واحدة من أبرز أدوارها من خلال شخصية "ميار"، حيث أظهرت بقدرة عالية مزيجًا من المشاعر المتناقضة، بين الحب والخذلان والبحث عن حلول لأزمتها الشخصية، أداؤها كان مقنعًا ومؤثرًا، مما جعلها محط إشادة واسعة من الجمهور والنقاد.

أما آسر ياسين، فقد تألق كعادته في دور "محمد عزت"، الرجل الرومانسي الذي يجد نفسه أمام تحدٍ عاطفي صعب. قدرته على تقديم الأداء الهادئ والعميق جعلت منه أحد أبرز عوامل نجاح العمل، حيث علق الجمهور على مواقع التواصل الاجتماعي بعبارات مثل: "آسر ياسين تفوق على نفسه في هذا الدور" و"دوره هادئ وحقيقي، لا نشعر أنه يمثل".

حبكة درامية رومانسية مختلفة

تميز المسلسل بحبكته الرومانسية المتزنة، التي لم تقع في فخ الابتذال أو النمطية. تدور الأحداث حول "ميار"، التي تسعى لإيجاد مخرج من أزمة طلاقها من والد ابنها "أسعد" (محمد دياب)، حتى تلتقي بـ"محمد عزت"، ويبدأ بينهما مشوار عاطفي غير متوقع، يتخلله العديد من الصراعات والتحديات.

السيناريو الذي صاغته مها الوزير، حمل بصمة درامية متماسكة، حيث رسمت الشخصيات بحرفية، وجعلت المشاهد يتورط عاطفيًا مع الأحداث حتى آخر لحظة.

بصمة تامر محسن الإخراجية

يأتي تميز المسلسل أيضًا من خلال لمسات المخرج تامر محسن، الذي أظهر مرة أخرى قدرته على تقديم أعمال درامية توازن بين الواقعية والجاذبية البصرية. 

كعادته، ابتعد محسن عن الإبهار المفتعل أو المبالغة في المؤثرات، وركز على التفاصيل الدقيقة في الأداء والإيقاع البصري، ليضع بصمته الخاصة التي سبق وأن برزت في أعماله مثل "تحت السيطرة" و"هذا المساء" و"لعبة نيوتن".

تم التصوير في مناطق مفتوحة، لا سيما في اللبيني بالمريوطية، حيث أبدع فريق الإنتاج في تحويل الموقع إلى لوكيشن درامي متكامل، ما أضفى على المشاهد طابعًا واقعيًا ومؤثرًا. كما استخدم العمل لقطات "الدرون" التي أبرزت جمالية المكان وعكست أجواء القاهرة الحديثة.

دور فريق العمل في نجاح المسلسل

لا يمكن تجاهل الإسهامات البارزة لفريق العمل خلف الكاميرا، بدءًا من المونتيرة سلافة نور الدين التي حافظت على إيقاع مشوق، مرورًا بـمدير التصوير هيثم حسني الذي أبدع في تقديم كادرات معبرة، وصولًا إلى مهندس الديكور أحمد فايز الذي صنع بيئة بصرية غنية ومتناسقة مع أجواء القصة.

الموسيقار ساري هاني وضع موسيقى تصويرية ساهمت في تعزيز الإحساس باللحظات العاطفية والمشحونة دراميًا، مما جعلها جزءًا لا يتجزأ من روح العمل.

مطالبات بجمع الثنائي مجددًا في عمل آخر

حالة التفاعل الكبيرة مع المسلسل لم تتوقف عند حدود الإشادة، بل طالب جمهور "السوشيال ميديا" بإعادة التعاون بين مي عز الدين وآسر ياسين في عمل فني جديد، نظرًا للانسجام الكبير بينهما على الشاشة.

بكل ما يحمله من رومانسية صادقة، أداء قوي، وإخراج متقن، استطاع "قلبي ومفتاحه" أن يكون واحدًا من أبرز المسلسلات التي أعادت الدراما الهادئة إلى الواجهة. 

إنه نموذج للعمل الذي يجمع بين السرد الجيد والإنتاج المتقن، بعيدًا عن الصخب والمبالغات، مما يجعله تجربة فنية تستحق الإشادة والمتابعة.