السبت 05 أكتوبر 2024 الموافق 02 ربيع الثاني 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

اضطرابات السودان قد تتسبب في تشكيل حزام إرهابي حول مصر.. وخبراء يضعون خطة مواجهتها

الرئيس نيوز

عانت مصر من الإرهاب لسنوات طويلة بعد أن أسقطت ثورة الـ 30 من يونيو 2013 حكم تنظيم الإخوان، وتسببت الاضطرابات في بعض الدول المحيطة في تشكيل ما يشبه الحزام يطوق مصر من الغرب والشرق والجنوب، إلى جانب تهديدات من قبل عصابات منظمة في الشمال جهة البحر المتوسط، والجنوب الشرقي على ساحل البحر الأحمر.

ويذكر التاريخ أن مصر وعبر مراحل مختلفة كانت تعانى تهديدات أساسية لأمنها القومى من منطقة الشمال الشرقى ولذلك فإن معظم الغزوات التى تعرضت لها مصر والحروب التى خاضتها كانت نتيجة لتهديدات لأمنها القومى من منطقة الشمال الشرقي، ولكن الجديد فى الفترة المعاصرة أن التهديدات للامن القومى المصرى لم تعد تقتصر على الشمال الشرقى بل أصبحت من جميع الجهات، إضافة إلى ارتباط الأمن القومى المصري بالأمن القومي العربي نتيجة لوجود علاقات تأثر وتأثير متبادل.

وقال الخبير في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، أحمد كامل البحيري لـ"الرئيس نيوز"، إن مصر تتعرض لتهديدات إرهابية عبر حدودها الأربع تتمثل في محاولات عناصر من تنظيمات إرهابية وإجرامية التسلل وتنفيذ عمليات إرهابية وتخريبية في الداخل المصري. مضيفاً: "مع الموجة الحالية من الإرهاب، مصر تطوق بثلاثة أحزمة من الإرهاب الفعلي أو المحتمل، حزام يطوق الدولة بكامل ترابها حيث تنشط تنظيمات تكفيرية وإرهابية في ليبيا التي تربطها حدود مع مصر تصل إلى ألف كيلومتر، وتعلن تهديدها صراحة للدولة المصرية، سواء بفعل الاتجاه الغريزي لتلك التنظيمات للدخول في صراعات حدودية مسلحة لإقامة إمارة إسلامية أو لوجود مجموعات قريبة من تنظيم الإخوان توظفها في الانتقام من مصر، وخطورة هذا الحزام أن عمقه يمتد عبر الصحراء الكبرى في ليبيا ليخترق جنوب الجزائر وصولاً إلى مالي والنيجر وتشاد وحتى السنغال، حيث بقايا ما يعرف بـ"تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي".

وفي الجنوب حيث السودان، يوجد نظام حكم استمر لقرابة ثلاثين عاماً قريب من جماعة الإخوان، سمح بدخول عدد كبير من قيادات الإخوان الهاربين من مصر للإقامة أو توطئة لتوجههم إلى قطر وتركيا، فضلاً عن المخاوف التي من الممكن أن تحدث عقب الإطاحة بالرئيس السوداني عمر البشير.

وفي الشمال الشرقي حيث قطاع غزة الذي تحكمه حركة "حماس"، وهي أحد فرع من تنظيم الإخوان، وهناك اتهامات لها بتغذية الإرهاب في سيناء عبر الأنفاق، فضلاً عن التنظيمات الارهابية المنتشرة في سيناء والتي أعلن بعضها انضمامه لتنظيم "داعش" أو "القاعدة".

من جانبه قال الخبير العسكري بأكاديمية ناصر العسكرية، الدكتور خالد فهمي لـ"الرئيس نيوز" إن مصادر تهديد الأمن القومي لأي دولة، أما داخلية أو خارجية، مشيرا إلى أن مصادر التهديد الخارجية تأتي من الجوار الحدودي للدولة، الأمر الذي يجب معه وضع أمن الحدود في الاعتبار، ومتابعة كل التطورات في دول الجوار ودراسة نتائجه على الأمن القومي للدولة.

وتابع: مصر ليست بعيدة عن هذا، حيث تشهد الحدود المصرية مع دول الجوار تطورات تحمل الكثير من المخاطر والتحديات التي تتصاعد من آن لآخر بما يهدد الأمن القومي المصري، الأمر الذي يتطلب من الدولة المصرية تركيز اهتمامها على هذه التطورات ووضع الخطط لتجنب تصاعد تهديدها.

ويؤكد الخبير الأمني، محمد نورالدين، أن الحدود المصرية مع دول الجوار تشهد العديد من التطورات التي تحمل معها الكثير من المخاطر والتحديات التي تهدد الأمن القومي المصري، وأضاف قائلاً: خطورة تهديدات دول الجوار تتمثل في تداخلها مع مصادر تهديد أخرى معقدة تضغط على الأمن القومي المصري في الفترة الأخيرة بصورة غير مسبوقة، مشيرا إلى أن هناك ترابطاً بين التهديدات والمخاطر التي تأتي على مصر من دوائر جوارها مع ليبيا وغزة والسودان، بما يوحي أن هناك نوعاً من التماثل والتنسيق بين القوي التي تقف وراء هذه المخاطر في تلك الدوائر.

ويرى الخبير العسكري، ناجي شهود، أن من بين المشاكل التي تواجهة تأمين الحدود المصرية تتمثل في أن القوات المسلحة المصريةهي المسئولة وحدها عن تأمين الحدود حيث لا يقوم الجانب الآخر من الحدود بدوره الأمني، علي الرغم من أنه في كل دول العالم يتم تأمين الحدود من خلال دوريات وواجبات مشتركة لأجهزة الأمن على جانبي البلدين وهو ما لا يحدث في الحالة المصرية للأسف.