عاجل| مستقبل غزة بعد الحرب.. بين خطة الإعمار المصرية وعراقيل الاحتلال

قال الباحث الفلسطيني، معاذ عمارنة، إن مخرجات القمة العربية الطارئة في القاهرة، جيدة لكن الفيصل الحقيقي في تنفيذها، هو التوصل إلى آليات تلزم الاحتلال الإسرائيلي بالقيام بمسؤولياته بوصفه القوة القائمة على الاحتلال، فضلا عن إقناع الإدارة الأمريكية، بخطة الإعمار المصرية.
وأوضح عمارنة- أسير فلسطيني سابق- خلال حديثه مع "الرئيس نيوز" أن حماس والجهاد وغيرهم من فصائل المقاومة رحبوا بمخرجات القمة، وبخطة الإعمار المصرية، التي تضمنت تشكيل لجنة لإدارة غزة تحت مظلة الحكومة الفلسطينية، والتي تتشكل من كفاءات من أبناء القطاع، لفترة انتقالية، فضلا عن تمكين السلطة الوطنية للعودة إلى غزة، مما يعني إنهاء سيطرة حماس الأمنية على قطاع غزة.
ولفت إلى أن مصر قدمت تصورا متكاملا ومنطقيا لليوم التالي لحرب في غزة، بينما كان الآخرون يقدمون حلولا غير منطقية، بما فيها إسرائيل، وأطراف إقليمية أخرى، مثل الإصرار على إخراج المقاومة من القطاع بعد تسليم سلاحها، متسائلا عن الدوافع التي تجبر المقاومة على ذلك؛ إذ أن بعد ١٥ شهرا من القتال العنيف والدامي ضد القطاع، فشل جيش الاحتلال في تحقيق أي من أهداف حربه، ولو كان قادرا لفعل، بل على العكس كانت المقاومة تكبد يوميا جيش الاحتلال خسائر فادحة، فضلا عن الأكمنة المحكمة ضد جنود الاحتلال، حتى بعد وصول ترامب وانحيازه المطلق لإسرائيل، فترامب لن يقدم عسكريا أكثر مما قدمه سلفه الديمقراطي جوبايدين لإسرائيل فترامب ليس لديه فكرة الدعم المطلق حتى ولو لإسرائيل، فهو لا يؤمن إلا بنظرية الصفقة والمكاسب، فهو لم يتحدث عن تهجير الفلسطينيين إلا بعد أن اكتشف أنه بالإمكان الاستفادة من الموقع الجغرافي المتميز للقطاع من حيث إمكانية تحويله إلى منتجع سياحي (ريفيرا الشرق الأوسط).
وأضاف العمارنة أن التصور المصري لمستقبل القطاع بعد الحرب هو العودة للأوضاع التي كانت في القطاع قبل العام ٢٠٠٧ حيث كانت السلطة الفلسطينية هي المسيطرة على القطاع أمنيا وتديره، رغم وجود فصائل المقاومة وسلاحها، وهو ما يمكن العودة إليه مرة أخرى بلجنة الإسناد المجتمعي المشكلة من شخصيات تكنوقراط، وعناصر الشرطة الفلسطينية المدربة في مصر والأردن.
وبشأن مستقبل حماس، يقول الباحث الفلسطيني: "حماس جزء من الشعب الفلسطيني، وفصيل لا يمكن اقتلاعه أو إجباره على ترك المقاومة وتسليم السلاح، ما دام الاحتلال قائم، لكن من الممكن التوصل لهدنة طويلة بشكل غير مباشر بين الحركة وإسرائيل برعاية مصرية قطرية، مثلما كان معمول به في أوقات سابقة، حتى في جولات الحرب بين إسرائيل وحركة الجهاد الإسلامي، كانت حماس تلتزم بالهدنة ولا تتدخل في الصراع.
ولفت إلى أن تأكيد القمة العربية على أن تأمين القطاع لابد أن يكون بمؤسسات وطنية فلسطينية خالصة، قطعت الطريق أمام الدعوات التي تنقلها وسائل إعلام تتبع جهات إقليمية، وتروج لضرورة عودة الولاية المصرية على القطاع أو إرسال شركات أمن للسيطرة على القطاع أمنيا، أو إرسال قوات عربية للقطاع لإدارته.
ورجح العمارنة تكثيف القاهرة جهودها الدبلوماسية لتعريف العالم والدول الكبرى بخطة إعمار غزة من دون تهجير سكانها، وما سيكون عليه مستقبل القطاع من حيث شكل إدارته، وقال تواصل القاهرة مع المبعوث الأمريكي ويتكوف سيحسم ما ستكون عليه الأوضاع.