الإثنين 03 مارس 2025 الموافق 03 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

الدكتور سمير غطاس: تياران يتنازعان القرار داخل حماس والشعب الفلسطيني يسدد الفاتورة

الرئيس نيوز

لا يكاد يتنفس الفلسطينيون الصعداء، حتى تُفاجئهم حكومة الاحتلال الإسرائيلي، برئاسة بنيامين نتنياهو المتهم بارتكاب جرائم إبادة في غزة، بقرارات تنسف جميع جهود التهدئة في غزة.

التفاصيل تكمن في وضع الاحتلال شروطا لبدء المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار، إذ تشترط حكومة نتنياهو تفكيك البنية التحتية العسكرية لحماس والفصائل الفلسطينية في غزة، فضلا عن إبعاد قيادات حماس عن القطاع المدمر، فيما تؤكد حماس أن نزع سلاحها أمرا مرفوضا جملة وتفصيلا، وأن ما فشل جيش الاحتلال في انتزاعه بالقوة لن ينتزعه بألاعيب السياسة.

فيما أعلنت حركة حماس قبولها بالمقترح المصري بتشكيل لجنة إسناد مجتمعي، مكونة من شخصيات عامة لا تنتمي إلى أي أحزاب سياسية، وتتبع تنظيميا السلطة الفلسطينية برئاسة الرئيس محمود عباس.

رئيس مركز "مقدس" للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سمير غطاس، يقول في تصريحات خاصة لـ"الرئيس نيوز": "حماس أصبح يتنازعها تياران رئيسيان، واحد يتزعمه خليل الحية رئيس حركة حماس في الخارج، وهو موالي لإيران هو وأسامة حمدان، والأخر التيار الإخواني برئاسة موسى أبو مرزوق وخالد مشعل، وهو التيار الذي يبدي مرونة في التفاوض مع الأمريكان في الدوحة بشأن سلاح الحركة ومستقبلها".

ولفت الدكتور غطاس إلى أن التيار الموالي لإيران هو المهيمن؛ لكون أنصاره هم من يقاتلون على الأرض، وفي إحدي مقابلات خليل الحية أهدى ما يعتبره نصرا إلى المرشد الإيراني على خامنئي، أما موسى أبو مرزوق فهو يتحرك بضوء أخضر أمريكي، إلى الدرجة التي سمحت أمريكا بتجنيس أولاده والسماح لهم بالإقامة في أمريكا، كل هذا والوحيد الذي يسدد تلك الفاتورة هم الشعب الفلسطيني.

وأشار غطاس إلى أن أبو مرزوق عبر عن معارضته للخط الحالي في الحركة إلى الدرجة التي قال فيها إنه لو كان يعلم ما آلت إليه الأمور في القطاع من قتل وهدم للمنازل لما كان سيوافق على تنفيذ عملية طوفان الأقصى، وكذلك قال في مقابلة مع صحيفة أمريكية إنه لا يريد أن يتحدث عن التقدم الحاصل في محادثات مستقبل الحركة وسلاحها، قبل أن يتراجع عن تلك التصريحات بضغط من تيار إيران.

وعن مقترح زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بإدارة مصر لقطاع غزة، يقول غطاس: "لم يكن ليظهر إلا بعد مماطلة نتنياهو في تحديد شكل اليوم التالي للحرب على غزة".

وأوضح أن مقترح إدارة مصر لقطاع غزة ليس اقتراحا للابيد وإنما هذا ما يعرف بالحل الإقليمي، مشيرًا إلى أن الدول الإقليمية الفاعلة لديها عدة مقترحات، بينها أن يعود قطاع غزة إلى الوصاية المصرية، مثلما كان الأمر أوقات النكبة الأولى، (الضفة إلى المملكة الأردنية الهاشمية، وغزة إلى مصر).

وأضاف رئيس مركز "مقدس": "الأوضاع ليست في صالح حماس، والتيار الذي يقوده موسى أبو مرزوق وخالد مشعل، يتفاوض مع أمريكا بشأن مستقبل حماس، في حين أن التيار المحسوب على إيران هو من يعرقل أي حلول تتعلق بخروج حماس من المشهد". 

ولفت إلى أن هذا التيار هو من علق بالرفض على تصريحات نائب الأمين العام لجامعة الدول العربية السفير حسام زكي، حينما طالب الحركة بالضرورة الخروج من المشهد في غزة، للحيلولة دون تنفيذ المخططات الإسرائيلية والأميركية بشأن غزة. 

واختتم الدكتور غطاس تصريحه قائلا: "من المؤكد أن القاهرة ستضغط للعودة إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وأن القمة العربية ستدعم قرارات تتعلق بالإعمار دون تهجير الفلسطينيين، وكذلك دعم عودة السلطة الفلسطينية لغزة عبر لجنة الإسناد المجتمعي".