القاهرة وروما تحددان ملامح الأجندة الاستراتيجية المشتركة: أمن وتجارة

سلطت صحيفة ديكود 39، ومقرها في بروكسل، الضوء على مباحثات الرئيس السيسي مع رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني لمناقشة آفاق التعاون الثنائي في مكالمة هاتفية، شملت التعليم والطاقة المتجددة والهجرة والأمن الإقليمي.
وقالت الصحيفة إن مشاركة إيطاليا مع مصر تعزز دورها الاستراتيجي في البحر الأبيض المتوسط وتتوافق مع أولويات الاتحاد الأوروبي. ومع قيادة القاهرة لمحادثات استقرار غزة بعد الحرب، فإن مشاركة إيطاليا يمكن أن تزيد من تشكيل الديناميكيات الإقليمية مع تعزيز بيانو ماتي لأفريقيا.
المشاركة الاستراتيجية. أجرت رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني والرئيس عبد الفتاح السيسي، الخميس، محادثة هاتفية لمناقشة المجالات الرئيسية للتعاون الثنائي.
تركزت المناقشات على التعليم والتدريب المهني والطاقة المتجددة والزراعة المستدامة - الركائز الأساسية لبرنامج "بيانو ماتي لكل أفريقيا" الإيطالي.
كما ناقش الجانبان إدارة الهجرة في إطار مذكرة التفاهم بين الاتحاد الأوروبي ومصر والأمن الإقليمي، وخاصة في منطقة الشرق الأوسط والبحر الأحمر.
لماذا هذا الأمر مهم؟ تعمل إيطاليا على تعزيز نفوذها الدبلوماسي والاقتصادي في منطقة البحر الأبيض المتوسط.
ويأتي هذا الارتباط مع مصر في أعقاب تفاعلات رفيعة المستوى مع الهند والإمارات العربية المتحدة، مما يعكس طموح روما في وضع نفسها كلاعب جيوسياسي رئيسي في خضم التحولات العالمية.
الصورة الأكبر. إن تواصل إيطاليا مع مصر يعزز الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الاتحاد الأوروبي والقاهرة، ويعزز التعاون في مجالات الهجرة والتجارة والأمن.
وفي حين تظهر ممرات جديدة مثل الممر الاقتصادي بين الهند والشرق الأوسط وأوروبا، تظل قناة السويس نقطة جوهرية عالمية أساسية للتجارة الأوروبية وسلاسل التوريد.
وتلعب إيطاليا دورًا رائدًا في تأمين طرق التجارة في البحر الأحمر، وتتولى حاليًا منصب قائد القوة في مهمة أسبيدس التابعة للاتحاد الأوروبي لمواجهة تهديدات الحوثيين للشحن التجاري.
ومع تعزيز إيطاليا لوجودها في البحر الأبيض المتوسط، فإن المشاركة المتزايدة مع مصر تمتد إلى ما هو أبعد من التعاون الثنائي - فهي تلعب دورا في الاستقرار الإقليمي الأوسع.
وتسعى القاهرة إلى وضع نفسها كلاعب رئيسي في استقرار غزة بعد الحرب، حيث اقترحت خطة إعادة الإعمار المدعومة عربيًا والتي من المقرر مناقشتها في اجتماع جامعة الدول العربية في الرابع من مارس المقبل.
ويشير تواصل مصر مع إيطاليا إلى محاولة لإشراك روما في المبادرة، والاستفادة من حضورها الدبلوماسي والإنساني الإقليمي.
وفي الوقت نفسه، ستعتمد المرحلة التالية من استراتيجية إيطاليا المتوسطية على قدرة برنامج بيانو ماتي على ترجمة الرؤية السياسية إلى مشاريع ملموسة، وتشكيل دور روما في أفريقيا ومنطقة البحر الأبيض المتوسط