الإثنين 03 مارس 2025 الموافق 03 رمضان 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

مسلسل "معاوية" يثير التساؤلات بين الرؤى السنية والشيعية

الرئيس نيوز
  • حسين إسماعيل: المهم هو كيف سيُقدَّم معاوية.. قائدٌ عظيم أم شخصية مثيرة للجدل؟

رغم مرور ما يقارب قرن على فتوى الأزهر الصادرة عام 1926، التي قضت بعدم جواز تجسيد الأنبياء والرسل والصحابة في الأعمال الفنية، لا يزال هذا الملف مفتوحًا، خاصة مع الجدل المتجدد حول مسلسل "معاوية" الذي تنتجه مجموعة MBC.

الناقد الفني حسين إسماعيل يرى أن القضية ليست فقط في اعتراض الأزهر، ولكن في كيفية تقديم شخصية تاريخية بحجم معاوية بن أبي سفيان، الذي يمثل نقطة فارقة في التاريخ الإسلامي، إذ يقول: "لسنا بصدد الحديث عن جواز أو عدم جواز تجسيد الشخصيات الدينية، فهذا جدل قديم، لكن السؤال الأهم الآن: أي رؤية ستتبناها الدراما في تقديم معاوية؟ هل ستقدمه كقائد وحد الأمة بعد الفتنة الكبرى كما تراه الرواية السنية؟ أم ستعرضه كحاكم انحرف بالخلافة نحو الملك الوراثي كما تراه الرواية الشيعية؟".

دراما الشخصيات الدينية.. من "يوسف الصديق" إلى "معاوية"

يعود إسماعيل بالذاكرة إلى عام 2011، عندما عرضت قناة ميلودي دراما المسلسل الإيراني "يوسف الصديق"، رغم اعتراض الأزهر، وهو ما فتح الباب أمام موجة واسعة من الأعمال الإيرانية التي تجسد شخصيات دينية. 

ويشير إلى أن 99% من الأعمال التي تناولت الأنبياء والصحابة هي إنتاجات إيرانية أو تتبع رؤى شيعية، مما يطرح تساؤلات حول تأثير الرؤية الدينية على المحتوى الفني.

ويضيف: "كان من اللافت أن مسلسل "يوسف الصديق" رغم اعتراضات الأزهر، حقق نجاحًا كبيرًا، وانتقل للعرض على العديد من القنوات العربية، واليوم، نرى السعودية، عبر MBC، تدخل هذا المجال من زاوية جديدة، لكن التساؤل الأساسي يظل قائمًا: كيف ستتم معالجة شخصية معاوية؟".

"معاوية".. بين التاريخ والتوجهات الفنية

ويؤكد إسماعيل أن المسلسل يضم صناعًا من خلفيات متعددة، حيث يحمل كل منهم رؤية دينية وفكرية مختلفة، بدءًا من المخرج طارق العريان، مرورًا بالمؤلف خالد صلاح، وصولًا إلى فريق التمثيل المتنوع.

ويقول حسين إسماعيل: "عندما يجتمع صناع عمل درامي من مدارس فكرية مختلفة، يكون التأثير واضحًا على الشكل النهائي. فهل سيتم تقديم معاوية كحاكم سياسي براغماتي، أم كخليفة يحمل رؤية دينية محددة؟ هل سيتم التركيز على الصراع السياسي، أم على الجانب الشخصي في حياته؟ هذا ما سنكتشفه عند مشاهدة العمل".

التاريخ برؤيتين.. أي صورة سيقدمها المسلسل؟

ويوضح إسماعيل أن الاختلاف بين الرواية السنية والشيعية حول معاوية ليس بسيطًا، بل هو جوهري ومؤثر على السرد الدرامي، إذ يقول: "بالنسبة للرؤية السنية، فإن معاوية هو الرجل الذي وحد الأمة الإسلامية بعد الفتنة الكبرى، بينما في الرواية الشيعية، يُنظر إليه كمنحرف عن مسار الخلافة، ومؤسس الحكم الملكي الوراثي في الإسلام".

ويضيف: "السنة يرون أن الخلاف بين علي ومعاوية كان بداية الفتنة الكبرى، بينما الشيعة يعتبرون أن معاوية تمرد على الخليفة الشرعي، حتى في تفاصيل أخرى مثل مقتل الحسن، هناك تضارب؛ فالسنة يؤكدون أن معاوية لا علاقة له، بينما الشيعة يتهمونه بتدبير مقتله".

في نهاية المطاف، يترك إسماعيل الباب مفتوحًا لتقييم العمل بناءً على رؤيته الفنية والتاريخية، قائلًا: "الأمر ليس فقط في صناعة مسلسل عن شخصية تاريخية، بل في كيفية تقديمها للجمهور. هل سيكون معاوية في المسلسل بطلًا أم شخصية جدلية؟ هل ستحافظ الدراما على الحياد، أم ستتبنى وجهة نظر معينة؟ هذا ما سيكشفه العرض".