نتنياهو يبحث المرحلة الثانية من اتفاق غزة ووفد إسرائيلي إلى القاهرة

عقد رئيس سلطات الاحتلال الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، اليوم الاثنين، اجتماعًا لمجلس الوزراء الأمني لبحث المرحلة الثانية من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية.
ووفقًا لوكالة الصحافة الفرنسية، قال مكتب نتنياهو، في بيان، إنّه أبلغ المبعوث الأمريكي الخاص إلى الشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، بشأن الاجتماع.
وتجدر الإشارة إلى أن نتنياهو التقى وزير الخارجية الأمريكي، ماركو روبيو، في وقت سابق من يوم الأحد، لبحث الهدنة في غزة، غداة سادس عملية تبادل رهائن ومعتقلين فلسطينيين بين إسرائيل وحركة حركة حماس.
وأبرز روبيو جبهة موحدة مع رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو ضدّ أعدائهما المشتركين، وصرَّح نتنياهو، خلال مؤتمر صحفي عقب اللقاء، بأنه ناقش مع وزير الخارجية الأمريكي «استراتيجية مشتركة» بشأن غزة. وقال: "لدينا استراتيجية مشتركة، ولا يمكننا دائمًا مشاركة تفاصيل هذه الاستراتيجية مع الجمهور؛ بما في ذلك متى ستُفتح أبواب الجحيم. ستُفتح بالتأكيد إذا لم يتم تحرير جميع رهائننا... سنقضي على القدرة العسكرية لحماس وحكمها السياسي في غزة".
وفي سياق متصل، وجَّه نتنياهو المفاوضين بالتوجِّه إلى القاهرة غدًا الاثنين لمناقشة "الاستمرار في تنفيذ المرحلة الأولى" من اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة، وفق مكتبه.
وقال مكتب نتنياهو، في بيان، إنَّه "أوعز للفريق المفاوض بالتوجه إلى القاهرة غدًا لمناقشة الاستمرار في تطبيق المرحلة الأولى من الاتفاق، مضيفًا: "بعد اجتماع مجلس الوزراء الأمني المقرَّر اليوم الاثنين، سيتلقّى الفريق توجيهات إضافية بشأن مفاوضات المرحلة الثانية".
وكان تنفيذ اتفاق وقف النار قد بدأ في 19 يناير بعد حرب مدمِّرة استمرَّت 15 شهرًا في قطاع غزة، عقب هجوم غير مسبوق على جنوب إسرائيل في 7 أكتوبر 2023.
وكادت الهدنة أن تنهار قبل أيام قليلة بعد أن هددت حركة حماس بتعليق إطلاق سراح الأسرى وتلويح إسرائيل باستئناف الحرب، وسط تبادل الجانبين الاتهامات بانتهاك الاتفاق.
لكن بعد جهود بذلها الوسطاء القطريون والمصريون، أطلقت حركة حماس، السبت، سراح ثلاثة رهائن إسرائيليين وأفرجت إسرائيل عن 369 معتقلًا فلسطينيًا.
انتهاك خطير
ومن بين 251 شخصًا خطفوا خلال هجوم حركة حماس في السابع من أكتوبر 2023، ما زال 70 محتجزين في غزة، 35 منهم لقوا حفتهم، وفق جيش الاحتلال، ومن جهته، ندَّد وزير الخارجية الأمريكي بـ«انحطاط حماس» التي تحتجز جثث رهائن في غزة.
وأضاف روبيو، الذي يجري أول جولة له في الشرق الأوسط ستقوده أيضًا إلى الإمارات، أن حركة حماس تلعب بالنار بعدم الإفراج عن جميع الرهائن، ومنذ بدء المرحلة الأولى من الهدنة التي يفترض أن تنتهي في الأول من مارس المقبل، أطلِق سراح 19 رهينة إسرائيلية و1134 معتقلًا فلسطينيًا.
ووفقًا للاتفاق، يتمّ خلال هذه المرحلة إطلاق سراح 33 رهينة محتجزين في غزة في مقابل 1900 معتقل فلسطيني في سجون إسرائيل، كما يجب على إسرائيل، التي تفرض حصارًا شاملًا على قطاع غزة منذ بدء الحرب، أن تسمح بدخول مزيد من المساعدات الإنسانية خلال المرحلة نفسها، وفق بنود الاتفاق.
ويفترض أن تشهد المرحلة الثانية من الاتفاق إطلاق سراح جميع الرهائن الأحياء وإنهاء الحرب. أما المرحلة الثالثة والأخيرة فستُخصص لإعادة إعمار غزة، وهو مشروع ضخم تقدر الأمم المتحدة كلفته بأكثر من 53 مليار دولار.
ولكن في مؤشر إلى هشاشة الهدنة، اتهمت حركة حماس إسرائيل، أمس الأحد، بارتكاب انتهاك جسيم وخطير، بعد غارة أدت إلى مقتل ثلاثة من رجال الشرطة في غزة. وزعم جيش الاحتلال أنه استهدف مسلحين.
وتتهم الحركة الفلسطينية إسرائيل أيضا بمنع إدخال المنازل المتنقلة ومعدات إزالة الأنقاض إلى قطاع غزة المدمر.
القضاء على حماس
أسفر هجوم حركة حماس على جنوب إسرائيل في السابع من أكتوبر2023، عن مقتل 1211 شخصًا معظمهم مدنيون، حسب تعداد وكالة الصحافة الفرنسية الذي يستند إلى بيانات إسرائيلية رسمية يشمل الرهائن ومن بينهم الذين قتِلوا أو توفوا خلال فترة احتجازهم في غزة.
وفي المقابل، أدى الهجوم الإسرائيلي على غزة إلى مقتل أكثر من 48 ألف شخص على الأقل، معظمهم مدنيون، وفق بيانات وزارة الصحة في غزة، ورغم إضعافها بشكل كبير، تحافظ حركة حماس التي تصنفها إسرائيل والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي كمنظمة إرهابية، على حضور قوي في غزة.
وأكد روبيو أنَّه يجب القضاء على حركة حركة حماس، وهو ما يتوافق مع الأهداف التي وضعها نتنياهو في بداية الحرب على قطاع غزة.
المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار
بعد اجتماعه مع روبيو في القدس، تحدَّث نتنياهو عن "استراتيجية مشتركة" مع ترمب بشأن مستقبل قطاع غزة، مرحِّبا بما وصفه بـ"الرؤية الجريئة" للرئيس الأمريكي الذي اقترح السيطرة على القطاع الفلسطيني ونقل سكانه إلى مصر والأردن اللتين عارضتا ذلك. وقال: "سنعمل على ضمان تحقيق هذه الرؤية".
واحتلت إسرائيل قطاع غزة بين عامي 1967 و2005 قبل أن تنسحب منه وتفرض حصارًا عليه بعد تولي حركة حماس السلطة. وظلت تحتل الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية والقدس الشرقية منذ عام 1967.
على صعيد متصل، قال نتنياهو إن إسرائيل ستتولى بدعم أمريكي "إنهاء المهمة" بشأن إيران المصدر الرئيسي لعدم الاستقرار في المنطقة، يأتي ذلك فيما أعلنت وزارة الدفاع الإسرائيلية وصول شحنة من القنابل الثقيلة الأمريكية خلال الليل إلى إسرائيل.