مخاوف تهجير فلسطيني غزة تمثل ضغطا على اتفاقية السلام بين مصر وإسرائيل

قالت صحيفة الشرق الأوسط، إن التوتر السياسي الناجم عن إصرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على تهجير سكان غزة الفلسطينيين إلى مصر والأردن يهدد بتقويض اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب.
ورفضت الدول العربية بشدة تصريحاته الصادمة في وقت سابق من هذا الشهر. ولم تؤد هذه التصريحات إلى إثارة التوترات مع إسرائيل فحسب، بل وأيضًا مع واشنطن التي ساعدت في التوسط في اتفاق السلام عام 1979، ونقلت وسائل إعلام أمريكية عن مسؤولين مصريين قولهم إن المعاهدة مهددة بسبب التوترات الحالية.
وكررت القاهرة التأكيد على أنها "جادة" في إعادة النظر في المعاهدة إذا مضى الأمريكيون والإسرائيليون قدمًا في خطتهم للتهجير التي تهدد الأمن المصري والإقليمي، وكانت مصر قد حذرت مرارًا وتكرارًا من أن التهجير القسري للفلسطينيين يهدد اتفاقيات السلام والاستقرار الإقليمي.
ورفضت وزارة الخارجية المصرية في وقت سابق من هذا الأسبوع تهجير الفلسطينيين، محذرة من تقويض "مكاسب السلام" في المنطقة، ومن المقرر أن تقدم مصر مقترحا شاملا لإعادة إعمار غزة يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم.
وكشف مسؤولون مصريون أن القاهرة أوضحت لإدارة ترامب وإسرائيل أنها ستقاوم أي مقترح يسمح بتهجير الفلسطينيين، وحذروا من أن معاهدة السلام مع إسرائيل ستكون في خطر في حال المضي قدما في مثل هذه الخطة، حسبما ذكرت وكالة أسوشيتد برس التي أكدت أن معاهدة السلام أدت إلى الاستقرار والتنمية في المنطقة، كما أكدت أن التطورات الحالية تهدد الاتفاقية.
ويحذر المتعقلون من المراقبين والخبراء من أن الأمريكيين والأوروبيين يدركون قيمة تلك المعاهدة بالنسبة للشرق الأوسط. وبدونها ستكون هناك إرهاب وحروب إقليمية، وتتبنى مصر مواقف متعقلة وتحافظ على اتفاقية السلام ولا تريد الحرب.
ويبدو حتى الآن أن إدارة ترامب غير مهتمة بالسلام، فلم يتحدث هو ولا إدارته عن ذلك منذ عودته إلى البيت الأبيض وهذا أمر مقلق، كما يبدو أن اتفاقية السلام تواجه أعظم تحد له منذ توقيعه عام 1979، كما يبدو أن ترامب، بناء على خلفيته كرجل أعمال براجماتي للغاية، من المرجح أن يوافق على اقتراح مصر بإعادة إعمار غزة دون تشريد أهلها، ومن ثم يرجح المراقبون أنه بات أقرب للموافقة على حلول وسط تحمي الحقوق المصرية والفلسطينية والعربية دون تهديد الأمن والسلام والاستقرار الإقليمي.