لماذا تحرك ملك الأردن في مقعده تعبيرا عن عدم الارتياح لتصريحات ترامب؟
![الرئيس نيوز]( /UploadCache/libfiles/22/6/600x338o/474.jpg)
تجنب أول زعيم عربي يزور البيت الأبيض منذ دعا الرئيس ترامب إلى فكرة السيطرة على غزة ونقل سكانها البالغ عددهم مليوني نسمة، المواجهة العلنية لكنه تجنب تأييد خطة ترامب التي رجحت صحيفة وول ستريت جورنال أنها غير قتابلة للتطبيق، كما رجحت الصجيفة الأمريكية أن القاهرة وعمان لن تقبلا بها على الإطلاق.
وفي جلسة كان من المفترض أن تكون مغلقة، ومع وجود العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني بجانبه يوم الثلاثاء في المكتب البيضاوي، فوجئ الملك بوجود الصحفيين، وبتعهد ترامب مرة أخرى "بالسيطرة" على غزة، مما دفع الملك عبد الله إلى التحرك بشكل غير مريح في كرسيه وكرر التأكيد على أن الحكومات العربية سترد بخطتها الخاصة لغزة بعد الحرب في وقت لاحق من الشهر الجاري، وعبر منصة X، كرر الملك رفض العالم العربي لفكرة ترامب ومبدأ تهجير الفلسطينيين من أرضهم.
وأكدت صحيفة الجارديان البريطانية أن الملك عبد الله رفض دعوة ترامب للأردن لاستقبال النازحين الفلسطينيين، ومن جانبها، رفضت مصر الفكرة أيضًا، قائلة إنها تخطط لتقديم رؤية لإعادة الإعمار في غزة حتى يتمكن الفلسطينيون من البقاء على الأرض.
واستمر ضغط دونالد ترامب على الملك عبد الله عاهل الأردن لاستقبال الفلسطينيين الذين سيتم تهجيرهم بشكل دائم بموجب فكرة الرئيس الأمريكي لتولي الولايات المتحدة قطاع غزة - حتى مع قول الملك إن بلاده تعارض بشدة هذه الخطوة.
وفي حديثه إلى جانب حاكم الدولة العربية في البيت الأبيض، أشار ترامب إلى أنه لن يتزحزح عن فكرته التي تنطوي على نقل سكان قطاع غزة الذين أصيبوا بالصدمة وتحويل المنطقة التي مزقتها الحرب إلى ما وصفه بـ "ريفييرا الشرق الأوسط".
وأثار ترامب غضب العالم العربي بقوله إن الفلسطينيين لن يتمكنوا من العودة إلى ديارهم بموجب اقتراحه لإعادة تطوير المنطقة، التي دمرتها إسرائيل، وأشارت الجارديان إلى أن النقل القسري التعسفي والدائم للسكان يعتبر جريمة بموجب اتفاقيات جنيف.
قال ترامب في المكتب البيضاوي: "سنأخذها. سنحتفظ بها، وسنعتز بها. سنجعلها تعمل في النهاية، حيث سيتم خلق الكثير من الوظائف للناس في الشرق الأوسط"، قائلًا إن خطته "ستجلب السلام" إلى المنطقة.
وقال الملك عبد الله لاحقًا إنه أكد على "موقف الأردن الثابت" ضد تهجير الفلسطينيين في غزة، وكذلك في الضفة الغربية المحتلة التي تحد بلاده، وأكد في منشور على أن "هذا هو الموقف العربي الموحد وإعادة بناء غزة دون تهجير الفلسطينيين ومعالجة الوضع الإنساني المزري يجب أن تكون الأولوية للجميع".
وعلى الرغم من آراء نظيره الأردني، قال ترامب إن الأردن، وكذلك مصر، ستوافق في النهاية على إيواء السكان النازحين من غزة. وتعتمد الدولتان على واشنطن للحصول على المساعدات الاقتصادية والعسكرية.
وقال ترامب: “أعتقد أننا سنحصل على قطعة أرض في الأردن. أعتقد أننا سنحصل على قطعة أرض في مصر. قد يكون لدينا مكان آخر، لكنني أعتقد أنه عندما ننتهي من محادثاتنا، سيكون لدينا مكان حيث سيعيشون بسعادة وأمان كبيرين”.
وتابع ترامب، الذي اقترح في وقت سابق أنه قد يفكر في حجب المساعدات عن الأردن، إنه لا يستخدم الدعم كتهديد، وأضاف ترامب: "نحن نساهم بالكثير من المال للأردن، ولمصر بالمناسبة - الكثير لكليهما. لكن ليس علي أن أهدد بذلك. أعتقد أننا فوق ذلك".
وقال الملك عبد الله في وقت سابق إنه يرفض أي تحركات لضم الأراضي وتشريد الفلسطينيين. وهو أول زعيم عربي يلتقي ترامب منذ طرح خطة غزة، وفي حين بدا الجانبان ودودين مع بعضهما البعض، فإن تعليقات ترامب حول غزة وضعت الملك عبد الله في موقف محرج، نظرًا للحساسية في الأردن تجاه مطالبة الفلسطينيين بحق العودة إلى الأراضي التي فر منها الكثيرون خلال الحرب التي أحاطت بإنشاء إسرائيل في عام 1948.
وبدا أن ترامب في مرحلة ما من الحديث أمام الكاميرات يحاول دفع الملك عبد الله إلى القول إنه سيستقبل الفلسطينيين من غزة، ولكن الملك أكد أنه سيفعل ما هو الأفضل لبلاده، لكنه قال إن الأردن سيستقبل 2000 طفل مريض من غزة للعلاج، وهو العرض الذي أشاد به ترامب، وقال، "الهدف هو كيفية جعل هذا العمل يعمل بطريقة جيدة للجميع"، وبدا الملك غير غير مرتاح، دون دعم أو معارضة صريحة لخطة ترامب في تلك اللحظة.