"نحن المستقبل".. اليمين المتطرف الأوروبي يستلهم سياسات ترامب
![الرئيس نيوز]( /UploadCache/libfiles/22/6/600x338o/181.jpg)
بات "لنجعل أوروبا عظيمة من جديد" شعارًا ناشئًا، يذكر من حيث صياغته بلازمة الرئيس الأمريكي "اجعلوا أمريكا عظيمة من جديد"، رفعه قادة كتلة "وطنيون من أجل أوروبا" في البرلمان الأوروبي، عنوانًا لتجمعهم في فندق قريب من مطار العاصمة الإسبانية.
ودعا تجمع لسياسيين اليمينيين، انطلق صباح أمس السبت، في مدريد إلى انعطافة كاملة لسياسة الاتحاد الأوروبي، وأكدت زعيمة التجمع الوطني الفرنسي مارين لوبن في كلمة أنه منذ انتخاب الرئيس الأمريكي "يشهد العالم وأوروبا تسارعًا في التاريخ"،مضيفة: "نحن نواجه تحولًا حقيقيًا" و"الاتحاد الأوروبي يبدو في حال صدمة".
ودعا كثير من قادة اليمين المتطرف الأوروبي، يتصدرهم رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان وزعيمة اليمين المتطرف الفرنسي مارين لوبن، في تجمع انطلق صباح أمس السبت في مدريد، إلى "انعطافة كاملة" لسياسة الاتحاد الأوروبي، مستلهمين سياسات دونالد ترامب.
ووافق مارين لوبن الرأي رئيس الوزراء المجري فيكتور أوربان بالقول، إن "إعصار ترامب غيّر العالم"، موضحًا "لقد انتهى عصر. بالأمس كنا مارقين. واليوم نمثل تيار الأغلبية".
"ترامب الهولندي"
وخلال اللقاء الذي نظمه حزب "فوكس" اليميني المتطرف الإسباني، يتعاقب على المنبر، إضافة إلى لوبن وأوربان، نائب رئيس الوزراء الإيطالي ماتيو سالفيني (ليغا) ورئيس الوزراء التشيكي السابق أندري بابيس وغيرت فيلدرز الملقب أحيانًا "ترامب الهولندي" الذي تصدر "حزب الحرية" بزعامته الانتخابات التشريعية التي جرت في نوفمبر (تشرين الثاني).
في المقابل غاب عن اللقاء "البديل من أجل ألمانيا" و"فراتيلي ديتاليا" بزعامة رئيسة الوزراء الإيطالية جورجيا ميلوني التي كانت الوحيدة بين القادة الأوروبيين التي حضرت مراسم تنصيب الرئيس الأمريكي، لانتماء الحزبين إلى كتل نيابية أوروبية أخرى.
وشارك في التجمع نحو ألفي شخص تمت دعوتهم إليه غداة مأدبة عشاء ضمت قادة "وطنيون من أجل أوروبا" وكيفن روبرتس رئيس "مؤسسة هيريتدج" الأمريكية المحافظة المتشددة للدراسات.
ويهدف التجمع، بحسب المنظمين، إلى "تحديد الاستراتيجية التي يجب اتباعها" في مواجهة المفوضية الأوروبية المتهمة بتشجيع "الهجرة غير النظامية"، و"التعصب المناخي".
" إعادة تشكيل التوازنات"
وقال ستيفن فورتي من جامعة برشلونة المستقلة لوكالة "الصحافة الفرنسية"، إن "مواطنون من أجل أوروبا" تريد بصورة أوسع "اغتنام الموجة التي أثارها فوز ترامب والصدمة التي تبعثها تدابيره في الاتحاد الأوروبي" من أجل إعادة تشكيل "التوازنات" داخل الاتحاد.
وأوضح الباحث أن هذا التكتل في البرلمان الأوروبي "لديه قاسم مشترك مع ترامب، هو أنه يريد إضعاف الاتحاد الأوروبي"، في إشارة إلى تهديدات ترامب بزيادة الرسوم الجمركية والرغبة في ضم منطقة غرينلاند الدنماركية، ما من شأنه أن يثير إحراجًا للأحزاب القومية في الاتحاد.
ولفت في المقابل إلى أن مواقف الرئيس الأمريكي يمكن كذلك أن تولد "توترات" بين مختلف مكونات اليمين المتطرف الأوروبي.
وفي حين لم يلق شعار "اجعلوا أوروبا عظيمة من جديد" استحسان محيطها وعده المقربون منها "فظًا"، أكدت لوبن أمام الصحافيين قبل بدء التجمع أن "فرنسا لا يمكنها أن تكون خاضعة للولايات المتحدة".
شدد الهولندي غيرت فيلدرز على أن "الرئيس ترامب هو بالنسبة لنا أخ في السلاح"، داعيًا إلى "استرداد" اليمين المتطرف في أوروبا، في إشارة إلى الحروب التي شنها ملوك إسبانيا الكاثوليك ضد المسلمين بين القرنين الثامن والخامس عشر.
مع ترامب، "نحن المستقبل"، هذا ما أكده فيكتور أوربان الذي يعد أحد أقرب حلفاء الرئيس الأمريكي في أوروبا.
ويوم تنصيب ترامب في الـ20 من يناير الماضي، أعلن رئيس الحكومة المجرية "جاء دورنا لاحتلال بروكسل!".
"استعراض قوة"
وبعيدًا من النزعة الترامبية، يرى المسؤولون السياسيون المشاركون أن قمة مدريد يجب أن تكون بمثابة "عرض قوة"، وفق ما أوضح ستيفن فورتي، مشيرًا إلى أن مجموعة "وطنيون من أجل أوروبا" تريد أن "تظهر موقعها المحوري في المنافسة" مع الكتل النيابية الأخرى.
وتعد الكتلة 86 نائبًا بينهم 30 ينتمون إلى التجمع الوطني الفرنسي، من أصل 720 نائبًا في البرلمان الأوروبي، مما يجعل منها القوة الثالثة في البرلمان الأوروبي منذ الانتخابات الأوروبية في يونيو 2024.
ولكنها تجد نفسها في موقع منافسة مع مجموعتين أخريين من اليمين المتطرف في بروكسل وستراسبورغ، المحافظون والإصلاحيون الأوروبيون (80 نائبًا)، بقيادة حزب جورجيا ميلوني، مجموعة أوروبا الدول ذات السيادة (26 نائبًا) التي تضم حزب البديل من أجل ألمانيا.