سحب كتاب “كاملات عقل ودين” من معرض القاهرة يثير جدلًا واسعًا.. ما القصة؟
أثار سحب كتاب “كاملات عقل ودين” من معرض القاهرة الدولي للكتاب موجة واسعة من الجدل على منصات التواصل الاجتماعي، حيث اعتبره كثيرون نوعًا من التضييق على حرية الفكر والتعبير.
وأعرب رواد السوشيال ميديا عن استيائهم من القرار، معتبرين أن النقاش الفكري ينبغي أن يكون عبر الحوار والنقد، وليس من خلال المنع والإقصاء.
الكتاب الذي أثار الجدل يناقش قضايا دينية واجتماعية متعلقة بمكانة المرأة في الإسلام، وقد تعرض لانتقادات حادة من بعض التيارات الفكرية، في حين دافع عنه آخرون باعتباره يقدم قراءة مختلفة للنصوص الدينية.
وسط هذه المعركة الفكرية، برزت تعليقات كثيرة على الأمر منهم هاجر الشرقاوي التي دافعت عن الكتاب وانتقدت ما وصفته بـ”التعامل الانتقائي مع الأحاديث النبوية” من قبل بعض المنتقدين.
الشروقاوي ترد: تعلموا قبل أن تحكموا
في تعليق لها على الجدل الدائر، قالت هاجر الشروقاوي: “عارفين لو الكتاب كان اسمه ‘كاملات’ فقط، وتناول الحديث الشريف: ‘لم يكمل من النساء إلا أربعة، ودعا الفتيات للاقتداء بهذه النماذج، هل كان سيواجه نفس الهجوم؟”.
وأضافت: “هناك من يرفضون أحاديث صحيحة بحجة أنها ‘أحاديث آحاد’، في حين أن أشهر حديث في الإسلام وهو ‘إنما الأعمال بالنيات’ هو أيضًا حديث آحاد، لكنه في أعلى درجات الصحة، المشكلة أن البعض يردد مصطلحات دون فهمها، ولو بحثوا قليلًا لعرفوا أن علم الحديث بحر واسع يحتاج إلى دراسة معمقة وصبر شديد”.
وتابعت الكاتبة: “درست في أكاديمية الحديث لمدة سنتين، وأدركت خلالها حجم الجهل الذي نعاني منه في التعامل مع السنة النبوية. لا يمكن لأي شخص أن يستدرك على الإمام البخاري أو يشكك في منهجيته دون امتلاك أدوات علمية رصينة. من يطلق هذه الأحكام عادة ما يكون متأثرًا بمشاكل شخصية أو أزمات نفسية، لكن لا ينبغي تحميل الدين هذه الأعباء”.
بينما قالت هدي محمد:"في أنباء تتردد عن أن في كتاب لكاتبة تُدعى أسماء عثمان الشرقاوي، تم سحبه من معرض الكتاب لأنه يحمل عنوان "كاملات عقل ودين"! طبعًا في هجوم شديد عليها من النساء الحوريات الفاضلات قبل الرجال، وبعد بحث بسيط في الأمر عرفت أن الأستاذة أسماء الشرقاوي تجرأت وناقشت في كتابها ضعف حديث "ناقصات عقل ودين"، وتناولت كمان كتب البخاري ونقد أحاديث! الحقيقة، المزايدات بين المؤمنين فقرة مسلية ومحببة إلى قلبي جدًا.
واستكملت: "عن نفسي، بتخيل الأمر كمشهد سينمائي داخل كهفٍ ما، يجلس فيه عدد من ذوي الأفهام حول طاولة، يناقشون أمرًا عجيبًا جدًا تجاوزه الزمن والكون كله خارج كهفهم المظلم، وعقولهم الأظلم. ولكنهم معتقدون أن المسألة غاية في الخطورة، وربما تؤثر بشكلٍ ما على حركة الكون والكواكب… وأنا أتابع المشهد في انتظار أن تتلطف علينا الطبيعة ويتطربق الكهف على دماغهم ونخلص".
الجدل بين حرية الفكر واحترام التراث
قضية سحب الكتاب أعادت الجدل الأزلي بين حرية التعبير وضوابط تناول القضايا الدينية.
ففي حين يرى البعض أن النقد العلمي حق مشروع، يرى آخرون أن بعض الأطروحات تفتقد للأسس العلمية وتجنح نحو التشكيك في الثوابت بطريقة غير منهجية.