الإثنين 27 يناير 2025 الموافق 27 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

توطين الفلسطينيين بمصر.. مقترح ترامب يثير الغضب على مواقع التواصل الاجتماعي

الرئيس نيوز

أثار المقترح الأمريكي بتهجير فلسطينيي قطاع غزة إلى مصر والأردن غضب الوسط السياسي المصري، مؤكدين أنه في حال نقل الفلسطينيين إلى خارج القطاع لن تكون هناك دولة فلسطينية. ذلك المقترح رفضته مصر مرارا تكرارا بأنها لن تسمح بتصفية القضية الفلسطينية.

النائب محمود بدر: القيادة المصرية لن تقبل التهجير مهما كانت الضغوط

النائب محمود بدر عضو مجلس النواب أكد أن كل الضغوط التي تتعرض لها مصر سواء اقتصادية أو حتى طريق الإخوانجية ومراكيبهم هدفها الرئيسي تمرير ملف تهجير الفلسطينيين وضرورة قبول مصر والأردن للفلسطينيين في أراضيهم.

وقال في منشور على صفحته بـ"فيس بوك": “اللي واثق ومتأكد منه أن القيادة المصرية اللي حذرت من أول يوم من التهجير مش هتقبل بيه مهما كانت الضغوط واللي واثق منه أكتر أن في ضهرها الجيش المصري العظيم والشعب المصري الشريف الصابر اللي مش هيفرط في حباية رمل من أرضه مهما كانت التكاليف، وإن المصريين هيتوحدوا تاني زي أيام ٣٠ يونيو و٣ يوليو على هدف واحد وكلمة واحدة”.

منير الجاغوب يصف المقترح الأمريكي بـ"الابتزاز"

ووصف السياسي الفلسطيني منير الجاغوب المقترح الأمريكي بالابتزاز بغزة، قائلا: “بدأ اللعب في القطاع والتهجير الطوعي”.

هاني توفيق: مصر لن تقبل إجهاض القضية الفلسطينية بأى مقابل

وفيما يتعلق بالإغراءات الاقتصادية التي قد تقدمها الولايات المتحدة لمصر لقبول مقترح تهجير الفلسطينيين، أكد الخبير الاقتصادي هاني توفيق، أن مصر لن تقبل إجهاض القضية الفلسطينية بأى مقابل. 

وقال توفيق إن ترامب يتحدث عن استمرار الدعم المالى لمصر والأردن مقابل استضافة فلسطينيين. وأؤكد ماقلته مسبقا: عهدى بالكيان المحتل أنه سيتلكك وينهى الهدنة بمجرد استعادة أسراه، ويعيد احتلال غزة بدعم أمريكي.

خالد عكاشة: تبني الولايات المتحدة الرسمية لهذا الطرح خطير

وفي هذا الصدد، أكد الدكتور خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن تبني الولايات المتحدة الرسمية لهذا الطرح خطير جدا، ويقوض درجة الاستقرار الهشة التي توصل لها الإقليم بشق الأنفس.

وقال عكاشة إنه بعد أن أفشلت مصر تهجير الفلسطينيين من قطاع غزة بالحرب منذ أكتوبر 2023، يأتي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب؛ ليجرب - ويضغط - في اتجاه الهجرة الطوعية من غزة إلى الأردن، وقد تحدث مع الملك عبد الله في ذلك بالأمس، ومن غزة إلى مصر، وقد أعلن عن نيته طرح ذلك في أول اتصال سيجريه مع الرئيس السيسي اليوم الأحد.

حسن حافظ: مصر ستتعرض لضغوط هائلة في الفترة المقبلة

وفي السياق، قال الكاتب الصحفي والباحث السياسي حسن حافظ، إن مصر ستتعرض لضغوط هائلة في الفترة المقبلة أمريكية خليجية، لحلحلة الكتلة السكانية الكبيرة للفلسطينيين في غزة، عبر استقبال أبناء القطاع، بعد أن نجحت الوحشية الإسرائيلية في جعله مساحة غير قابلة للاستخدام الآدمي، ودمرت قدرة حماس على المقاومة الرادعة بعد انتهاء مخزون الصواريخ. هذه كانت أهداف الحرب العليا التي تم تنفيذها بالكامل، وعليها ستبدأ الفصول التالية من ملف تصفية القضية.

وأضاف حافظ في منشور على صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي “فيس بوك”: “مع ترامب سيعرف الذين تحدثوا عن هذيان الانتصار وحلاوة اللقطة مرارة هزيمة أكبر من أي كلمات جوفاء”.

وتابع: “لو الشعوب حية بعيدا عن جهاد الفضاء الأزرق، والعلاقة أكثر صحة بينها وأنظمتها السياسية كانت الأمور ستتغير في دنيا العرب إلى الأفضل، لكن انعزال الطرفين، وحالة التعبير عن الغضب في ما بعد السوشيال ميديا، يجعل الأمور في التحليل النهائي تميل إلى التشاؤم، فلا فعل على الأرض لتغيير المسارات الحالية”. 

واستكمل: “لا أعرف موقف أهالي غزة من مثل ذلك المقترح، لن ألومهم أو أزايد عليهم، تحملوا ما لم يتحمله أحد ورأوا العذاب بكل صوره البشعة، ولم نكن على قدر المسؤولية كشعوب لإسنادهم لكي نقول لهم أفعلوا ولا تفعلوا”.

واختتم قائلا: “رغم ظروف مصر الاقتصادية السيئة، إلا أن الدولة المصرية قاومت مقترحات التهجير وأفشلتها منذ بدء حرب الإبادة ضد الإنسانية على الفلسطينيين، أي لأكثر من سنة كاملة”.

عمار علي حسن: ليس كل ما يتمناه ترامب سيدركه 

وفي السياق ذاته، علق الباحث السياسي عمار علي حسن، على المقترح الأمريكي، قائلا: "ليس كل ما يتمناه ترامب سيدركه، ولا كل ما سيسعى إليه يبلغه، فداخل الولايات المتحدة نفسها، وبعد عشر سنوات من انهيار الاتحاد السوفيتي، ظهر علماء وساسة أمريكيون يتحدثون عن "حدود القوة"، وبعدها جربت أمريكا فرض ما تريد في أفغانستان ثم العراق ولم تنجح. في النهاية العالم ليس ساحة مفتوحة لعبث ترامب أو استيعاب شطحاته أو نزواته، أو سد نهمه إلى المال والنفوذ والمجد الشخصي الزائف".

وأضاف في منشور على صفحته الرسمية بـ"فيس بوك": "كل العالم يفهم هذا، حتى الدول الصغرى. يا أيها المتنكرين لعبرة التاريخ أو الغافلين عنها، أنصتوا إلى المصري صاحب الحكمة الذي صك عبارة "اللي متغطي بالأمريكان عريان" فتغطوا بشعوبكم لتنعموا بالدفء".

اللواء سمير فرج: مصر رفضت عرضا أمريكيا تاريخيا مقابل تهجير الفلسطينيين

وسبق أن كشف اللواء سمير فرج المفكر الاستراتيجي، في تصريحات متلفزة، عن أن الولايات المتحدة عرضت على مصر مئات مليارات الدولارات مقابل استقبال الفلسطينيين في سيناء وبناء مدينة لهم، وتم رفع العرض إلى 450 مليار دولار وسداد ديون مصر، إلا أن القاهرة رفضت.

وأكد أن وقف مخطط تهجير الفلسطينيين سوف يُحسب للرئيس السيسي في السنوات القادمة، لأنه في حال تهجير الفلسطينيين إلى سيناء وحصول إسرائيل على الأرض، لن تكون هناك دولة فلسطينية.

وشدد على أن الاتفاق على وقف إطلاق النار تم، وأن الفلسطينيين سيبقون على أرضهم في قطاع غزة بقرار من رئيس مصر، موضحًا أن جماعة الإخوان الإرهابية كانت أعطت وعدًا للفلسطينيين بنقل مليوني منهم إلى سيناء.

تفاصيل المقترح الأمريكي

يذكر أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب استعرض، السبت، أمام الصحفيين على متن الطائرة الرئاسية "إير فورس وان" الرئاسية مقترحا لما أسماه "تطهير" غزة، داعيا مصر والأردن لاستقبال فلسطينيي القطاع من أجل إحلال السلام في الشرق الأوسط.

وأشار ترامب إلى أنه ناقش المسألة مع ملك الأردن عبدالله الثاني ومن المقرر بأن يبحثها أيضا مع الرئيس عبد الفتاح السيسي الأحد، قائلا: "أرغب بأن تستقبل مصر أشخاصا. أرغب بأن يستقبل الأردن أشخاصا".

وأضاف: "نتحدث عن مليون ونصف مليون شخص لتطهير المنطقة برمتها. كما تعلمون، على مر القرون، شهدت هذه المنطقة نزاعات عديدة. لا أعرف ولكن يجب أن يحصل أمر ما".

وأفاد ترامب بأن نقل سكان غزة يمكن أن يكون "مؤقتا أو طويل الأجل". وأضاف "أنه مكان مدمر حرفيا الآن، كل شيء مدمر والناس يموتون هناك". واستكمل "لذا، أفضل التواصل مع عدد من البلدان العربية وبناء مساكن في مكان مختلف حيث قد يكون بإمكانهم العيش بسلام".