وقف إطلاق النار بقطاع غزة يحفز أنشطة الإغاثة الكبرى في مصر
تتحد منظمات المجتمع المدني والمواطنون المصريون لمساعدة الفلسطينيين بعد 15 شهرًا من الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على قطاع غزة، وفقًا لموقع ريليف ويب.
وأدى وقف إطلاق النار الذي دخل حيز التنفيذ في قطاع غزة إلى تحفيز حركة إنسانية إغاثية ضخمة في مصر، حيث تتسابق منظمات المجتمع المدني مع بعضها البعض من أجل دعم الفلسطينيين الذين نجوا من 15 شهرًا من الحرب الإبادة الجماعية الإسرائيلية على غزة.
وتسعى المنظمات إلى تجميع أكبر قدر من المساعدات الإنسانية والإغاثية تمهيدًا لإرسالها إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم، وهو نقطة الحدود المخصصة لدخول البضائع إلى غزة في شبه جزيرة سيناء المصرية الواقعة شمال شرقي البلاد والتي تشترك أيضًا في الحدود مع إسرائيل ويستمد هذا النشاط الإغاثي الإنساني قوته من موجة التعاطف الكبيرة بين المصريين العاديين مع الفلسطينيين في غزة.
موجة التطوع
بدأت نقابة الأطباء، حملة تطوعية لأعضائها الراغبين في السفر إلى غزة لتشغيل المستشفيات المتبقية في الأراضي الفلسطينية.
ولم يترك سوى عدد قليل من مستشفيات القطاع الساحلي للعمل جزئيًا في أعقاب الهجوم الإبادي الذي شنته إسرائيل على غزة لمدة 15 شهرًا، والذي استهدف بشكل خاص قطاع الصحة في غزة تحت مزاعم أن عملاء حماس لجأوا إلى نفس المستشفيات وخزنوا فيها الأسلحة والصواريخ.
وأدت الهجمات على المستشفيات إلى مقتل أكثر من 1000 عامل في مجال الرعاية الصحية، مما تسبب في معاناة قطاع الرعاية الصحية في غزة من نقص حاد في الممارسين الطبيين.
وقال عضو بارز في مجلس إدارة النقابة إن نحو 2000 طبيب تقدموا بطلبات للسفر إلى غزة حتى الآن كما توقع إقبالًا أكبر بكثير من الأطباء على التقديم خلال الفترة المقبلة، وسط رغبة الجميع في المشاركة في هذا الجهد الإنساني الكبير، وأضاف أن "أعداد المتطوعين ستتضاعف وربما تتضاعف ثلاث مرات بعد وصول أول مجموعة من الأطباء إلى غزة ".
وفي تنظيم هذه الحملة التطوعية، تقوم النقابة بتنسيق التخصصات الأكثر احتياجًا في غزة مع المسؤولين الصحيين الفلسطينيين، وأخطر المسؤولون النقابة بالفعل بأن غزة في حاجة ماسة إلى جراحي العظام، وأطباء الأطفال، والجراحين العامين، وجراحي الأوعية الدموية، وجراحي الأعصاب، وجراحي الرعاية الحادة، إلى جانب أخصائيي الطوارئ، وأطباء التخدير، وأخصائيي الرعاية الحرجة.
ولجذب هذه التخصصات أطلقت النقابة تطبيقًا إلكترونيًا للأطباء الراغبين بالسفر إلى غزة، وبالإضافة إلى تنظيم حملة تطوعية، تسعى الجمعية الطبية إلى تجميع كمية كبيرة من المساعدات الإنسانية والإغاثية تمهيدًا لإرسالها إلى غزة.
وأعلنت نقابة الأطباء أن المساعدات ستشمل الأدوية والمستلزمات الطبية والأغذية، وهي كلها احتياجات سكان غزة.
جهد وطني
ويبدو أن جهود الإغاثة التي تبذل في مصر من أجل غزة لا تقتصر على المجتمع المدني، ويشارك الناس العاديون أيضًا طواعية في نفس الجهود، معتبرين أن مهمة مساعدة سكان الأراضي المجاورة التي مزقتها الحرب واجب وطني.
وشارك المصريون من مختلف مناحي الحياة وفي جميع أنحاء هذا البلد المكتظ بالسكان في جهود الإغاثة إلى غزة، حيث يجمعون مئات الأطنان من المواد الغذائية والإمدادات ويرسلونها إلى القطاع الفلسطيني، ولكن هذا لا يشكل مجرد جهد يبذل تعاطفًا مع الفلسطينيين في غزة. فعلى مستوى صنع القرار في مصر، يُنظَر إلى نفس جهود الإغاثة باعتبارها قضية أمن قومي.
واتخذت مصر، التي حذرت مرارا وتكرارا من احتمال تحويل إسرائيل لغزة إلى مكان غير صالح للعيش، كل التدابير لمنع نزوح سكان هذه المنطقة المجاورة إلى سيناء، خاصة مع دعوة العديد من السياسيين الإسرائيليين من اليمين المتطرف إلى إخلاء غزة وضمها.
كما حذرت مصر من احتمال إخلاء غزة من سكانها ونقل 2.3 مليون نسمة إلى سيناء مرارا وتكرارا خلال العام الماضي، مشيرة إلى التأثير الذي قد يخلفه ذلك على معاهدة السلام التي أبرمتها مع إسرائيل عام 1979.
وفي وقت سابق من هذا الأسبوع، دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي إلى إطلاق حملة كبرى لإعادة إعمار غزة لجعل الأراضي الفلسطينية صالحة للسكن ومناسبة للعيش لشعبها.
ودخلت إلى غزة عبر معبر كرم أبو سالم نحو 300 شاحنة محملة بجميع أنواع الإمدادات، بما في ذلك الغذاء والإمدادات الطبية ومياه الشرب والوقود.