السبت 04 يناير 2025 الموافق 04 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

11 عامًا على رحيله.. السيناريست ممدوح الليثي إرث سينمائي ودرامي خالد

الرئيس نيوز

تحل اليوم، الأول من يناير 2025، الذكرى الحادية عشرة لرحيل السيناريست والمنتج الكبير ممدوح الليثي، الذي يُعدُّ واحدًا من أعمدة السينما والدراما المصرية والعربية. 

شكل الليثي، بمسيرته الغنية، نموذجًا فريدًا للمبدع الشامل الذي جمع بين الكتابة السينمائية والإنتاج والإشراف الفني على أبرز الأعمال التي تركت بصمتها في وجدان الجمهور.

وُلد ممدوح الليثي في 10 ديسمبر 1937، وحصل على ليسانس الحقوق من جامعة عين شمس عام 1960، ثم على دبلوم معهد السينما عام 1964، بدأ حياته العملية ضابطًا في الشرطة، متنقلًا بين القاهرة والفيوم، قبل أن يتخلى عن هذا المسار عام 1967 ليلتحق بالمجال الذي عشق، وهو الإعلام والفن. 

منذ البداية، ظهرت موهبته في الكتابة من خلال القصص القصيرة التي نُشرت في مجلات مثل "روزاليوسف" و"صباح الخير"، حيث كان يكتب بابًا ثابتًا بعنوان "عسكر وحرامية".

محطات فنية بارزة

أسس الليثي لنفسه مكانة متميزة في عالم السيناريو، فكان واحدًا من ألمع كتاب هذا الفن في السينما المصرية. تميزت أعماله بعمقها الدرامي وقدرتها على تجسيد القضايا الاجتماعية والإنسانية، من بين أبرز الأفلام التي كتبها "ميرامار"، الذي استلهمه من أدب نجيب محفوظ ونال عنه جائزة الدولة التقديرية في السيناريو. 

كما قدم مجموعة من الأعمال التي أصبحت أيقونات في السينما المصرية، منها "ثرثرة فوق النيل"، "السكرية"، "الكرنك"، "المذنبون"، و"أميرة حبي أنا".

لم يقتصر تأثير الليثي على السينما فحسب، بل امتد إلى الدراما التلفزيونية، حيث قدم العديد من المسلسلات التي لا تزال محفورة في ذاكرة المشاهدين، منها "ليالي الحلمية"، "المال والبنون"، و"نصف ربيع الآخر"، كما ارتبط اسمه بفوازير شريهان ونيللي، التي جمعت بين الفن الاستعراضي والدراما.

دور إداري وريادي

إلى جانب إبداعه الفني، شغل ممدوح الليثي مناصب قيادية ساهمت في تطوير الإنتاج الدرامي والسينمائي في مصر، كان رئيسًا لقسم السيناريو في التلفزيون المصري عام 1967، ثم مراقبًا للنصوص والسيناريو، إلى أن أصبح رئيسًا لقطاع الإنتاج في اتحاد الإذاعة والتلفزيون عام 1985، وخلال فترة رئاسته لهذا القطاع، شهدت الدراما المصرية طفرة نوعية بفضل إشرافه على إنتاج أعمال مميزة جمعت بين الأصالة والإبداع.

كما يعود له الفضل في تأسيس مدينة الإنتاج الإعلامي وجهاز السينما، وهما من المعالم البارزة في بنية الإعلام المصري.

حرص الليثي على استقطاب أهم الكتاب والمخرجين والممثلين للعمل في هذه المشروعات، مما عزز مكانة مصر كواحدة من أهم مراكز الإنتاج الفني في العالم العربي.

حصل الليثي على العديد من الجوائز والتكريمات تقديرًا لعطائه الفني. نال جائزة الدولة التقديرية في الفنون من المجلس الأعلى للثقافة عام 1992، إلى جانب جوائز من وزارة الثقافة عن أفلام مثل "السكرية"، "أميرة حبي أنا"، و"المذنبون".

إرث فني خالد

رغم مرور أحد عشر عامًا على رحيله، لا تزال أعمال ممدوح الليثي تلهم الأجيال الجديدة من المبدعين، أسهمت أفلامه ومسلسلاته في توثيق مراحل مهمة من التاريخ المصري، كما عبرت عن هموم المجتمع وتطلعاته.

في ذكرى رحيله، يحيي التلفزيون المصري والإذاعة المصرية احتفالية خاصة، تتضمن لقاءات مع شخصيات فنية وثقافية عاصرت الليثي وساهمت في مسيرته، كذلك تُعرض مختارات من أبرز أعماله التي أثرت في الوجدان المصري والعربي.

إن إرث ممدوح الليثي ليس مجرد قائمة من الأعمال الفنية، بل هو شهادة على قدرة الفن على أن يكون مرآة للواقع وأداة للتغيير، تظل ذكراه حية في قلوب عشاق السينما والدراما، وفي كل عمل يحمل بصمته الفريدة.

11609221-cee5-4bc4-a093-e8f991fbb743
11609221-cee5-4bc4-a093-e8f991fbb743
52c80a24-30ca-448a-8d11-78a917bd5a3b
52c80a24-30ca-448a-8d11-78a917bd5a3b
76f31093-607d-4ebf-ab4d-467997228c85
76f31093-607d-4ebf-ab4d-467997228c85
e431a139-74a7-4ce1-8e2a-143c3f580ac8
e431a139-74a7-4ce1-8e2a-143c3f580ac8
34278030-f2e4-441f-af2f-7c0683450c25
34278030-f2e4-441f-af2f-7c0683450c25
287c2cb9-7305-4efb-92b6-1b05148f92fc
287c2cb9-7305-4efb-92b6-1b05148f92fc