السبت 04 يناير 2025 الموافق 04 رجب 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
تقارير

أبناء غزة في مصر يأملون بالسلام والعودة مع بدء العام الجديد

الرئيس نيوز

"مع حلول العام الجديد، نصلي من أجل السلام في غزة"، هكذا عبر عنه باسم مدحت، وهو لاجئ فلسطيني فر من القطاع الذي مزقته الحرب، عن مشاعر الآلاف الذين يسعون الآن إلى اللجوء في مصر.

وكان مدحت، 59 عامًا، صاحب مطعم ناجح في غزة. والآن يدير مطعمًا متواضعًا في قلب القاهرة، حيث توفر رائحة التوابل وطعم الوطن المألوف للعديد من رفاقه الفلسطينيين في القاهرة ملاذًا مريحًا، وفقا لصحيفة تشاينا دوت كوم.

وبعد أن اضطر إلى التخلي عن أعماله المزدهرة، وفيلا مريحة، وسياراته، وصل مدحت إلى مصر في شهر مارس مع زوجته وسبعة أطفال.

وقال بنبرة حزينة "تركنا كل شيء خلفنا، لكننا لم نفقد الأمل. هذا العام، نصلي من أجل انتهاء القتال، ومن أجل فرصة العودة إلى غزة وإعادة بناء حياتنا".

تشن إسرائيل هجومًا واسع النطاق على قطاع غزة ردًا على الهجوم الذي شنته حماس عبر الحدود الجنوبية لإسرائيل في 7 أكتوبر 2023، والذي قُتل خلاله حوالي 1200 شخص واختطف حوالي 250 رهينة. 

ووفقًا للسلطات الصحية في غزة، تجاوز عدد الشهداء الفلسطينيين بسبب الهجمات الإسرائيلية المستمرة على غزة منذ اندلاع الصراع 45 ألفًا.

وبحسب وزارة الخارجية الفلسطينية، فإن عدد الفلسطينيين الواصلين من قطاع غزة إلى مصر منذ 7 أكتوبر 2023، بلغ أكثر من 100 ألف، إضافة إلى آلاف آخرين كانوا موجودين في مصر قبل بدء الحرب.

وبثت همسات إمكانية التوصل إلى وقف إطلاق النار في أوساط الجالية الفلسطينية في القاهرة شعورًا متجددًا بالتفاؤل. ويتمسك مدحت، مثل كثيرين غيره، بإمكانية العودة، ويتخيل غزة حيث يمكن لأطفاله أن يكبروا في أمان، حيث تحل أصوات الضحك محل دوي القنابل.

وقال لوكالة أنباء شينخوا "نحلم بغزة حيث يمكن لأطفالنا أن يعيشوا طفولة طبيعية، حيث يمكنهم الذهاب إلى المدرسة دون خوف، حيث يمكنهم اللعب في الشوارع دون تهديد القنابل".

وتتشابك آمال مدحت وآلاف الفلسطينيين الآخرين في مصر مع مصير وطنهم.

وتحدثت شينخوا إلى هبة هاشم، وهي شابة فلسطينية تدرس الطب في القاهرة، وشاركت هذا الشوق إلى مستقبل سلمي. ورغم امتنانها للأمان الذي وجدته في مصر، إلا أن قلبها يتألم على أسرتها وأصدقائها الذين ما زالوا محاصرين في غزة.

"أشعر بالقلق عليهم كل يوم"، تحدثت هبة بصوت متوتر من القلق وأضافت: "الأخبار الواردة من غزة مدمرة. لكن لدي أمل في أن يكون هذا العام مختلفًا. هذا العام، سنرى السلام يعود إلى غزة".

وتحلم هاشم، التي كانت في مصر قبل بدء الحرب، باستخدام مهاراتها الطبية لمداواة جروح الحرب، والمساهمة في إعادة بناء وطنها.

وأعربت الشابة الفلسطينية عن أملها في رؤية غزة حيث "المستشفيات مخصصة للمرضى، وليس لضحايا الحرب".

وقالت بإصرار: “أريد أن أكون جزءًا من الحل. أريد المساعدة في إعادة بناء غزة، وخلق مستقبل أفضل لشعبنا. هذا العام، آمل أن أرى هذا الحلم يتحول إلى حقيقة”.