هآرتس: إغلاق مستشفى كمال عدوان جزء من استراتيجية إسرائيل لتفريغ شمال غزة
ذكرت صحيفة هآرتس الإسرائيلية أن إغلاق مستشفى كمال عدوان في غزة يأتي ضمن استراتيجية إسرائيلية تهدف إلى تفريغ شمال غزة من المدنيين بشكل كامل.
وفي التفاصيل، اقتحمت قوات الاحتلال، الجمعة، مستشفى الشهيد كمال عدوان شمال قطاع غزة، وأضرمت النيران فيه، واحتجزت أكثر من 350 شخصا داخله، بينهم مرضى ومدير المستشفى حسام أبو صفية.
وبحسب صحيفة "هآرتس"، أكد جيش الاحتلال الإسرائيلي أنه لن يسمح للمستشفى باستئناف عملياته.
وأشارت الصحيفة أيضًا إلى أن الجيش قطع خلال العمليات العسكرية في جباليا خطوط الاتصال بين مدينة غزة ومنطقة شمال القطاع.
وفي حين ينفي الجيش الإسرائيلي تنفيذ ما يسمى " خطة الجنرالات "، أشارت صحيفة هآرتس إلى أن جوانب من الخطة تبدو وكأنها قيد التنفيذ.
وتتضمن الخطة المنسوبة إلى رئيس مجلس الأمن القومي الإسرائيلي السابق جيورا إيلاند، إخلاء شمال غزة بالقوة من الفلسطينيين، وفرض الحصار، ووضع المقاومة المسلحة أمام خيار صعب: الاستسلام أو الموت.
منذ الخامس من أكتوبر، واصلت القوات الإسرائيلية ارتكاب أعمال الإبادة الجماعية والتهجير القسري والتجويع ضد نحو 80 ألف فلسطيني محاصرين في جباليا وبيت حانون وبيت لاهيا في شمال غزة.
وقد أسفرت هذه العمليات عن مقتل وفقد أكثر من 4 آلاف شخص، إلى جانب إصابة 12 ألف شخص واعتقال 1750 آخرين.
وأشارت صور الأقمار الصناعية إلى أن الجيش الإسرائيلي ينفذ عمليات هدم وتفجير واسعة النطاق في المناطق السكنية شمال غزة، بحسب صحيفة واشنطن بوست.
وبالتزامن مع الأوامر التي وجهتها إسرائيل لنحو 400 ألف شخص بمغادرة منازلهم، قامت القوات الإسرائيلية بهدم أحياء بأكملها، وإقامة تحصينات عسكرية، وإنشاء طرق جديدة، كما كشفت صور الأقمار الصناعية عالية الدقة.
في الفترة ما بين 14 أكتوبر و15 ديسمبر، تم تدمير ما يقرب من نصف مخيم جباليا.
استهداف النظام الصحي
حذر مدير عام منظمة الصحة العالمية تيدروس أدهانوم غيبريسوس، اليوم الاثنين، من أن النظام الصحي في قطاع غزة يتعرض لتهديد خطير، بحسب وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا).
ودعا إلى وقف فوري للهجمات الإسرائيلية على المستشفيات، قائلا: "إن سكان غزة يحتاجون إلى الوصول إلى الرعاية الصحية، ويحتاج العاملون في المجال الإنساني إلى الوصول لتقديم المساعدات".
وأشار غيبريسوس إلى أن مستشفيي الأهلي والوفاء للتأهيل في مدينة غزة تعرضا لاستهداف من قبل القوات الإسرائيلية، مما أدى إلى أضرار جسيمة.
وبالتنسيق مع شركائها، قامت منظمة الصحة العالمية بتسليم الإمدادات الطبية الأساسية والأغذية والمياه إلى المستشفى الإندونيسي.
لكن غيبريسوس كشف أنه خلال نقل 10 مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء، احتجزت قوات الاحتلال أربعة من المرضى، وحث السلطات الإسرائيلية على احترام احتياجاتهم وحقوقهم الصحية.
وطالب بالإفراج عن أبو صفية مدير مستشفى كمال عدوان الذي لا يزال مكان وجوده مجهولا.
وأفادت منظمة الصحة العالمية، السبت، بأن مستشفى كمال عدوان، آخر مرفق صحي مركزي في شمال قطاع غزة، أصبح فارغًا بعد غارة جيش الاحتلال الإسرائيلي.
وحذرت أيضا من أن التفكيك الممنهج للنظام الصحي والحصار المستمر منذ 80 يوما على شمال غزة يعرض حياة 75 ألف فلسطيني يعيشون في المنطقة للخطر.
وبحسب وزارة الصحة الفلسطينية، قُتل نحو 1060 عاملًا في مجال الرعاية الصحية منذ بدء الحرب الإسرائيلية في 7 أكتوبر 2023.
كما تم اعتقال أكثر من 310، وإصابة المئات، وتدمير حوالي 130 سيارة إسعاف.
لقد أدى استهداف البنية التحتية الطبية إلى حرمان المدنيين من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية الأساسية.
حذرت وكالات الأمم المتحدة من أن الإمدادات الطبية الحالية التي تدخل غزة غير كافية لدعم الاستجابات الصحية، وأن جميع عمليات الإجلاء الطبي من غزة لا تزال متوقفة.
الاعتقال التعسفي للعاملين في المجال الصحي
دعت منظمة العفو الدولية، اليوم الاثنين، إسرائيل إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن العاملين الصحيين المعتقلين، بمن فيهم مدير مستشفى كمال عدوان.
وطالبت إسرائيل أيضًا بالإفراج الفوري عن جميع الفلسطينيين المعتقلين تعسفيًا، مع التركيز بشكل خاص على العاملين في مجال الصحة.
وأكدت المنظمة على الحاجة الملحة إلى تحرك دولي ضد جرائم الإبادة التي ترتكبها إسرائيل في غزة.