الأحد 22 ديسمبر 2024 الموافق 21 جمادى الثانية 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
عرب وعالم

سوريا ما بعد الأسد؟.. خبراء يكشفون السيناريوهات المحتملة

الرئيس نيوز

منذ اندلاع الأزمة السورية في عام 2011، شهدت البلاد تحولات جذرية أثرت على مختلف جوانب الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، ومع سقوط نظام بشار الأسد، تبرز عدة سيناريوهات محتملة لمستقبل سوريا، تتراوح بين الاستقرار والاقتتال الداخلي.

ويصاحب سقوط نظام بشار الأسد وتصدر الفصائل المعارضة المسلحة بقيادة هيئة تحرير الشام المشهد السوري حالة من عدم اليقين.

وقال الدكتور عمرو الشوبكي، عضو مجلس أمناء مؤسسة "رؤى" للدراسات الاستراتيجية، إن أي ديكتاتورية مصيرها إلى زوال، والنظام في سوريا ارتكب جرائم مروعة، منذ الثورة السورية في 2011، حيث قُتل 54 ألف سوري، واعتقل أكثر من 400 ألف معتقل.

وأضاف الشوبكي، خلال ندوة تناولت الأوضاع في سوريا بمؤسسة "رؤى"، أن الثورة السورية في 2011، بدأت بالمطالبة بالديمقراطية، مرورًا بإسقاط النظام، وهو ما واجهه بشار الأسد والجيش و"الشبيحة" بكل عنف وإجرام، ثم تم عسكرة الثورة بدعم خليجي، لكنها لم تتمكن من إسقاط النظام في الجولة الأولى، وفي الجولة الثانية استثمرا لحظة ضعف إيران وحزب الله وخلال 10 أيام اختفى الجيش والشبيحة وسقط النظام.

ولفت الشوبكي إلى أن سوريا على خلاف مصر وتونس -كان النظام فيهما له سند شعبي-، كان هناك إجماع وطني على إسقاط النظام من كثرة المآسي والجرائم المروعة التي ارتكبها، كان هناك أنماطا من التعذيب لم يتصورها أحد.

وتابع أن هناك البعض يتشكك في الخطاب المعلن من قِبل هيئة تحرير الشام بقيادة أحمد الشرع الملقب بـ"أبو محمد الجولاني"، لأنهم يرون أنه بعد أن يتمكنوا سيكون هناك تغيّر، وهناك آخرون يرون أن الخطاب مطمئن وتحول غير مسبوق ولا يوجد هناك انتقام عشوائي من أي طائفة أو فصيل، وكل ذلك جوانب إيجابية ملموسة على الأرض، ولكن لن يلغِ التخوفات من الإسلام السياسي.

ومن جانبه، قال السفير أيمن زين الدين، إن النظام السوري لم يكن نظاما قمعيًّا فحسب، بل كان فاشلًا، ولم يكن يحكم سوى جزء من سوريا، وكان هناك رغبة جامعة للشعب السوري في إسقاطه.

وأضاف زين الدين، أن السياق في سوريا به قدر من الاستبشار لا يجوز الاستهانة به، على الأقل الشعب السوري يشعر بالارتياح بعد زوال نظام الأسد، فهو مرَ بتجربة صعبة (فترة حكم الأسد مرورًا بالثورة) تجعله حذر في مستقبله وتجعله يتعامل مع مشاكله وأزماته بقدر من الحكمة.

وأشار إلى أن الشعب السوري به طاقات هائلة في المجالات كافة اقتصادية وثقافية وغيرها، وأعتقد أن البلاد لو مرت بآليات الحركة الطبيعية ستتحرك سريعًا نحو المستقبل.

ولفت زين الدين إلى أن هناك مخاوف في ظل تحلل الجيش، ولم يكن هناك مؤسسات أمنية في البلاد، وهناك مكونات مسلحة في الشمال والجنوب وهذا تحدي هائل للسوريين، فضلا عن وجود تيارات متطرفة في واجهة القوى السياسية التي أحدثت التغيير وهؤلاء لهم تطلعات يجب أن تضع في الحسبان.

وتابع أن هناك تحدي آخر وهو الأطراف الخارجية التي لها أطماع في سوريا وهم: إسرائيل وتركيا وإيران وروسيا والخليح كلها قوى سيكون لها حسابات، فضلا على الإضعاف الشديد لنسيج المجتمع الذي أحدثه نظام الأسد، ويجب بناء الثقة بين أبناء الشعب الواحد، مشيرًا إلى أن كل هذه التحديات الكبيرة تجعل مهمة من يتحملون المسؤولية وبناء دولة جديدة صعبة.

وعن السيناريوهات المحتملة بعد سقوط نظام بشار الأسد، قال زين الدين إن السيناريو الذي يتخوف منه الأغلبية هو تحول سوريا لساحة للصراع بين أبناءها والقوى الخارجية، وخصوصا أن ظاهرة الدولة التي تتحول لهذا الصراع ليست جديدة، فقد حدث ذلك من قبل في لبنان، وسوريا بها المؤهلات التي قد تقودها إلى ذلك السيناريو.

أما السيناريو الثاني، هو أن التحول الذي حصل في سوريا له قائد وهو تركيا التي لها من الإمكانيات والقدرة التي تمكنها من مساعدة سوريا، وأعتقد أنها القوى الوحيدة التي تستطيع عمل ذلك، ولها مصلحة كبرى في ذلك، وهذا السيناريو له مؤشرات واضحة وهو القريب في سوريا، وفق زين الدين.

وعن الآثار الجيواستراتيجية لما حدث في سوريا، أوضح زين الدين أنه بدون سوريا سيفقد محور المقاومة 70 في المئة من قوته وقدرته، كما أنه أوقف التوسع الإيراني في المنطقة بعد أن كانت الدولة الفارسية تتحول إلى مارد إقليمي صاعد في المنطقة، ولأول مرة تصبح تركيا لها قدرة وقوة في المنطقة.