حماس: محادثات التهدئة في غزة "جدية وإيجابية"
يشهد مسار وقف إطلاق النار في غزة تطورات متسارعة، وسط تحركات دبلوماسية إقليمية مكثفة وسلسلة من التصريحات المتفائلة والحذرة في نفس الوقت، ووسط الحديث عن احتمالات إبرام صفقة تبادل للرهائن بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس الفلسطينية، يبدو أن الأطراف المعنية بالمفاوضات تقترب من مرحلة حاسمة قد تُفضي في نهاية المطاف إلى تهدئة شاملة وإنهاء حالة الحرب المستمرة في القطاع المنكوب بالحرب منذ أكثر من عام.
ووفقًا لصحيفة تورنتو ستار الكندية، وفي إطار الوساطات الإقليمية، أعلنت حركة حماس، أمس الثلاثاء، أن المباحثات الجارية في الدوحة برعاية قطرية ومصرية "تتسم بالجدية والإيجابية"، مؤكدةً أن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل الأسرى أصبح ممكنًا إذا توقف الاحتلال عن وضع شروط جديدة تُعيق الاتفاق.
وذكرت وكالة رويترز أن رئيس وزراء سلطات الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توجه إلى القاهرة، الثلاثاء، لإجراء محادثات بشأن وقف إطلاق النار في قطاع غزة وأضافت المصادر أنه من المتوقع توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار خلال الأيام المقبلة، وهو ما نفته مصادر مصرية لاحقًا، وفقًا لفرانس 24، ولم يُعلّق مكتب نتنياهو على هذه التصريحات.
لكنه أشار لاحقًا إلى أن رئيس الوزراء عقد اجتماعًا مع كبار المسؤولين العسكريين والأمنيين على جبل الشيخ.
وفي سياق متصل، تستمر الجهود المصرية والقطرية المكثفة مع كافة الأطراف للتوصل إلى اتفاق تهدئة في قطاع غزة، من جانبه، صرّح المتحدث باسم البيت الأبيض، جون كيربي، بأن المسؤولين الأمريكيين يعتقدون أن طرفي الصراع في غزة يقتربان من التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وتواصل القاهرة بذل كل جهودها الممكنة لدعم القضية الفلسطينية، والتصدي لمحاولات تصفيتها، ودفع المفاوضات من أجل وقف إطلاق النار في غزة وإدخال المساعدات الإنسانية والإغاثية للأشقاء الفلسطينيين وتأتي هذه التطورات بعد زيارة وفد إسرائيلي إلى القاهرة في 10 ديسمبر، حيث جرت مناقشات مكثفة حول تسهيل دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة وإيجاد أرضية مشتركة لوقف إطلاق النار.
ووفقًا لما نشرته صحيفة يديعوت أحرونوت، فإن المؤشرات الأمنية والسياسية الأخيرة دفعت إسرائيل إلى الاعتقاد بأن الظروف قد تهيأت لدفع حماس نحو صفقة سريعة تتضمن إطلاق سراح الأسرى.
في سياق آخر، صعّد الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب من لهجته حيال الملف الفلسطيني-الإسرائيلي، مهددًا باتخاذ إجراءات "غير مسبوقة" إذا لم يتم الإفراج عن المحتجزين لدى حماس قبل تنصيبه في 20 يناير المقبل، وكتب ترامب عبر حساباته على وسائل التواصل الاجتماعي: "إن لم يتم إطلاق سراح الأسرى قريبًا، سيكون هناك جحيم ينتظر الشرق الأوسط".
ومع استمرار المفاوضات في الدوحة، أكد وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس أن الأطراف باتت أقرب من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح أسرى ومحتجزين منذ الهدنة التي جرت في نوفمبر 2023، في الوقت نفسه، صرّح مسؤول في حركة حماس بأن الظروف أصبحت مواتية أكثر من أي وقت مضى للتوصل إلى اتفاق شامل، لكنه حذّر من تكرار تعنت رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو الذي عرقل الاتفاقات السابقة.
وتتسارع هذه التطورات وسط مزيج من الضغوط الدولية وتقدّم المباحثات، في وقتٍ تتعاظم فيه معاناة الفلسطينيين في غزة جراء استمرار القصف والحصار ومع تزايد الدعوات الإقليمية والدولية لوقف الحرب، تتعلق آمال المراقبين بأن تسفر الجهود الجارية عن اتفاق شامل يُنهي العدوان ويضمن وقف إطلاق النار، كما تزداد آمال الفلسطينيين بإنهاء معاناتهم الممتدة لأكثر من 14 شهرًا، والتغلب في نهاية المطاف على كافة التعقيدات السياسية الحالية التي أبقت الأوضاع على حالها.
وعلى الأرض، واصل الاحتلال الإسرائيلي حربه على غزة منذ 7 أكتوبر 2023، وأسفرت الحرب الإسرائيلية الانتقامية عن استشهاد 45،059 فلسطينيًا فضلا عن إصابة 107،041 أخرون، غالبيتهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى دمار كبير في القطاع على كافة المستويات.