نيويورك تايمز: إسرائيل تتجاوز المنطقة العازلة فى أول دخول علنى إلى سوريا منذ 1973
ذكرت صحيفة "نيوريورك تايمز" الأمريكية أن القوات البرية الإسرائيلية تجاوزت المنطقة منزوعة السلاح على الحدود الإسرائيلية - السورية، فى أول دخول علنى لها إلى الأراضى السورية منذ حرب أكتوبر 1973، وفقًا لمسؤولين إسرائيليين تحدثا شرط عدم الكشف عن هويتهما.
وأوضحت الصحيفة أن الانتشار الإسرائيلى جاء بعد سيطرة قوات المعارضة المسلحة فى سوريا على العاصمة دمشق، وهروب الرئيس السورى بشار الأسد من السلطة وخروجه من البلاد، وهو ما دفع الدول المجاورة إلى الاستعداد لمزيد من عدم الاستقرار الإقليمى الناجم عن سقوطه المفاجئ وهروبه.
ولفتت الصحيفة إلى أن القوات الإسرائيلية سيطرت على قمة جبل الشيخ على الجانب السورى من الحدود، بالإضافة إلى العديد من المواقع الأخرى التى تعتبر ضرورية لاستقرار السيطرة على المنطقة.
وكان رئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلى هيرتسى هاليفى قد أكد أن القوات الإسرائيلية تجاوزت المنطقة العازلة منزوعة السلاح فى هضبة الجولان المحتلة، بقوله إن إسرائيل "نشرت قوات فى الأراضى السورية"، رغم أنه لم يقدم المزيد من التفاصيل.
ونوهت الصحيفة بأن إسرائيل تعمل سرا فى سوريا منذ سنوات عديدة وسط صراعها الحالى مع "حزب الله" فى لبنان، لكن فى الآونة الأخيرة أصبح الجيش الإسرائيلى أكثر وضوحا بشأن ضرب المواقع والأشخاص داخل الأراضى السورية، بزعم استهداف خطوط إمداد "حزب الله".
ومع ذلك، فإن نشر القوات البرية الإسرائيلية ما بعد المنطقة منزوعة السلاح فى سوريا، يمثل تحولا كبيرا فى السياسة باعتباره أول دخول علنى للقوات الإسرائيلية إلى الأراضى السورية منذ اتفاق وقف إطلاق النار عام 1974 الذى أنهى رسميا الحرب الأخيرة بين إسرائيل وسوريا، بحسب الصحيفة.
وقال المسؤولان الإسرائيليان -وفقا لـ"نيويورك تايمز"- إن القوات الجوية الإسرائيلية كانت تضرب خلال أمس السبت واليوم الأحد عدة أهداف فى سوريا لتدمير الأصول العسكرية الحكومية التى قد تقع فى أيدى قوات "المتمردين" والتى تُعتبر تهديدات استراتيجية من قبل إسرائيل.
وأشار المسؤولان إلى أن هذه الأصول العسكرية السورية كانت تشكل خطرا على إسرائيل فى السابق، وهو الخطر الذى قد يتفاقم الآن بسبب "العناصر المتطرفة بين المتمردين" الذين قد يسيطرون عليها ويستخدمونها ضد إسرائيل، وفقًا للصحيفة.
وأوضح المسؤولان الإسرائيليان أن الأهداف تضمنت مخزونات صغيرة من الأسلحة الكيماوية، وخاصة غاز الخردل وغاز الأعصاب (VX)، والتى ظلت تحت سيطرة النظام السورى على الرغم من الاتفاقات السابقة على نزع السلاح الكيماوي، كما استهدف جيش الاحتلال الإسرائيلى بطاريات ومركبات مزودة برادارات تحمل صواريخ دفاع جوى روسية الصنع، فضلا عن مخزونات من صواريخ سكود.
وكان رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلى بنيامين نتنياهو قد أعلن، فى وقت سابق اليوم الأحد، أنه أمر القوات "بالسيطرة على المنطقة العازلة" بين إسرائيل وسوريا، وقال إن القوات الإسرائيلية احتلت مواقع عسكرية تخلت عنها القوات السورية، دون تحديد ما إذا كانت قد دخلت الأراضى السورية.
فيما أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلى أفيخاى أدرعي، الأحد، حظر التجول فى 5 قرى سورية فى المنطقة العازلة، وأمر السكان بالبقاء فى منازلهم "حتى إشعار آخر".
ومن جانبه، ذكر المرصد السورى لحقوق الإنسان، أن الدبابات والمركبات المدرعة الإسرائيلية تم نشرها فى القنيطرة، وهى منطقة فى مرتفعات الجولان المتاخمة لإسرائيل ولبنان والأردن.
وأشارت الصحيفة إلى أن المسؤولين والمحللين الإسرائيليين أعربوا عن قلقهم من أن سقوط حكومة الأسد قد يمكّن "الجماعات المسلحة" التى تسعى إلى تنفيذ هجمات ضد إسرائيل، ورغم إصرار نتنياهو على أن نشر القوات الإسرائيلية فى سوريا مؤقت، فإنه قد يثير أيضا مخاوف من أن إسرائيل قد تحاول الاستفادة من عدم الاستقرار فى سوريا.
يذكر أن إسرائيل احتلت مرتفعات الجولان خلال حرب 1967، وضمت جزءًا كبيرًا من هذه الأراضى عام 1981، ويعترف العالم بأن هذه المنطقة سورية محتلة من قبل إسرائيل، لكن الرئيس الأمريكى المنتخب دونالد ترامب اعترف بالسيادة الإسرائيلية عليها فى عام 2019 خلال ولايته الأولى كرئيس، بحسب "نيويورك تايمز".