مخاوف من زيادة الأسعار عقب صفقة استحواذ "أوبر" على "كريم"
عقب الإعلان عن استحواذ شركة "أوبر" على منافستها شركة "كريم" في صفقة بلغت 3 مليارات دولار، سادت توقعات بزيادة الأسعار ومخاوف من غياب الرقابة لدى المستخدمين، خاصة أن "أوبر" صارت هي المسيطرة الوحيدة على السوق.
مخاوف المستخدمين جاءت بالتزامن مع إصدار جهاز حماية المنافسة بيانًا، الثلاثاء الماضي، أعرب فيه عن مخاوفه من الصفقة.
وأبدى جهاز حماية المنافسة قلقه من عرقلة الاتفاق للمنافسة الفعالة في الأسواق التي تمارس فيها الشركات أنشطتها، موضحًا أن سبب قلقه يرجع إلى تقليص عدد المنافسين في السوق، ما سيؤدي إلى القضاء على أي حوافز للابتكار أو لتقديم خدمات أفضل للمستهلك المصري.
وقال الجهاز إنه بالنسبة للركاب فقد يؤدي الاندماج إلى الحد من الاختيارات المتاحة أمامهم من مختلف مقدمي الخدمات، فضلًا عن زيادة أسعار الخدمة، أما بالنسبة للسائقين فإن الاندماج قد يقضي على فرصتهم في اختيار أفضل مقدم خدمة.
وأشار الجهاز إلى أن الجمع بين التمويل الضخم وقواعد البيانات في كيان واحد من شأنه أن يسبب ضررًا مؤثرًا على المنافسة، ما سيؤدي إلى خلق قوة سوقية لا تنازع في الأسواق التي يقوم فيها الكيان الناتج عن الاندماج بممارسة نشاطاته.
ودعا جهاز حماية المنافسة، كل المعنيين والشركات
الصغيرة والمتوسطة التي استثمرت في سوق النقل التشاركي بالتوجه إلى الجهاز لإبداء آرائهم
فيما إذا كان من شأن هذا الاتفاق أن يحد من فرص المنافسة والاستثمار في هذا القطاع
الناشئ والمهم، وذلك في موعد أقصاه 30 أبريل 2019.
وأكد الجهاز أنه سيقوم باتخاذ قراره عقب ورود الإخطار الرسمي من الأطراف المعنية مستوفي كافة شروطه القانونية الواردة في أحكام قانون حماية المنافسة، وأن الفحص الفني من قِبَل الجهاز سينتهي؛ إما إلى الموافقة على إتمام العملية، أو إلى الموافقة مع وضع تدابير ملزمة للأطراف للحد من الأضرار الناتجة عنه، أو إلى رفض العملية إذا ما تبين أن هناك أضرار قد تصيب السوق المصري لا يمكن تداركها.
وأوضح جهاز حماية المنافسة، أن عقد شراء كريم آجل متوقف تنفيذه على قرار الجهاز، وتظل الشركتان مستقلتان ونشاطاتهما منفصلة حتى إعلان الجهاز قراره الرسمي تجاه هذا الاتفاق، ومن شروط العقد الرئيسية حسب حماية المنافسة أن تظل الشركتان مستقلتان، فيما أكد الجهاز أن الشركتين ستلتزمان بتطبيق قرارات الجهاز المستقبلية.
كان جهاز حماية المنافسة أعلن في أكتوبر الماضي عقب إشارات متواترة عن صفقة استحواذ "أوبر" على "كريم" اعتزامه اتخاذ تدابير بحق الشركتين في حال إتمامهما اتفاق اندماج الذي اعتبره الجهاز حينها يؤثر بالسلب على الاستثمار.
وبهذه الصفقة ستستحوذ "أوبر" على جميع أعمال التنقل والتوصيل والدفع الخاصة بـ"كريم" في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط الكبير، والتي تمتد من المغرب إلى باكستان، وتضم أسواقا رئيسية من ضمنها مصر والأردن وباكستان والسعودية والإمارات.
وبمجرد إتمام الصفقة، ستكون كريم مملوكة بالكامل لشركة أوبر، ولكنها ستحافظ على اسمها التجاري.
وبحسب المعلومات الصادرة، فإن منطقة الشرق الأوسط تشهد الكثير من الفوائد الاقتصادية والاجتماعية نتيجة لاعتماد الأشخاص على حلول التكنولوجيا بشكل سريع ونظراً إلى توفّر المزيد من حلول التنقل.
في السياق، قال أستاذ النقل بجامعة عبن شمس، حسن مهدي لـ"الرئيس نيوز": "أوبر تحاول تعويض خسائرها الماضية بهذه الصفقة، حيث إن المنافسة مع "كريم" وشركات أخرى كبدها خسائر فادحة"، مشيراً إلى أنه بعد إتمام هذه الصفقة ستكون "أوبر" وحدها هي المحتكرة للسوق عالمياً.
وتوقع مهدي، زيادة الأسعار في الفترة المقبلة والتي لا يستطيع أحد الرقابة على الشركة بخصوصها. مضيفاً: قانون حماية المنافسة يفرض على الشركتين إخطار الجهاز قبل إبرام الاتفاق رسميا، ولا يحق للشركتين الاتفاق قبل الحصول على إعفاء من الجهاز، وفقا للتحليل الفني الذي سيجريه الجهاز في هذا الشأن.
وتعتقد الشركتان أن هذا الاتفاق سيوفر فرصة للتوسع في تنوع وموثوقة الخدمات المتوفرة، وعلى نقاط أسعار مختلفة بهدف خدمة المزيد من العملاء. وفيما يتعلق بالشركاء السائقين والكباتن، فإن الشركتين على يقين من أن زيادة نمو الرحلات وتحسين الخدمات هي أمور من شأنها أن توفر فرصا اقتصادية أفضل بالإضافة إلى إمكانية تحقيق نسب أرباح أعلى من خلال الاستفادة بصورة أكبر من وقت الشركاء في القيادة على الطرق.