الثلاثاء 26 نوفمبر 2024 الموافق 24 جمادى الأولى 1446
رئيس التحرير
شيماء جلال
عاجل
فن ومنوعات

الصهاينة ومناهضو الصهيونية: حرب الـ 88 عامًا وما زالت مستمرة

الرئيس نيوز

يتبنى كتاب حديث من تأليف أورين كيسلر الرواية الفلسطينية على طول الخط، وبالرغم من ذلك فقد حصل على جائزة يهودية مرموقة، وجاء ضمن أفضل 10 كتب على قائمة صحيفة وول ستريت جورنال لعام 2023، والكتاب المقصود، وفقًا لموقع يورآسيا ريفيو، يحمل عنوان: "فلسطين 1936: الثورة الكبرى وجذور الصراع في الشرق الأوسط"، للمؤلف الأمريكي الإسرائيلي أورين كيسلر، ويروي كتابه بتفصيل كبير كيف انجرف العرب الفلسطينيون والصهاينة الإسرائيليون إلى ما أصبح صراعًا سياسيًا عنيفًا استمر 88 عامًا (حتى الآن) ولكن هل كان لابد أن يكون الأمر على هذا النحو التصادمي؟

واستعرض الكتاب أسباب تفاقم الصراع منذ رفض الإمبراطورية العثمانية إغراءات الصهيوني ثيودور هرتزل باستثمارات ضخمة في الإمبراطورية العثمانية من قبل اليهود الأوروبيين مثل عائلة روتشيلد في مقابل توسيع المستوطنات اليهودية في فلسطين، وبالتالي انضمام العثمانيين إلى الحرب العالمية الأولى، يعزو الكتاب الكثير من تفاقم الصراع العربي – الإسرائيلي لعدم توافر أي قدر من حسن النية من جانب الحركة االصهيونية العالمية، ما أدى إلى رسائل بريطانية مثل خطابات الحسين - مكماهون، وبعد ذلك وعد بلفور وفرض الانتداب البريطاني.

وبسبب انعدام حسن النية، أدت اجتماعات بن جوريون  مع جورج أنطونيوس إلى حرب العصابات الصهييونية على أرض  فلسطين والاستيلاء عليها، ويركز الكتاب على الفترة ما بين عامي 1936 و1939، عندما ثار عدة آلاف من الفلسطينيين الذين يعيشون تحت الانتداب البريطاني ضد السكان اليهود الذين توافدوا على أرض فلسطيين على نحو متزايد والبريطانيين الذين كانوا في السلطة ويستشهد المؤلف كيسلر بتقديرات تفيد بأن حوالي 500 يهودي و250 جنديًا بريطانيًا وما لا يقل عن 5000 إلى 8000 عربي لقوا حتفهم في الحملة البريطانية، وفي أعقاب العنف، اقترحت "لجنة بيل" البريطانية تقسيم الانتداب إلى دولتين يهودية وعربية، مع وضع قيود صورية على هجرة اليهود، ولم يلتزم الصهاينة بقيادة ديفيد بن جوريون وحاييم وايزمان بأي من التزاماتهم، وكان فشل الثورة بمثابة تمهيد للنكبة في عام 1948.

وصدر الكتاب عشية السابع من أكتوبر 2023، وهو يقدم موضوعات وعناوين تصلح للمناقشات الكبرى حول الاحتجاجات والاحتجاجات المضادة في أوروبا والأمريكتين، التي أعقبت طوفان الأقصى، والحرب الإسرائيلية اللاحقة في غزة، ويرى الكتاب أن الفلسطينيين ضحايا "مشروع استعماري استيطاني" على الأرجح، ولم يخلو الكتاب من  فكرة أن الأمور كان من الممكن أن تسير بشكل مختلف وأن "سوء التقدير لحجم الصراع الذي لا نهاية له، وإضمار الأذى من الجانب الصهيوني يشير إلى أنه ربما لا يزال من الممكن أن تسير الأمور بشكل مختلف في المستقبل" إذا تخلى الصهاينة عن نهجهم الضار لأنفسهم والآخرين.