عطارد وأورانوس وشهب الأسديات يزينون السماء بدءا من اليوم
كشف الدكتور أشرف تادرس أستاذ الفلك بالمعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية، عن 3 ظواهر فلكية مميزة تزين السماء على مدى يومين اعتبارا من مساء اليوم وترى بالعين المجردة السليمة في حالة صفاء الجو وخلوالسماء من السحب والغبار وبخار الماء.
وقال تادرس، إنه بعد غروب شمس اليوم سيتمكن الراصدون وهواة الفلك من مشاهدة وتصوير كوكب عطارد في السماء،حيث يصل إلى أقصى استطالة شرقية له تبلغ 22.5 درجة من الشمس، وسيكون في أعلى نقطة له فوق الأفق الغربي في السماء بعد غروب الشمس مباشرة، لذلك تكون فترة بقائه في السماء حتى غروبه هي الأطول حيث يغرب في الـساعة 6:10 مساء تقريبا.
وأضاف أن عطارد هو أقرب كوكب إلى الشمس وفي معظم الأحيان يطمسه وهج ضوء الشمس ولهذا السبب لم يشاهد الكثير من الناس عطارد من قبل، ومع ذلك، في أوقات محددة، يصبح الكوكب مرئيا لنا.
وأشار الى أن أفضل وقت لرصد عطارد هو عندما يصل الكوكب إلى أقصى زاوية تفصله عن الشمس، كما يرى من الأرض، وهذا الحدث يسمى "أكبر استطالة" ويحدث كل 40-70 يوما وهو وقت ممتع لأي محب لعلم الفلك.
ونوه الى أن هناك نوعين من الاستطالات (الشرقية والغربية)، فعندما يكون عطارد شرق الشمس تكون استطالة شرقية مسائية، وعندما يكون على الجانب الغربي للشمس تكون استطالة غربية صباحية.
وعن الظاهرة الفلكية الثانية، قال أستاذ الفلك إن يوم غد الأحد سيكون كوكب أورانوس المميز بلونه الأزرق والأخضر في أقرب نقطة له من الأرض حيث يكون في وضع التقابل مع الشمس فيضئ وجهه بالكامل بواسطة الشمس، ويكون مرئيا طوال الليل وأكثر إشراقا من أي وقت آخر في السنة.
وأوضح أن ذلك اليوم هو أفضل وقت لرصد وتصوير أورانوس، علما بانه لا يُرى بالعين المجردة، ولذلك يستلزم الأمر استخدام تلسكوب متوسط الحجم، خاصة ان أورانوس يظهر كنقطة في جميع التلسكوبات باستثناء الكبير منها فقط.
وقال تادرس إن هواة الفلك والراصدين سيكونون على موعد ايضا مع زخة شهب الاسديات والتي ستحدث ذروتها بدءا من ليلة غد الأحد وحتى فجر بعد غد الإثنين، وهي زخة شهابية متوسطة يبلغ عدد الشهب فيها حوالي 15 شهابا في الساعة، وتنتج من حبيبات الغبار التي يخلفها مذنب (تمبل - تتل) الذي تم اكتشافه عام 1865.
وأوضح أن هذه الزخة تستمر من يوم 6 إلى 30 نوفمبر، وتبلغ ذروتها هذا العام ليلة 17 وفجر 18 نوفمبر، وسيكون أفضل مشاهدة ستكون بعد منتصف الليل من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة حيث تظهر الشهب كما لو كانت آتية من برج الأسد وهو سبب تسميتها، كما يمكن أن تظهر الشهب في أي مكان آخر بالسماء.
ولفت إلى أن هذه الشهب تشتهر بأن لها ذروة إعصارية كل 33 سنة حيث يمكن رؤية مئات الشهب في الساعة الواحدة عند حدوث هذه الذروة وقد حدث هذا الأمر عام 2001.
ونبه أستاذ الفلك إلى أسباب ظهور الشهب السنوية، قائلا إنها تنشأ عندما تمر الكرة الأرضية أثناء دورانها حول الشمس خلال تجمعات كثيفة من الغبار والحصى المتناثرة على طول مدارات المذنبات والكويكبات، حيث تصطدم بأعلى الغلاف الجوي للأرض وتحترق على ارتفاع يتراوح بين 70 و100 كيلومتر وتظهر لنا كشريط من الضوء وهذا يؤدي إلى حدوث زخات شهابية تتكرر على أساس سنوي.
وأكد أن ظهور تلك الشهب في السماء ليس لها أي أضرار على الإنسان أو نشاطه اليومي على الأرض إذ إنها تدخل الغلاف الجوي وتحترق فيه على إرتفاع أكثر من 70 كيلو مترا من سطح الأرض، فمشاهداتها ممتعة ويحبها هواة الفلك والمهتمين بعلوم الفلك والفضاء لمتابعتها وتصويرها.
وحدد تادرس، أفضل الظروف والاماكن لمشاهدة زخات الشهب وهي أن تكون من مكان مظلم تماما بعيدا عن أضواء المدينة بعد منتصف الليل بشرط صفاء السماء وخلوها من الغبار والسحب وبخار الماء.