"ديلي ميل": "معاهدة السلام" قاومت أربعين عاماً من الاضطرابات
أشادت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية، باستمرار معاهدة السلام بين مصر
وإسرائيل مدة 40 عاماً، رغم الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.
يقول المحللون "معاهدة عام 1979 التي توسطت فيها الولايات المتحدة بين
مصر وإسرائيل أسفرت عن سلام بارد، لكنها مستمرة لأربعة عقود في منطقة مضطربة".
بحسب الصحيفة، فإن المعاهدة جمعت الرئيس الراحل أنور السادات ورئيس الوزراء
الإسرائيلي مناحيم بيجن في حفل توقيع في 26 مارس عام 1979، في واشنطن وكان وراء ترتيب
الاجتماع الرئيس الأمريكي الراحل جيمي كارتر.
توضح الصحيفة أن اتفاق السلام كان الاتفاق الأول بين إسرائيل ودولة عربية، لذلك
كلفت السادات حياته على يد متطرف، وبفضل الاتفاق أبقت القاهرة خارج أي نزاع مسلح مع
جارتها.
قال عمرو الشوبكي، المحلل السياسي في مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية:
"المعاهدة استمرت رغم الاضطرابات التي شهدتها مصر، خاصة ثورة عام 2011 التي أطاحت
الرئيس حسني مبارك، مما يثبت استقرار المعاهدة والحفاظ عليها رغم الاضطرابات".
تشير الصحيفة إلى أن الذكرى الأربعين للمعاهدة تأتي في الوقت الذي تجتاح فيه
الصراعات المسلحة العديد من البلدان العربية من ليبيا ـ التي تقع في الغرب ـ إلي اليمن
التي تقع في الجنوب.
الذكرى الأربعون تأتي أيضاً في وقت تغيرت فيه السياسة الأمريكية الرئيسية، حيث
اعترفت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالقدس عاصمة لإسرائيل، عام 2017 مما تسبب
في ضجة داخل العالم الإسلامي، ويوم الجمعة الماضية اعترف ترامب بسيادة إسرائيل على
مرتفعات الجولان.
كانت اسرائيل استولت على القدس الشرقية الفلسطينية والجولان السورية وشبه جزيرة
سيناء المصرية، في حرب الأيام الستة، عام 1967، عندما احتلت الضفة الغربية وقطاع غزة،
وبموجب معاهدة السلام لعام 1979، أعادت إسرائيل سيناء إلى مصر التي كانت بمثابة عدو
سابق لها.
لفتت الصحيفة إلى استمرار معاهدة السلام بين مصر وإسرائيل، على الرغم من تغير
القادة، وإطاحة الجيش المصري بالرئيس محمد مرسي، المنتمي لجماعة الإخوان المسلمين،
الذي حافظ ـ بدوره ـ على المعاهدة، ولكن عدم استقرار مصر منذ عام 2011 أدى إلى نوع
من الفوضى في منطقة شمال سيناء، على طول الحدود مع غزة وإسرائيل، بقيادة إحدى الجماعات
الإرهابية التابعة لتنظيم داعش.
أشار الخبير السياسي عبد العظيم حماد إلى زيادة التعاون الأمني مع إسرائيل،
التي وافقت على تعزيز الوجود العسكري المصري في سيناء لمحاربة الإرهابيين.
وكان الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد خلال مقابلة مع شبكة "سي بي اس"
الأمريكية على زيادة التعاون الأمني مع إسرائيل، وقال "لدينا تعاون كبير مع الإسرائيليين".
وأضافت الصحيفة أن مصر وإسرائيل طوروا أيضاً العلاقات الاقتصادية لتكون أقوى
مع توقيع صفقة عام 2018، بقيمة 15 مليار دولار، لاستيراد الغاز الإسرائيلي، وفي يناير قام وزير الطاقة الإسرائيلي يوفال ستينيتز
بزيارة نادرة للقاهرة للمشاركة في منتدى شرق المتوسط.
وبموجب معاهدة السلام تلقت مصر أكثر من 40 مليار دولار، كمساعدات عسكرية، و30
مليار دولار كمساعدات اقتصادية، من الولايات المتحدة منذ عام 1980، لكن تم تعليق المساعدات
جزئيًا بين عامي 2013 و 2015 بعد الإطاحة بمرسي، وتم استعادتها بسرعة.
ويقول الشوبكي:"الجيش المصري بالنسبة للولايات المتحدة عنصر استقرار في
منطقة تعاني من التوترات".