السيسي: مصر حريصة دوما على تعزيز التعاون بين الدول النامية لمواجهة التحديات
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي، أهمية التعاون المشترك والاحترام المتبادل ما بين الدول؛ من أجل تحقيق المصالح المشتركة في ظل ظروف دولية تشهد أزمات وتحديات مركبة للنظام الدولي الراهن، مشددا على ضرورة تكاتف الدول النامية وتعاون دول الجنوب من أجل مواجهة هذه التحديات.
وقال الرئيس السيسي - في كلمته خلال قمة (بريكس بلس) التي تعقد تحت عنوان "البريكس ودول الجنوب: معاً لبناء عالم أفضل" - إن مصر كانت دوما في طليعة الدول، التي حرصت على تعزيز التعاون بين الدول النامية، فضلا عن سعيها الدؤوب، لدعم مصالح وأولويات دول الجنوب في مختلف المحافل الدولية.
ولفت إلى أن هناك أهمية متزايدة لتجمع البريكس، باعتباره تجمعا قائما على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ويعكس كذلك حرص التجمع، على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال، مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه، بهدف تحقيق مصالحنا المشتركة.
وأضاف أن اجتماع اليوم يأتي في ظرف دولي دقيق، يموج بالأزمات والتحديات المركبة، ويشهد تهديدا لمصداقية النظام الدولي متعدد الأطراف، وتغلب عليه النزعات الحمائية والسياسات الأحادية.
وشدد على أن مصر تؤمن، في خضم هذا التشتت، بضرورة تكاتف الدول النامية، وتعزيز التعاون "جنوب – جنوب"، كإحدى السبل المهمة لمواجهة التحديات الراهنة.
وأعرب الرئيس السيسي عن تقديره للرئيس الروسي فلاديمير بوتين؛ لدعوته لاجتماع اليوم بصيغة "بريكس بلس"، مرحبا برؤساء الدول والحكومات المشاركين في الاجتماع، الذي يؤكد الأهمية المتزايدة لتجمع البريكس، باعتباره تجمعا قائما على التعاون والاحترام المتبادل بين الدول، ويعكس كذلك حرص التجمع، على تكثيف التشاور والتنسيق الفعال، مع الدول الصديقة والمؤثرة من خارجه، بهدف تحقيق مصالحنا المشتركة.
وقال الرئيس السيسي: إنه لا يمكن أن نتحدث عن الأزمات والتحديات الدولية الراهنة، دون الحديث عن الأزمة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، على وقع الحرب الإسرائيلية المستمرة، لما يزيد على العام، على أبناء الشعب الفلسطيني المحاصرين بقطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة، وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضي اللبنانية، مما يعد أكبر دليل، على ما وصل إليه عالم اليوم، والنظام الدولي الراهن من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، فضلا عن غياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التي ترتكب في حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولي والإنساني الأمر الذي نتجت عنه كارثة إنسانية غير مسبوقة، واستمرار الحرب وتوسعها.
وأضاف أن كل هذه الشواهد تفرض علينا ضرورة تضافر الجهود الدولية لوقف التصعيد الخطير في المنطقة، ومنع انزلاقها إلى حرب شاملة وخاصة في ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول، وامتداد تلك الصراعات؛ لتؤثر سلبا على حركة الملاحة بخليج عدن والبحر الأحمر، وعلى حركة التجارة الدولية واستقرار سلاسل الإمداد العالمية.
وتابع قائلا "إن مصر تثمن محفل "البريكس بلس"، باعتباره منصة لدفع التعاون وتعزيز التشاور بين تجمع البريكس ودول الجنوب"، لافتا إلى أهمية تعظيم الاستفادة من بنوك التنمية متعددة الأطراف؛ لتكون أكثر قدرة على تعزيز نفاذ الدول النامية للتمويل الميسر، بما في ذلك النفاذ لتمويل مواجهة آثار تغير المناخ.
وأكد الرئيس السيسي الدور المهم لكل من "بنك التنمية الجديد"، و"البنك الآسيوي للاستثمار في البنية التحتية"، في توفير التمويل اللازم والميسر للدول النامية، لتنفيذ المشروعات التنموية في قطاعات متعددة، مشددا على ضرورة استثمار اجتماعات "البريكس بلس" لتعزيز التعاون "جنوب – جنوب"، وتكثيف تبادل الخبرات في مختلف المجالات، فضلا عن تنفيذ مشروعات مشتركة لتحقيق المنفعة المتبادلة، مؤكدا استعداد مصر لمواصلة جهودها، لتنفيذ العديد من مشروعات التعاون الفني وبناء القدرات مع الدول الراغبة في ذلك.
ونوه بأهمية استمرار التعاون والتشاور بين الدول النامية، لضمان الحفاظ على فاعلية المنظومة الدولية متعددة الأطراف، والتصدي بشكل جماعي، لمحاولات فرض سياسات أحادية ومنفردة تضر بمصالح دولنا.
وفي ختام كلمته، أكد الرئيس السيسي التزام مصر الكامل بتعزيز العمل والتعاون المشترك، بين دول تجمع البريكس ودول الجنوب؛ بما يحقق الأهداف المشتركة، وتطلعات الشعوب في مستقبل أفضل.