الأمم المتحدة تحذر: غزة تعيش مستويات مروعة من الموت والدمار
حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، من أن الفلسطينيين في شمال غزة يعيشون معاناة شديدة مع استمرار الحصار الإسرائيلي هناك. ووصف ذلك بـ "المستويات المروعة من الموت والإصابات والدمار في الشمال".
وبحسب ما ذكره مركز إعلام الأمم المتحدة، اليوم الخميس - أوضح المكتب الأممي، أن المدنيين محاصرون تحت الأنقاض، ولا يحصل المرضى والجرحى على الرعاية الصحية المنقذة للحياة بينما تفتقر الأسر للغذاء، وقد دمرت منازلهم وهم بلا مأوى ولا يوجد مكان آمن.
وقال المكتب الأممي، إن القانون الإنساني الدولي يطالب بأن يحصل المدنيون على الضروريات التي يحتاجونها للبقاء على قيد الحياة - أي الغذاء والمأوى والرعاية الطبية وغيرها من المساعدات الحيوية. وناشد مرة أخرى تقديم الإغاثة الإنسانية السريعة وبلا عوائق - والتي يجب أن تصل إلى المدنيين المحتاجين.
وبدوره، قال نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، "فرحان حق"، إن الشركاء على الأرض أكدوا توقف محطتين للمياه في شمال غزة عن العمل بسبب نقص الوقود الأمر الذي سيؤثر على مناطق واسعة، تشمل أحياء الدرج والتفاح والزرقاء والشيخ رضوان.
وقال "حق"، إن السلطات الإسرائيلية رفضت في وقت سابق من هذا الأسبوع طلبا لتوصيل 23 ألف لتر من الوقود إلى محافظة شمال غزة، ومنذ 6 أكتوبر وحتى يوم 22 أكتوبر الجاري، تم رفض عدة محاولات لتوصيل الوقود إلى محافظة غزة. كما تمت عرقلة مهمة أخرى وبالتالي لم يتم إكمالها.
وأوضح أن الأمم المتحدة وشركاءها في المجال الإنساني يواصلون الجهود لتقديم المساعدة للناس في شمال غزة، حيث تمكن برنامج الغذاء العالمي في 15 أكتوبر من إيصال قافلة واحدة إلى مدينة غزة. ومع ذلك، منع الحصار الإسرائيلي لمحافظة شمال غزة البرنامج من الوصول إلى الناس هناك خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
وحذر برنامج الأغذية العالمي من أن شهري سبتمبر وأكتوبر شهدا أدنى مستويات المساعدات الإنسانية التي دخلت غزة منذ أواخر عام 2023، إلى جانب انخفاض كبير في الشحنات التجارية.
ويقول برنامج الأغذية العالمي، إن إمدادات المساعدات المحدودة للغاية دخلت إلى الجنوب بسبب انعدام الأمن عند معبر كرم أبو سالم وهناك حاجة ماسة إلى بيئة آمنة ومواتية للعمليات الإنسانية وحركة القوافل إلى داخل غزة وداخلها.
وحذرت منظمة الصحة العالمية، من أن القصف المكثف والنزوح الجماعي وانعدام الوصول في شمال غزة أجبرت على تأجيل حملة التطعيم ضد شلل الأطفال هناك.
ومن جانبها..قالت الصحة العالمية عشية اليوم العالمي لشلل الأطفال، الذي يصادف 24 أكتوبر من كل عام، إن فترات التهدئة الإنسانية ضرورية لنجاح الحملة، مما يسمح للشركاء بتسليم إمدادات التطعيم إلى المرافق الصحية، والأسر للوصول بأمان إلى مواقع التطعيم، والفرق المتنقلة من العاملين الصحيين للوصول إلى الأطفال في مجتمعاتهم.
وأجبرت اللجنة الفنية لشلل الأطفال في غزة على تأجيل المرحلة الثالثة والأخيرة من حملتها ضمن الجولة الثانية لحملة التطعيم واسعة النطاق، والتي كان من المقرر أن تبدأ أمس /الأربعاء/، بسبب تصاعد العنف والقصف المكثف وأوامر النزوح الجماعي وانعدام فترات التهدئة الإنسانية المضمونة في معظم أنحاء شمال غزة.
وتهدف هذه المرحلة النهائية إلى تطعيم 119،279 طفلا في شمال غزة، وتنظمها لجنة تضم وزارة الصحة الفلسطينية ومنظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسف) ووكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل لاجئي فلسطين (الأونروا) وشركاء آخرين.
وطلبت الأونروا ومنظمة الصحة العالمية ووكالات الأمم المتحدة الأخرى من السلطات الإسرائيلية الوصول الفوري لتقديم المساعدات الإنسانية المنقذة للحياة، حيث يوجد 400 ألف شخص محاصرون في الشمال، ويواجهون أوامر إخلاء من قبل الجيش الإسرائيلي وقصفا مستمرا في الحرب التي مر عليها أكثر من عام.
وقالت منظمة الصحة العالمية، إن الظروف الحالية، بما في ذلك الهجمات المستمرة على البنية التحتية المدنية، لا تزال تعرض سلامة الناس وحركتهم في شمال غزة للخطر، مما يجعل من المستحيل على الأسر إحضار أطفالهم بأمان للتطعيم، وعمال الصحة للعمل.
وشددت المنظمة، على ضرورة وقف تفشي شلل الأطفال في أقرب وقت ممكن، قبل أن يصاب المزيد من الأطفال بالشلل وينتشر فيروس شلل الأطفال بشكل أكبر، ودعت إلى تسهيل حملة التطعيم في شمال غزة من خلال تنفيذ فترات التهدئة الإنسانية، وضمان الوصول إلى أي مكان يوجد فيه الأطفال المؤهلون.
وحثت منظمة الصحة العالمية واليونيسيف جميع الأطراف على ضمان حماية المدنيين والعاملين الصحيين والبنية التحتية المدنية، مثل المدارس والملاجئ والمستشفيات، وتجديد دعوتهما لوقف إطلاق النار الفوري.