عاجل.. مصر تخفض "كوتا" استيراد السيارات 20% إلى 8 آلاف وحدة شهريًا
تعتزم الحكومة المصرية خفض "كوتا" استيراد السيارات بنحو 20% بدءًا من الشهر الجاري، ليصبح الحد الأقصى 8 آلاف سيارة شهريًا بدلًا من 10 آلاف سيارة بالكوتا السابقة التي حددتها في يونيو الماضي، بحسب مسؤول حكومي تحدث لـ"الشرق" شريطة عدم الكشف عن اسمه، مرجعًا الإجراء الجديد إلى محاولات الحكومة لترشيد استخدام الدولار وعدم الإفراط في الاستيراد.
تصريحات المسؤول تأتي بعد أيام قليلة من تصريحات الرئيس عبدالفتاح السيسي: "هل من المعقول أننا غير قادرين على تصنيع سيارات فى مصر تكفي احتياجاتنا المحلية"، موضحًا أنه إذا أردنا تجاوز تحدي الدولار يجب تصنيع نسبة كبيرة من المنتجات محليًا، وهذا أمر ليس سهلًا.
تطبيق الإجراء الخاص بوضع سقف للاستيراد الشهري بحذافيره يعني أن إجمالي عدد السيارات التي سيتم استيرادها لن يتجاوز 100 ألف مركبة سنويًا، وهذا الرقم يزيد قليلًا عمّا تم استيراده عام 2023 بأكمله، والذي بلغ 90 ألف سيارة. لكنه يقل كثيرًا عن أرقام عامي 2021 و2022، قبل أزمة وقف الإفراج عن السلع في الموانئ بسبب شح الدولار، والبالغ 184 ألف سيارة و290 ألف سيارة على التوالي، بحسب تقرير مجلس معلومات سوق السيارات "أميك".
الشحات غتوري، رئيس مصلحة الجمارك المصرية، قال ردًّا على رسائل من "الشرق" للتعقيب بشأن الإجراءات الجديدة: "لم يتم إبلاغ الجمارك بذلك رسميًا".
وبدأت مصر من شهر يونيو الماضي بوضع سقف لعدد السيارات المستوردة كليًا بواقع 10 آلاف سيارة كحد أقصى شهريًا بحسب 3 مسؤولين حكوميين تحدثوا لـ"الشرق".
تقسيم "الكوتا"
فيما يتعلق بتقسيم حصص "الكوتا"، فمن المقرر تخصيص حصة كبيرة للتجار تصل إلى 65% للاستيراد التجاري، و5% للدبلوماسيين، و5% لاحتياجات الهيئات الحكومية، و20% للاستيراد الشخصي للمواطنين، و5% لذوي الهمم "بعد وصول الاشتراطات الجديدة للحكومة الخاصة باستيراد سيارات ذوي الهمم"، وفق المسؤول.
مبيعات السيارات في مصر ارتفعت بنحو 16% خلال أول 8 أشهر من العام الجاري مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي إلى 59.26 ألف سيارة، وفق التقرير الشهري لمجلس معلومات سوق السيارات "أميك".
وفي منتصف مايو 2023، اكتشفت شركات السيارات أن بند التسجيل الخاص بسيارات الركوب على منظومة التسجيل المسبق للشحنات (ACI) معطل، ثم سُمح في منتصف اغسطس بالإفراج المؤقت لبعض الوكلاء فقط.
الدولار
أحد الأشخاص الذين تحدثوا مع "الشرق" قال إن الحكومة ستسمح للشركات باستيراد السيارات من الخارج بشرط تدبير 60% من العملة الصعبة من قيمة ما يتم استيراده.
علاء السبع، عضو الشعبة العامة للسيارات باتحاد الغرف التجارية ورئيس مجموعة السبع أوتوموتيف قال لـ"الشرق" إن الحكومة بدأت بالفعل في الإفراج عن شحنات من السيارات القادمة من الخارج، لكن بشكل محدود للغاية، لا يحل الأزمة الراهنة، لافتًا إلى أن سوق السيارات في مصر تمر الآن بفترة ركود شديدة، وهو ما تسبب في خسائر كبيرة للتجار والمستوردين.
أضاف السبع في حديثه مع "الشرق" أن سماح الحكومة بالإفراج المحدود عن السيارات القادمة من الخارج، هو سماح "مُعطل" لا يفيد في شيء ولا يحل الأزمة القائمة، وهدفه هو أن الحكومة تقول إنها عاودت الإفراج عن السيارات، مطالبًا بضرورة الإفراج عن كافة السيارات المستوردة من الخارج بشكل طبيعي كما كان في السابق، حتى تستقر سوق السيارات في مصر وتتراجع الأسعار.
وسمحت مصر بالإفراج المؤقت عن السيارات المستوردة التي حصلت على بند تسجيل قبل حلول شهر يونيو الماضي، مع حصر هذا الإفراج على الوكلاء فقط في مصر
سيارات ذوي الهمم
أقرت الحكومة مطلع الشهر الجاري تعديلات على اللائحة التنفيذية لقانون الأشخاص ذوي الإعاقة والخاص بسيارات ذوي الهمم والتي تضمنت ألا تتجاوز السعة اللترية للسيارة 1200 سي سي لسيارات البنزين أو السولار أو الهجينة، وبحد أقصى 200 كيلووات للسيارات الكهربائية، وألا تكون بنظام دفع تربو. وألا يتجاوز موديل السيارة 3 سنوات من تاريخ الصنع عند الاستيراد، وأن يكون الحساب البنكي مودعًا به مبلغًا ماليًا لا يقل عن كامل ثمن السيارة عند الاستفادة بالإعفاء الجمركي على السيارة.
جمعت مصلحة الجمارك في مصر ما يصل إلى 1.7 مليار جنيه من مستخدمي سيارات ذوي الهمم في مصر بدون وجه حق منذ يونيو الماضي وحتى الآن، بحسب شحات غتوري رئيس مصلحة الجمارك المصرية لـ"الشرق".
مصر شكلت لجنة خلال الأشهر القليلة الماضية لإجراء حصر دقيق ومراجعة موقف ملفات جميع السيارات المفرج عنها لصالح الأشخاص ذوي الهمم داخل كل محافظة خلال السنوات الثلاث الماضية، ونفذت إجراء زيارات ميدانية لحائزي السيارات للتأكد من استخدام مستحقي الإعفاء الجمركي لتلك السيارات دون غيرهم.