تجويع وإبادة جماعية.. تفاصيل "خطة الجنرالات" التي تنفذها إسرائيل في غزة
نشر موقع ريليف ويب؛ التابع لشبكة الإغاثة الدولية، مقالا لمؤلف كتاب “أطفال الكارثة” جمال كنج، الذي أكد أنه منذ التاسع من أكتوبر 2023، تعمل إدارة بايدن على تبييض استخدام الاحتلال الإسرائيلي للتجويع كأسلوب حرب، عندما أعلن وزير الحرب الإسرائيلي "لا كهرباء ولا طعام ولا وقود، كل شيء مغلق".
ومع ذلك، في الخامس عشر من أكتوبر 2024، أي بعد مرور عام بقليل على إعلان الوزير الإسرائيلي، أرسل وزيرا الخارجية والدفاع الأمريكيان رسالة إلى مسؤولين إسرائيليين يمنحانهم فترة سماح أخرى مدتها 30 يومًا للسماح بدخول المساعدات الغذائية إلى شمال غزة أو المخاطرة بتقييد المساعدات العسكرية الأميركية لإسرائيل.
ويبدو التحذير الجديد وكأنه حالة كلاسيكية من ديجا فو. وفي أبريل 2024، أصدرت إدارة بايدن تحذيرًا مشابهًا لإسرائيل قبل تقرير كان المسؤولون الأمريكيون يعدونه لفحص انتهاك إسرائيل لقانون ليهي، وخاصة المادة الفرعية 6201 (أ).
ينص القانون على أن الولايات المتحدة لا ينبغي لها تقديم المساعدة لأي دولة "تحظر أو تقيد بشكل مباشر أو غير مباشر نقل أو تسليم المساعدات الإنسانية الأمريكية".
وفي أعقاب هذا التحذير، خلصت وكالات ومسؤولون حكوميون أميركيون إلى أن إسرائيل تمنع المساعدات الإنسانية الأميركية إلى غزة.
وأخطرت الوكالة الأميركية للتنمية الدولية وزارة الخارجية الأميركية بـ "الرفض التعسفي والتقييد والعراقيل" التي تفرضها إسرائيل على المساعدات الأميركية المقدمة إلى سكان غزة.
وعلاوة على ذلك، أصدر مكتب اللاجئين التابع لوزارة الخارجية رأيًا مماثلًا جاء فيه أن "الحقائق على الأرض تشير إلى أن المساعدات الإنسانية الأمريكية تخضع لقيود".
وحتى بعد تلك التقارير الملموسة من الوكالتين الأميركيتين، قال وزير الدفاع الإسرائيلي ووزير الخارجية الأميركي للكونغرس في العاشر من مايو إن إسرائيل لا تقيد "نقل أو تسليم المساعدات الإنسانية الأميركية" في غزة.
وبدعم من مؤيدي الاحتلال الإسرائيلي في واشنطن، تهدف خطة التجويع التي وضعها الجنرال إلى منع وصول المساعدات الطبية والغذاء والوقود والمياه إلى المنطقة المحاصرة، والتي تضم حاليًا مخيم جباليا حيث يعيش أكثر من عشرين ألف شخص.
وهذا جزء مما يبدو وكأنه إبادة جماعية تدريجية، في حين يخلق الوهم بالسماح لشاحنات المساعدات بالدخول إلى المنطقة الشمالية، كما أبلغ السفير الأميركي مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة يوم الأربعاء 16 أكتوبر.
إن دخول شاحنات المساعدات لا يضمن توصيل الغذاء إلى السكان الجائعين، بل يعني أن إسرائيل تحتفظ بالسيطرة الكاملة على القسم الذي يتم إطعامه ومن يترك ليموت جوعًا.
كما يؤكد أن المسؤولين الأميركيين ما زالوا راغبين في تمكين إسرائيل من الاستمرار في تنفيذ خطة التجويع التي وضعها جنرالها في إطار إبادة جماعية مصغرة ممنهجة ومتدرجة.