هاجم جنود الاحتلال بالقنابل ولم يغادر.. تفاصيل جديدة عن اغتيال السنوار
نشرت وسائل الإعلام العبرية نتائج تحقيق أولي، أجرته قيادة المنطقة الجنوبية لجيش الاحتلال الإسرائيلي، بعد يوم من الاشتباك غير المُخطط لقوات الاحتلال، في حي تل السلطان بقطاع غزة، والذي أدى لاغتيال رئيس حركة حماس يحيى السنوار.
وقالت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية إنه "حوالي الساعة العاشرة صباحًا، رصد مقاتل من الكتيبة 450 شخصين يتحركان بين منازل الحي المُدمرة. وأبلغ بذلك وتقدم قائد الكتيبة المقدم، ران كنعان إلى النقطة بقوات المشاة والمدرعات".
وأضافت: "لاحظ القائد ثلاثة أشخاص، اثنان منهم يسيران في المقدمة ملفوفين بالبطانيات، وواحد يرتدي سترة قتالية ويحمل سلاحًا، ويتحرك خلفهما. في اللحظات الأولى، كان هناك احتمال أن تكون الشخصيتان الملثمتان من المحتجزين، فقام الجنود بإطلاق النار على الشخصية الثالثة -التي تم تعريفها على أنها مقاتل- وضربه في يده".
وأكدت الصحيفة أنه "لم يكن أحد يتخيل ذلك بعد، كان الرجل هو السنوار"؛ مشيرة إلى أنه -على عكس ما زُعم في البداية- لم يفقد زعيم حماس الراحل يده جراء إطلاق النار.
وتابع التقرير أنه، بعد إطلاق النار "في هذه المرحلة انقسم المقاتلون، ودخل اثنان منهم إلى منزل مجاور، فيما تحرك الثالث -الذي تبين فيما بعد أنه السنوار- إلى منزل آخر. ثم رد الاثنان بإطلاق النار على القوة، وأُصيب مقاتل من الكتيبة 450 بجروح خطيرة في صدره. وتم نقله بطائرة هليكوبتر إلى المستشفى".
ينقل موقع "والا" عن التحقيق نفسه أنه بعد بدء الاشتباك بين المقاتلين الثلاثة -الذين لم يعلم الإسرائيليون هويتهم- ذهبت قوة إضافية لمعاينة الموقع -المنزل الذي تحرك إليه السنوار- "وعلى درج مدخل المنزل لاحظوا وجود بقع دماء، ففحصها قائد القوة بقدمه وأدرك أنها دماء جديدة".
هنا، وفق التقرير "ألقى السنوار عليه قنبلتين يدويتين من النافذة، وقد انفجرت إحداهما دون وقوع إصابات. وبدأت القوة بقصف المبنى بقذائف الدبابات وصواريخ "ماتادور" وإطلاق الرشاشات.
و"ماتادور" نظام صواريخ محمول على الكتف طورته إسرائيل وألمانيا وسنغافورة للاستخدام في الأماكن الضيقة، وقادر على هزيمة دروع ناقلات الجند المدرعة والدبابات الخفيفة. ويتسبب الرأس الحربي في فتحة بقطر أكبر من 18 بوصة في جدار مزدوج من الطوب، ويعمل كسلاح مضاد للأفراد ضد الذين يقفون خلف الجدران.
وبعد القصف الأول، أحضرت قوات الاحتلال طائرة بدون طيار لتفقد المبنى "وكانت هي التي سجلت مشهد السنوار وهو جالس جريحًا على الكرسي. كانت الساعة قد بلغت 16:00 بعد الظهر، أي بعد ست ساعات من بدء الاشتباك".
بعد رؤية السنوار -دون تحديد هويته- لا يزال حيًا، أطلقت قوات الاحتلال قذيفة أخرى مع نيران الرشاشات "وواصلت القوات إطلاق النار بشكل كثيف على المنزل حتى انهياره جزئيًا. وفي المساء، تم إدخال طائرة بدون طيار إلى المنزل مرة أخرى وتعرفت "جثة"، ولكن حتى في هذه المرحلة لم يكن من الممكن التعرف على هويتها. تقرر تجميد الوضع وعدم الدخول إلى المبنى حتى يأتي الضوء في اليوم التالي"، كما أشار موقع "والا".
يقول التقرير: "السؤال الذي طرح في التحقيق الذي أجراه في المنطقة الجنوبية العميد باراك حيرام، هو كيف لم يغادر السنوار المبنى، واجتاز الشارع وتوجه نحو المباني البعيدة. كشف التحقيق أن القوة قررت تطويق المنطقة وإرسال الدبابات لإغلاق الطريق. وأن السنوار، الذي لاحظهم، بقي في المبنى ولم يغادر"، بحسب تقديرات مسؤولين عسكريين.