تجويع متعمد.. إسرائيل تحت ضغط أمريكي بسبب الوضع الإنساني المتدهور في غزة
في مواجهة الضغوط الأمريكية بسبب الوضع الإنساني المزري في غزة، دعا رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى اجتماع طارئ يوم الأربعاء لبحث توسيع المساعدات للقطاع الفلسطيني، بحسب ثلاثة مسؤولين حضروا المناقشة، مع احتمال زيادة المساعدات قريبا.
قال مسؤولون أمريكيون في وقت سابق من هذا الأسبوع إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل أنه يتعين عليها اتخاذ خطوات خلال الثلاثين يوما المقبلة لتحسين الوضع الإنساني في القطاع الفلسطيني أو مواجهة قيود محتملة على المساعدات العسكرية الأميركية.
وكانت الأمم المتحدة قد اشتكت منذ فترة طويلة من العراقيل التي تحول دون وصول المساعدات إلى غزة وتوزيعها في مختلف أنحاء منطقة الحرب، وألقت باللوم في ذلك على إسرائيل وانعدام القانون. وقالت الأمم المتحدة إنه لم يتم إدخال أي مساعدات غذائية إلى شمال غزة في الفترة من الثاني من أكتوبر إلى الخامس عشر من أكتوبر الجاري.
قالت الوحدة العسكرية الإسرائيلية التي تشرف على المساعدات والشحنات التجارية إلى غزة يوم الأربعاء إن 50 شاحنة تحمل الغذاء والمياه والإمدادات الطبية ومعدات المأوى المقدمة من الأردن تم نقلها إلى شمال غزة.
قالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس جرينفيلد أمام مجلس الأمن الدولي يوم الأربعاء إن الولايات المتحدة تراقب للتأكد من أن تصرفات إسرائيل على الأرض تظهر أنها لا تنتهج "سياسة تجويع" في شمال قطاع غزة.
وأضافت أمام المجلس المكون من 15 عضوا أن مثل هذه السياسة ستكون "مروعة وغير مقبولة وستكون لها تداعيات بموجب القانون الدولي والقانون الأميركي".
وقالت توماس جرينفيلد "يجب توفير كميات كبيرة من الغذاء والإمدادات إلى غزة على الفور. ويجب أن تكون هناك فترات توقف إنسانية في جميع أنحاء غزة للسماح بالتطعيمات وتسليم وتوزيع المساعدات الإنسانية".
انتقدت مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي نانسي بيلين يوم الخميس منح الولايات المتحدة لإسرائيل شهرا واحدا لتحسين الوضع الإنساني في غزة، قائلة إنه خلال هذا الوقت سوف يموت عدد كبير من الناس.
وقال جوزيب بوريل للصحفيين في بروكسل "كانت الولايات المتحدة تقول لإسرائيل إنها يجب أن تحسن الدعم الإنساني لغزة، لكنها أعطت تأخيرًا لمدة شهر. تأخير لمدة شهر واحد بالوتيرة الحالية من قتل الناس. هذا عدد كبير جدًا من الناس"، مضيفًا أن الوضع "كارثي".
وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون للمجلس إن المشكلة في غزة لا تكمن في نقص المساعدات، مشيرا إلى أن أكثر من مليون طن من المساعدات تم تسليمها خلال العام الماضي. واتهم حماس باختطاف المساعدات الإنسانية وزعم أن "حماس استغلت الوضع الإنساني كسلاح".
ونفت حماس مرارا وتكرارا الاتهامات الإسرائيلية بأنها تسرق المساعدات وتقول إن إسرائيل هي المسؤولة عن النقص.
وقالت القائمة بأعمال مساعدات الأمم المتحدة جويس مسويا للمجلس "نظرا للظروف المزرية والمعاناة التي لا تطاق في شمال غزة، فإن حقيقة أن الوصول الإنساني غير موجود تقريبا أمر لا يطاق".
وقال مسويا إنه في جميع أنحاء غزة، تم تسهيل أقل من ثلث المهمات الإنسانية البالغ عددها 286 مهمة والتي تم تنسيقها مع إسرائيل خلال الأسبوعين الماضيين دون وقوع حوادث أو تأخيرات كبيرة.
وقالت إن فريقًا إنسانيًا تمكن في الثاني عشر من أكتوبر من الوصول إلى مستشفيين في شمال غزة بعد أن منعته القوات الإسرائيلية من ذلك تسع مرات، حيث نقل الفريق أكثر من عشرة مرضى في حالة حرجة إلى مستشفى الشفاء في مدينة غزة.
وقال مسويا إن "هذه المهام أُنجزت وسط أعمال عدائية شرسة مستمرة"، مضيفًا أن السائقين في القافلة "تعرضوا لمعاملة مهينة أثناء الفحص الأمني والاحتجاز المؤقت" عند نقطة تفتيش إسرائيلية.
وقد شكك السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة عمار بن جمعة في الجهود الإنسانية التي تبذلها إسرائيل. وقال: "كيف يمكننا تطعيم هؤلاء الأطفال بينما لا نستطيع إطعامهم؟ والنتيجة الحتمية هي أن هذا ليس ضررًا جانبيًا، بل هو سياسة إسرائيلية متعمدة ومدروسة لتجويعهم".