معلومات عن قاذفات الشبح الأمريكية المستخدمة في قصف الحوثيين
شنّ الجيش الأمريكي، مؤخرا، غارات جوية بواسطة قاذفات استراتيجية خفيّة من طراز "بي-2" على منشآت لتخزين السلاح في مناطق يمنية، تسيطر عليها جماعة الحوثي المدعومة من إيران.
وللمرة الأولى تستخدم فيها الولايات المتحدة هذه القاذفة الشبح لمهاجمة الحوثيين، منذ إطلاق عملياتها بالبحر الأحمر، بهدف الحدّ من قدرة الجماعة اليمينية المصنفة إرهابية، على استهداف حركة مرور السفن في المياه الواقعة قبالة اليمن.
وذكرت شبكة "سي إن إن"، أن قاذفات "بي-2" تتفوق بشكل كبير على الطائرات المقاتلة المستخدمة سابقًا في استهداف منشآت وأسلحة الجماعة اليمنية، موضحة أن هذه القاذفات تتميز بقدرتها على حمل كميات هائلة من الذخائر، مما يمنحها قوة تدميرية فائقة مقارنة بالطائرات الأخرى.
خصائص وميزات "بي ـ 2"
تبرز طائرة "B-2 " كواحدة من أكثر القاذفات تقدما وفعالية في الترسانة الأميركية، حيث تعتبر طفرة تكنولوجية هائلة، وتجسد قفزة نوعية في برنامج تحديث القاذفات الأميركية، بحسب الموقع الرسمي للقوات الجوية الأميركية.
وتعد "بي 2" بتصميمها الفريد الذي يأخذ شكل جناحي خفاش، قاذفة قنابل متعددة الأدوار قادرة على إيصال الذخائر التقليدية والنووية، فضلا عن توجيه قوة نارية هائلة، في وقت قصير، إلى أي مكان في العالم.
وتتميز كذلك بقدرتها الفريدة على اختراق أكثر أنظمة الدفاع الجوي تطورا، مما يجعلها سلاحا استراتيجيا قويا، إذ يمكن لهذه القاذفة أن تصل إلى أهداف العدو الأكثر أهمية وتحصينا دون اكتشافها.
وتتمتع B-2 تتمتع بمدى هائل يصل إلى 6000 ميل بحري (حوالي 9600 كيلومتر) دون الحاجة إلى التزود بالوقود، مما يمكنها من تنفيذ مهام عابرة للقارات وتتميز B-2 أيضا بقدرتها على حمل ما يصل إلى 18.144 كيلوغراما من الذخائر، كما أنها مزودة بأربعة محركات قوية توفر لها القدرة على التحليق بسرعات عالية تحت سرعة الصوت والوصول إلى ارتفاع يصل إلى 15.240 متر.
رقم قياسي وأيقونة سينمائية
وجرى الكشف عن هذه الطائرة في نوفمبر عام 1988في كاليفورنيا، وحلقت في سماء الولاية لأول مرة، بعد ثمانية أشهر في السابع عشر من يوليو 1989.
وبرهنت B-2 على كفاءتها القتالية العالية في عدة عمليات عسكرية؛ بينها العملية التي شنها حلف الناتو ضد جمهورية يوغوسلافيا خلال حرب كوسوفو، وخلالها تمكنت من إلحاق أضرار جسيمة بثلث الأهداف الصربية، خلال الأسابيع الثمانية الأولى من العملية، وفقا لموقع القوات الجوية الأميركية.
وتحمل B-2 الرقم القياسي لأطول مهمة قتالية جوية في التاريخ، حيث نفذت رحلة استمرت 44 ساعة متواصلة في عام 2001، إذ انطلقت من قاعدة وايتمان إلى أفغانستان وعادت دون توقف، بحسب موقع شركة "نورثروب جرومان".
وبفضل شكلها الفريد، تبقى هذه الطائرة أيقونة في عالم السينما أيضا، إذ غالبا ما يلجأ إليها المخرجون السينمائيون في هوليوود إلى اعتبارها السلاح الجوي الأمثل في مواجهة وحوش عملاقة أو صد غزو فضائي.
وتتولى شركة "نورثروب جرومان" مسؤولية التصميم الشامل لقاذفة "B-2" التي يقدر سعرها بأكثر من مليار دولار للطائرة الواحدة، بحسب واشنطن لواشنطن بوست.
ويشارك في مشروع تطوير هذه القاذفة فريق من الشركات الرائدة في مجال الصناعات الجوية والدفاعية، يضم كلًا من بوينغ للطائرات العسكرية، ومجموعة هيوز المتخصصة في أنظمة الرادار، وجنرال إلكتريك لتصنيع محركات الطائرات، بالإضافة إلى شركة فوت للصناعات الجوية ولفتت سي إن إن إلى إن الطائرة ظهرت في أفلام سينمائية عدة.
لماذا استعملت لضرب أهداف الحوثيين؟
ذكرت صحيفة واشنطن بوست، أن البنتاجون يستخدم قاذفات "بي 2"، بشكل محدود في المهام القتالية، مشيرة إلى أن ذلك غالبا ما يكون "استعراض للقوة"، ويشير إلى أن الولايات المتحدة لا تحتاج إلى قواعد قريبة لضرب خصومها، حيث تعتمد هذه الطائرة على التزود بالوقود جوًا لتنفيذ مهامها دون الحاجة للهبوط.
واعتبرت الصحيفة أن احتمال توسع النزاع بين إسرائيل وإيران، ترك بعض حلفاء الولايات المتحدة العرب في حالة من عدم الارتياح، مشيرة إلى تصريحات مسؤولين قطريين، هذا الأسبوع، بأنهم لن يسمحوا للبنتاغون باستخدام قاعدة العديد الجوية، وهي منشأة واسعة تضم طائرات مقاتلة أميركية، لشن هجوم على أي دولة أخرى.
وأكد وزير الدفاع، لويد أوستن، أنّ القصف شكّل "استعراضا فريدا لقدرة الولايات المتحدة على استهداف المنشآت التي يسعى خصومنا إلى إبقائها بعيدة عن متناولنا، بغضّ النظر عن مدى عمقها تحت الأرض أو صلابتها أو تحصينها".
واعتبر أن استخدام قاذفات B-2 Spirit بعيدة المدى والخفية، "يظهر القدرات العالمية للولايات المتحدة على اتخاذ إجراءات ضد هذه الأهداف عند الضرورة، في أي وقت، وفي أي مكان".